بطول 25 مترا بنيت سفينة في جبال كردستان لتكون مركزا لعرض المنتجات اليدوية والتراثية (الجزيرة نت)
لم ترو 32 عاما شغف حيدر قادر حسن بالأعمال اليدوية والتُحف والأدوات التراثية والفلكلورية إلا بعد أن صنع لها مكانا فريدا، عبارة عن سفينة كبيرة سماها "سفينة نوح" أصبحت مركزا تجاريا حيويا ومركز جذب للسياح في قرية بيخال التابعة لقضاء رواندز في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق.
حيدر (52 عاما) قبطان السفينة التي أُسّست على اليابسة وتحديدًا أمام سلسلة جبال كورك ابتكر عملا فريدا بتحويل هذه السفينة إلى مركز تجاري لبيع الأعمال اليدوية من التُحف والأدوات التراثية.
السفينة أُسست على اليابسة أمام سلسة جبال كورك
أبعاد السفينة
يُغطّي الخشب الروسي الأصلي السفينة من الخارج، أما الحديد فيستحوذ على كامل أجزاء السفينة من الداخل بعمل استغرق إنجازه 4 أشهر.
يبلغ طول السفينة 25 مترا وارتفاعها 8 أمتار وعرضها 5 أمتار، وعمل على إنجازها 5 من أمهر المتخصصين في الحدادة والخشب، وكلّفت صاحبها أكثر من 120 ألف دولار.
تتكوّن السفينة من طابقين: الأوّل صالة كبيرة مفتوحة خصصت لبيع الأعمال اليدوية النادرة والتحف التي يبدأ سعرها من 3 دولارات ليصل إلى أكثر من 200 دولار، أما الطابق الثاني فهو كافيتريا مفتوحة أمام السائحين.
شغف حيدر بالأعمال اليدوية والتحف دفعه إلى ابتكار سفينة كبيرة جعلها مركزا تجاريا ومعرضا لهذه المنتجات
رسالة للحكومة
لم يتوقف طموح صاحب سفينة نوح عند هذا الحد، فهو يخطط لصناعة سلسلة من السفن في مناطق سياحية مُختلفة من الإقليم، لكن هذه المرة بـ3 أو 4 طوابق، منتظرا الحصول على تمويل يمكنه من إنجاز حلمه.
يُوجّه صاحب السفينة رسالته إلى حكومة كردستان بأن تهتم بقطاع السياحة، معتبرا أنه مصدر حيوي يستحق الاهتمام ويمكنه تحقيق ريع جيد للإقليم، لا سيما أن الإقليم يتمتع بكثير من المواقع والمناطق السياحية.
جانب من المنتجات اليدوية المعروضة للبيع داخل السفينة
جاذب سياحي
صناعة السفينة في هذا المكان وبهذا الشكل تحديدا وجعلها مركزا تجاريا لبيع الأعمال اليدوية التراثية والفلكلورية أسهم في جذب السياح إلى المنطقة، وفقا لمدير مديرية السياحة في قضاء رواندز -جيا محمد- الذي أشاد بفكرة المشروع التجاري.
وانتعش قطاع السياحة في منطقة بيخال التابعة لقضاء رواندز في العامين الماضيين نتيجة التسهيلات المقدمة للمستثمرين من أصحاب المشاريع والأفكار الرائدة في مجال السياحة، إذ كانت الطاقة الاستيعابية للمنطقة ألف سائح في اليوم، وصار بإمكانها اليوم استقبال 5 آلاف سائح في اليوم.
حيدر قادر حسن يتطلع إلى تكرار تجربته في مناطق أخرى
تعزيز للتراث
وبالإضافة إلى شكلها وحجمها وفكرتها، توفر "سفينة نوح" فرصة للباحثين عن التحف اليدوية النادرة مثل أنجام شيرزاد الذي قطع مسافة طويلة لشراء صندوق صغير فلكلوري بعد فشله في العثور عليه في أماكن أخرى.
يُعبر شيرزاد عن سعادته في حديثه للجزيرة نت بوجود مثل هذا المكان لبيع بعض الأعمال اليدوية التي يعود استخدامها إلى أزمان مختلفة، ويبدو حزينا مع ذلك بسبب إغراق السوق بكثير من النماذج المستوردة البديلة للأعمال اليدوية الأصلية، بسبب اختلاف الأسعار.