خلافات زوجية تقود الابنة إلى مستنقع الرذيلة
في بعض الأحيان، يجد المرء نفسه في موقف أجبرته الظروف القاهرة على الوقوع فيه، ليدعي أن الحياة وما تتضمن من صعوبات ومشقة، وضعته دون سواه في هذا الموقف لتنال منه، فيما يتمسك غيره بالإرادة والعزيمة، اللتين تجعلانه يدرك أن هذا الموقف اختبار لإرادته وموقفه الأخلاقي، وبين هذا وذاك يكون الامتحان، حيث يكرم المرء أو يهان.
فصول قصة اليوم بدأت بزواج شاب عربي من سيدة آسيوية، الذي أثمر 4 أطفال أكبرهم بطلة قصتنا (م)، ومع مرور السنوات على زواجهما، اتسعت رقعة الخلافات بين الزوجين، خاصة وأن اختلاف العادات والتقاليد والمستوى الثقافي كانت عوامل رئيسية في أن تحكم على هذا الزواج بالفشل والتفكك والانفصال، ليدفع أطفالهما ثمن هذه الخطوة غير محسوبة العواقب.
وفي وسط هذه البيئة بلغت (م) سن المراهقة والشباب حتى ناهزت الـ 24 من عمرها، وكان أشد ما يؤلمها هو انصراف أبيها عن الاهتمام بها وبأخواتها بذريعة عدم انسجامه مع الأم وزواجه بسيدة أخرى من نفس جنسيته.
ورغم عزيمة الأم وحرصها على توفير كافة متطلبات أفرادها، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق، وهكذا لم يكن عمل الأم في احد مطاعم الوجبات السريعة، وتمسكها بالصبر كافياً ليمنع الشيطان من غزوها في عقر دارها من خلال ابنتها العزيزة (م) عبر وسيلة لم تكن تضع لها حساباً، ألا وهي (د) صديقة ابنتها التي انجرفت إلى هاوية الرذيلة، دون أن تعلم الأم بحقيقة أمرها.
كانت الأم تراودها العديد من المخاوف والهواجس، بخصوص سلوك (د) ومظاهر الثراء غير المتناسب مع حقيقة وضعها المادي، والذي كان ظاهراً في ثيابها الأنيقة الفاخرة، وسلوكها غير المنضبط، وهذا ما دفعها إلى أن تبوح بشكوكها إلى ابنتها (م) التي سرعان ما تبدد هذه المخاوف بالسخرية من أمها.
مع مرور الوقت نجحت (د) بأسلوبها الشيطاني من مداعبة أحلام وتطلعات (م) نحو الثراء والخلاص من الفقر الذي كانت تعيشه مع عائلتها، وإقناعها بسلوك طريق الرذيلة باعتباره، الطريق الأسرع للحصول على المال الوفير والترف.
وفي أحد الأيام أخبرت (م) أمها بأنها قد حصلت على عمل في أحد الفنادق بدوام مسائي كنادلة في مطعم الفندق لتساعدها في مصاريف المنزل، وسعدت الأم التي وافقت دون تردد، حيث كانت تحتاج إلى من يساعدها في توفير كافة متطلبات أسرتها، ومع الوعد الأول الذي جمع (م) مع عدد من طلاب المتعة الحرام في شقة خصصتها (د) لهذا الغرض، كانت بدايتها في السير في طريق الرذيلة والسقوط في الهاوية.
تزايد قيمة المبالغ المالية التي تحصلت عليها (م) كان الدافع الرئيسي في انغماسها وغرقها في بحر الخطيئة، غير أن ازدياد الطلب عليها لجمالها وارتفاع سعرها مع مرور الوقت، كانا السبب في أن تبدأ صديقتها (د) بالغيرة منها، واشتعال النيران في صدرها.
شيئاً فشيئاً وجدت (د) نفسها منبوذة وتكاد تخسر كل شيء بعد أن كانت تفكر في جعل (م) فتاة ليل أسوة بحالها، وفي أحد الأيام خطر على بالها بأن تتخلص من (م) بشكل نهائي بحيث لا تحضر إلى الشقة مرة أخرى، ويخلو لها المكان.
وفي اليوم المحدد، اتصلت (د) بها وأبلغتها بأن عليهما الذهاب إلى أحد المنازل لقضاء ليلة صاخبة مع مجموعة من طلاب المتعة الحرام، إلا أن (م) اعتذرت لارتباطها بالذهاب إلى المستشفى برفقة شقيقتها الصغرى التي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فما كان من (د) إلا أن توعدتها وهددتها بفضح أمرها أمام أسرتها، وما كان أمامها سوى الرضوخ والذهاب إلى شقة الرذيلة.
وبعد انتهاء (م) من اعمال الدعارة، طلبت من الفتيان الحصول على المبالغ المالية المتفق عليها، إلا أنهم انهالوا عليها جميعاً بالضرب، وعندما استنجدت بصديقتها (د) أجابتها بسخرية وازدراء رافضة تقديم المساعدة، حيث قامت بعد ذلك بطردها من المنزل، مؤكدة لها بأنها ستقوم بنفس الإجراء في حال عاودت الظهور مرة أخرى.
عندها قررت (م) أن تكتفي بالأموال التي تحصلت عليها وأن تتجه للعمل في مجال آخر، وبعد مرور أشهر على الحادثة، تفاجأت (م) برجال الشرطة على باب منزلها، حيث قاموا باصطحابها إلى مركز الشرطة، لتجد بأن صديقتها (د) ملقى القبض عليها برفقة مجموعة من الفتيات، خلال عملية مداهمة قام بها أفراد الأمن على احد أوكار الدعارة، بحسب البيان.
وخلال التحقيقات أبلغ ضابط التحقيق (م) بأنها متهمة بالاعتياد على ممارسة الرذيلة مع رجال مجهولين لقاء تحصلها على أموال، فأنكرت كافة الاتهامات، وعلى الفور قام ضابط التحقيقات بإبلاغها بأن صديقتها المقربة (د) قدمت لهم بعض الأدلة على تلك الاتهامات، تتضمن صوراً وأقراصاً مدمجة تحتوي على أفلام تم تصويرها لها دون علمها. ليتم إحالة (م) و(د) برفقة باقي المتهمات إلى محكمة جنايات أبوظبي التي أصدرت عليها حكماً بالسجن لمدة 5 سنوات مع الإبعاد عن الدولة عقب تنفيذ مدة العقوبة.