حفيدة "غوتشي" ترد على إساءات تطال تاريخ العائلة بالفن



آلغيرا غوتشي

لم تتوقع آلغيرا غوتشي، ابنة وريث أحد أبرز دور الأزياء الفاخرة بالعالم، أن تشاهد جريمة قتل والدها ماوريتسيو غوتشي، التي مضى عليها 27 عاما، في فيلم سينمائي، سبب لها الصدمة والحزن.
تقول آلغيرا غوتشي لـ RT Site في لقاء خاص عقب إطلاق كتابها "نهاية اللعبة"، الذي تسعى من خلاله لكشف الحقائق حول عائلتها: "لقد أثر فيلم house of Gucci الذي أنتجته هوليوود علي بشدة"، وتضيف "يجب أن أعترف أنني كنت أتوقع أن أرى فيلما رائعا، ربما مع بعض المحاولات الواقعية في تكييف القصة مع الفيلم، لكنني كنت حزينة وغاضبة حقا لرؤية كيف تم تغيير القصة بأكملها وتم التلاعب بصورة معظم الشخصيات، بدون احترام".
يتناول فيلم house of Gucci قصة جريمة قتل ماوريتسيو غوتشي التي هزت الشارع الايطالي في تسعينيات القرن الماضي، واتُهمت فيها زوجته السابقة، باتريزيا ريجياني، بالاتفاق مع قاتل مأجور لقتل زوجها، وأمضت على إثرها 18 عاما في السجن.

الراحل ماوريتسيو غوتشي "حفيد مؤسس دار أزياء غوتشي"
ولكن الفيلم أثار غضب العائلة العريقة، وذلك بسبب الاستخدام غير المناسب لقصة العائلة وتاريخها، وتعتبر آلغيرا غوتشي أن الفيلم عمل على تشويه الحقيقة واستغلال تفاصيل الحياة الشخصية لأفراد عائلتها، دون احترام معاناتهم وآلامهم، بهدف أن يحقق منتجو هوليود أكبر قدر ممكن من الربح المادي، على حساب اسم عائلتها.
وهنا تتساءل آلغيرا ما الهدف من الإساءة إلى عائلة عملت بجد لإحضار الطراز الإيطالي، المصنوع من الأناقة، والذي يعتمد على أساس جودة منتجات إيطالية تم تصديرها إلى العالم؟
وبحسب آلغيرا فإن طلب العائلة بمشاهدة الفيلم قبل طرحه في الأسواق قُوبل بالرفض من قبل القائمين على العمل.

لم تتجه آلغيرا نحو القضاء للرد على هذه الإساءات، لكنها اختارت الفن والكتابة ردا قويا وإيجابيا، إذ قامت آلغيرا غوتشي بإصدار كتاب تحت عنوان"نهاية اللعبة"، سعت من خلاله لكشف الحقائق وسرد قصة عائلتها، ومعاناتها من لحظة مقتل والدها ودخول والدتها باتريزيا ريجياني إلى السجن، إضافة إلى البدء في مشروعها بعالم الفن الرقمي NFT، وكان مشروعها الفني الأول تحت عنوان Abuse of Gucci .

تقول آلغيرا :"يصل الفن إلى كل مكان ورسالته فورية، آمل حقا أن ينتشر مشروعي الخاص بالفن الرقمي NFT في جميع أنحاء العالم وأن يدرك الناس من خلال مشروعي أن ما رأوه في السينما في House of Gucci هو خيال وليس حقيقة".
وتحدثت آلغيرا لنا عن أهمية الفن في حياتها، إذا اعتبرت أنه أعظم طريقة للتعبير عن حرية الرأي بشكل سلس ومباشر.

و توضح آلغيرا:"لقد قمت بتطوير مشروع NFT أثناء تأليف الكتاب، حيث لم أكن متأكدة من أنني سأصل إلى نهايته، أردت أن يكون الكتاب دليلا على الحقيقة، لكن قراءة كتاب تحتاج إلى وقت".
وتضيف آلغيرا غوتشي :"كان نهج الفن الرقمي هو الحب من أول علامة، حيث أعتبره ثورة حقيقية لقدرته على التواجد في كل مكان"
وتتساءل:"ما هي أفضل طريقة لنشر رسالتي الحقيقة إن لم يكن من خلال الفن؟ وهذه مجرد بداية مغامرتي".

