قوة الورود في صيف 2022 Flower Power
آكت نوميرو أونو Act No1
الورود، صيحة لا يمكن أن تغيب عن عالم الموضة في أي موسم، فهي حاضرة في الشتاء والصيف، بأشكال مختلفة ومتنوعة، وتعتبر من الصيحات الأقوى عالمياً، والأحب إلى قلب المرأة العربية. اللافت في هذه الموضة الأنثوية أنها يمكن أن تأتي ناعمة جداً، أو جريئة جداً، تبعاً لذوق المرأة التي ترتديها، لكنّها كلّها تجمع على إبراز الطابع الملفت للمرأة الذي يبعدها عن الكلاسيكية. تعرّفي معنا في هذا التقرير المفصّل عن بداية هذه الصيحة، ومن هم المصمّمون الذين اعتمدوها على مرّ السنوات، وكيف يمكن أن تنسقيها مع مختلف إطلالاتك بالطرق الصحيحة.
Origins
يأخذنا تاريخ تصميم الأزهار إلى مصر القديمة، حيث كانت التصاميم آنذاك تتسم بالترتيب والبساطة، وقد شهدت بروز زهور تحمل معاني خاصّة، مثل زهرة اللوتس، التي كانت تعتبر مقدّسة. في العصرين اليوناني والروماني القديمين، تمّ استخدام الزهور الحقيقية لتزيين الملابس، من خلال الباقات والأكاليل ودبابيس الزينة، التي من شأنها أن تضيف لمسة معطّرة لأي مناسبة.
بعد ذلك، بدأنا في أواخر العصور الوسطى نرى تصميم الأزهار مدرجاً على الأقمشة. يمكن أن يُعزى هذا إلى حدّ كبير إلى استخدامها في الصين في القرن الثاني عشر، من خلال الأقمشة المطرزة التي تظهر الزهور الجميلة، ومشاهد الطبيعة في الملابس. اجتاح هذا الاتجاه دول الشرق الأوسط وآسيا، وبفضل طريق الحرير، وصلت هذه الصيحة إلى أوروبا، وقد نقلها إليها التجار الإيطاليون.
في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، اشتهرت المدن الإيطالية، مثل البندقية وفلورنسا، بأقمشتها المخملية الفخمة، التي تضمّ خيوطاً ذهبية وفضّية في أنماط نباتية كبيرة مستوحاة من الأقمشة المستوردة من الإمبراطورية العثمانية. امتدت هذه الأقمشة الجميلة، جنباً إلى جنب مع الحرير المطرّز، إلى فرنسا، ما دفع بـ جان بابتيست كولبير Jean-Baptiste Colbert، المشرف المالي في بلاط لويس الرابع عشر، إلى إطلاق خطة ترويجية للحرير الفرنسي الجديد، المستوحى من تجارة التجار الإيطاليين. شقت هذه الصيحة طريقها إلى إنجلترا، ولكنّ المصمّمين هناك اعتمدوا في تصميماتهم على عيّنات نباتية ونقوش.
Gradual Invasion
كانت صناعة القماش المطبوع هي التي جعلت أنماط الأزهار متاحة للجماهير، وليست حكراً على أولئك الذين يستطيعون تحمّل تكلفة المخمل والحرير المطرّز القادم من القارة الآسيوية. كان هذا النسيج الزهري المطبوع تقنية غير معروفة في بريطانيا حتى عام 1759، ثم بدأ المصنعون البريطانيون في طباعة الأقمشة بسعر أقل، مع تصميمات تتراوح من الزخارف الزهرية الكبيرة الغريبة، إلى الأنماط الزهرية الصغيرة المزروعة.
زادت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر من إنتاج الأقمشة المطبوعة عشرة أضعاف، ما جعل أنماط الأزهار المطبوعة بالزهور متاحة للجماهير، وخاصة فساتين النساء اليومية. في وقت لاحق من هذا القرن، أثّر فنانو حركة الفنون والحرف اليدوية على تصاميم المطبوعات الزهرية، حيث جعل ويليام موريس William Morris عباد الشمس عنصراً شائعاً.
استمرّ هذا الاتجاه للأقمشة الوردية المطبوعة خلال القرن العشرين، حيث ظهرت طبعات الكركديه على قمصان هاواي الرجالية في الأربعينيات من القرن الماضي، وتصميمات الزهور الاستوائية في الخمسينيات، وقوة الزهور في الستينيات، وحتى القرن الحادي والعشرين مع صيحة السراويل الضيقة الزهرية لعام 2014.
Contemporary Fashion
استمرّ غزو هذه الصيحة الجميلة بشكل لافت في القرن الواحد والعشرين، بحيث باتت أغلبية الدور العالمية تصمّم مجموعات منقوشة بالورود. ولعلّ أبرز من اشتهر بها كان جيامباتيستا فاللي Giambattista Valli الذي لا يمكن إلا أن يدخل عالم الورود إلى فساتينها الراقية والجميلة. كذلك الحال مع دومينيكو دولتشي Domenico Dolce وستيفانو غابانا Stefano Gabbana في دار دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، ودار ديور Dior.
وبالعودة إلى موضة ربيع وصيف 2022، كالعادة، بسطت النقشة الوردية سيطرتها على غالبية الدور العالمية، كما سبق وذكرنا، فرصدنا بشدة لدى جورجيو أرماني Giorgio Armani وأمبوريو أرماني Emporio Armani، إذ أنّ السيد أرماني، على ما يبدو، مولع بهذه الموضة، التي يعكس بها أنوثة امرأته. كما برزت الزهور لدى ديور Dior، وبراندون ماكسويل Brandon Maxwell، وديسكويرد Dsquared2، وإيلي صعب Elie Saab، وآنا سوي Anna Sui، وإرديم Erdem، وإيزابيل ماران Isabel Marant، ومايكل كورس Michael Kors، وإترو Etro، وغيرها من الدور...
كلّ هذه الدور العالمية استوحت من الطبيعة، ومن مختلف أنواع الزهور الجميلة، مجموعاتها الصيفية الملفتة، التي تنبض جرأةً وتميّزاً ونعومةً في الوقت نفسه.
https://v16-webapp.tiktok.com/101cf3...%3D%3D&vl=&vr=