سيف الشمري اكتسب لقب حلاق بغداد ويسعى لتطوير مهارته في الغناء والعزف (الجزيرة نت)عماد الشمري
2/5/2022





بغداد من الطبيعي أن يعتني الشخص بمهنته وتطويرها، والأجمل من ذلك تأطيرها بمواهب أخرى ذات طابع ثقافي وفني، وهو ما سلكه سيف الشمري الذي استطاع أن يوشح مهنة الحلاقة بموهبة العزف والغناء.

الشمري أثناء عزفه أمام أحد زبائنه في محله
جذب الزبائن

وجد الحلاق سيف علي الشمري (31 عاما) الذي يتوسط محله منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد من صوته الشجي طريقا لكسب الزبائن، إذ اغتنم موهبة العزف على العود والغناء لمتعة الجالسين على كرسي الحلاقة وكسر ملل الوقت في طابور الزبائن على مقاعد الانتظار، وهو ما أفصح عنه الشمري في حديثه للجزيرة نت.
من جهته، اعتبر الإعلامي محمد القيم وهو أحد زبائن محل الحلاقة أن "دندنة الغناء وعذوبة أوتار العود والنغم الشجي هنا لا تجعلنا نشعر بمرور الوقت بل تتولد عندنا المتعة، ما يجبرنا للمجيء ليس من أجل تصفيف الشعر فحسب بل لجلسة طرب وملتقى ثقافي".
أما أبو وسام -وهو زبون دائم للمحل- فقال "أنا لا أحيد عن الحلاقة هنا حتى وإن انتظرت مجيء سيف لساعات طويلة، فالأجواء مختلفة عن باقي الحلاقين وما يتوفر هنا من أجواء لا نجدها في محل آخر"


البدايات

يقول الشمري "إن أخي الكبير سعد الذي علمني مهنة الحلاقة هو أول من اكتشف موهبة الغناء بداخلي أثناء تدريباته لي على الحلاقة، وقد شجعني للاستمرار وتطوير الموهبة".
وأضاف أن الملحن الكبير إبراهيم السيد شجعه على تعلم العزف على العود، وهو الأمر الذي اضطره لشراء عود خاص ومن نوعية جيدة للتدريب على العزف.
ويتابع "كان يجبرني شغف الغناء للتدريب لساعات طوال حتى أصبحت عازفا أُدعى للكثير من الأمسيات الأدبية والثقافية والكرنفالات، وأبرزها مهرجان الأغنية الريفية بالمسرح الوطني"، ثم توسع الأمر حتى شارك في العديد من المسرحيات وصار اليوم ذا مكانة في عالم الفن الذي لم يبعده عن مهنة الحلاقة.



الشمري يغني أمام أحد زبائنه من هواة العزف


الشهرة واللقب

يقول الشمري إنه فوجئ بأن العديد من رواد محل الحلاقة، كانوا يسجلون له وهو يغني أثناء الحلاقة ورفعوا الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى صار مشهورا بلقب حلاق بغداد.ويتابع أن لقب "حلاق بغداد" أكسبه شهرة واسعة جعلته حديث أوساط الحلاقين وكذلك في الوسطين الفني والأدبي، الأمر الذي شجع الشمري لمواصلة التدريبات على العزف والغناء لتطوير مهاراته وشق طريقه في عالم الفن إلى جانب استمراره في ممارسة مهنته.

بهذا العشق للغناء الموشح بتشجيع المقربين ومن الطبقة المثقفة من الزبائن، استطاع سيف أن يضع لنفسه بصمة في عالمي الحلاقة والفن كمفارقة نادرة بمثل هكذا مهنة حول صاحبها مكان العمل فيها لمنتدى ثقافي.