وعن سبب اختيار هذا الوقت لإصدار كتاب "نهاية اللعبة" قالت آلغيرا :"طوال هذه السنوات، كنت أتمنى دائما أن تصبح حادثة وفاة والدي العنيفة من الماضي، ولسوء الحظ، تم إصدار الفيلم والدعاية التي أعادت إحياء الحادثة في هذا الوقت الحاضر".
وأضافت :"طوال حياتي كنت أحمل ثقل هذه الأحداث والتي لا أشعر بالذنب بسببها، وكنت أقابلها بشكل دائم بهدوء، ولكن الآن فقط أدركت أن الماضي سيكون دائما في حاضري، لذا فقد حان الوقت اليوم لتوضيح الأمور وقول الحقيقة من أجل شرف والدي وأولادي وعائلة غوتشي".
واعتبرت آلغيرا غوتشي أن هدفها اليوم هو التأكد من أن هذا العبء لا يعذب أطفالها وأنهم يمكن أن يتمتعوا بمستقبل سلمي وسعيد.
وتحاول آلغيرا أن تجد طريقة للعلاقة مع والدتها التي أطلق سراحها قبل عدة أعوام، وتقول :"هذا ليس بالأمر السهل، ويتطلب الكثير من القوة من جانبي، ما أفعله الآن أفعله من أجل أطفالي".
وتضيف آلغيرا:"عندما يحين الوقت ويصبح أبنائي أكبر سنا، سيكون من الصعب جدا أن أشرح لهم الأحداث التي ميزت طفولتي، مقتل والدي وقناعة والدتي، ولكني أود أن يعلموا من هذه القصة، أنك في الحياة يجب أن تواجه العديد من المعارك، وأنه على الرغم من كل ما قد يحدث يجب أن يكون لديك الأمل والقوة للمضي قدما".
واعتبرت آلغيرا أنه يوجد العديد من الأشخاص القاسيين والأشرار في العالم، ولكن يمكن لكل إنسان أن يثبت أنه الشخص الذي هو عليه، موضحة:"أعتقد أن الشر في عائلتي لم يصبني بالعدوى، بل جعلني شخصا أفضل".

آلغيرا غوتشي
وعن سؤالنا لها عن عدم اتخاذ أي إجراء أو رد فعل سابق على الرواية التي اقتبس فيلم House of Gucci، الأحداث منها والتي صدرت عام 2001 للكاتبة الصحفية سارة غاي فوردن تحت عنوان The House of Gucci، قالت آلغيرا:" مؤلفة الرواية استندت إلى تاريخ الشركة والعائلة، لكن جوهر الموضوع هو سرد قصة كيف ولدت إمبراطورية غوتشي".
وأضافت:" تحدثت الرواية أيضا عن أفراد العائلة الذين أنشأوا وطوروا الشركة، لكن الكتاب يدور حول تاريخ Gucci وليس عن العلاقة بين ماوريتسيو وباتريزيا".
وأوضحت آلغيرا أن الكاتبة سارة غاي فوردن كانت صحفية مختصة بالموضة والأزياء في WWD وقد التقت أيضا بماوريتسيو غوتشي قبل أن تبدأ الكتاب.
فندت آلغيرا بعض الاختلافات بين الكتاب والفيلم قائلة "لنبدأ بقتل والدي، في الفيلم تم تصويره في روما وليس في ميلانو، حيث تم تصوير والدي وهو يصل بالدراجة، بينما كان يسير على الاقدام دائما إلى المكتب، تم تصويره على درجات صف أعمدة أثناء وجوده في مدخل المبنى".
وعبرت آلغيرا عن عدم مقدرتها متابعة المشاهد الجنسية البذيئة التي عرضت في الفيلم وكانت في غير محلها، خاصة تلك الموجودة في السيارة.
وقالت :"من المؤسف سماع كلمة مافيا مقترنة بنشاط سائق شاحنة جدي، لطالما اشتهر المندوب فرناندو ريجياني بالأمانة والأناقة".
وعن المشهد الذي جمع علامة الصليب "باسم الأب والابن وبيت غوتشي" قالت آلغيرا:" اعتبرت هذا المشهد مسيئا وغير موقر، بغض النظر عن المعتقدات الدينية".
مضيفة :"في النهاية قد يكون الفيلم مستوحى من الكتاب، لكن ما تم تصويره تم التلاعب به أو اختلاقه في الغالب".


آلغيرا غوتشي
ورغم أن عائلة غوتشي لم تعد تمتلك هذه العلامة التجارية الفاخرة، وتعود الملكية اليوم إلى شركة كرينج الفرنسية المعروفة بـ PPR، فأن آلغيرا لاتزال فخورة بهذا الإرث الفني والحضاري، وتعتبر أن تطور علامة غوتشي بدءا من المؤسس Guccio Gucci إلى الأجيال اللاحقة التي سعتفي تطوير هذه الماركة، أمرا مدهشا.
تقول آلغيرا:"أنا سعيدة وفخورة جدا برؤية أن العلامة التجارية لم تفقد، الاتصال بالماضي لإعادة إطلاق الحقائب القديمة والأكثر شهرة".
يذكر أن فيلم House of Gucci صدر في نهاية عام 2021 وهو من إخراج ريدلي سكوت، ولعبت ليدي غاغا دور البطولة فيه، بالاضافة الى كوكبة من أبرز نجوم ونجمات هوليوود، مثل آل باتشينو، و آدم درايفر، وسلمى حايك، وجيريمي أيرنز.