النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

نوبل عامَ 2000.. الطريق نحو فهم الذات

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 90 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2021
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,114 المواضيع: 948
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 2840
    آخر نشاط: 13/March/2024

    نوبل عامَ 2000.. الطريق نحو فهم الذات

    نوبل عامَ 2000.. الطريق نحو فهم الذات

    Full Transcript
    أدمغتُنا مُعقدةٌ بشكلٍ لا يُمكنُ تصوُّرُه. تنتقلُ الإشاراتُ بسرعةٍ كبيرةٍ بينَ أكثرَ منْ مئةِ مليارِ خليةٍ عصبية. تلكَ الإشاراتُ هي ما يجعلُنا على ما نحنُ عليه. فالاكتئابُ؛ والسعادةُ؛ والحبُّ؛ والكراهيةُ؛ وجنونُ العظمةِ وغيرُها منَ المشاعرِ تنبعُ منْ تلكَ الإشاراتِ وتتأثرُ بها.
    تتصلُ الخلايا العصبيةُ بعضُها ببعضٍ منْ خلالِ شبكةٍ معقدةٍ منَ العملياتِ العصبية. تنتقلُ الرسالةُ منْ خليةٍ عصبيةٍ إلى أخرى عبرَ أجهزةِ إرسالٍ كيميائيةٍ مختلفة. يتمُّ نقلُ الإشارةِ في نقاطِ اتصالٍ خاصةٍ تُسمى نقاطَ الاشتباكِ العصبي. يمكنُ أنْ يكونَ للخليةِ العصبيةِ آلافٌ منَ الاتصالاتِ معَ مثيلاتِها.
    الثلاثةُ الحائزونَ لجائزةِ نوبل في علمِ وظائفِ الأعضاءِ أوِ الطبِّ لعامِ ألفين، -أرفيد كارلسون؛ وبول جرينجارد وإريك كاندل- قامُوا باكتشافاتٍ رائدةٍ فيما يتعلقُ بنوعٍ واحدٍ منْ نقلِ الإشاراتِ بينَ الخلايا العصبية. حسمتْ تلكَ الاكتشافاتُ فهمَ الوظيفةِ الطبيعيةِ للدماغِ وكيفَ للاضطراباتِ في نقلِ الإشارةِ أنْ تؤديَ إلى أمراضٍ عصبيةٍ ونفسية. كما أدتِ النتائجُ إلى تطويرِ عقاقيرَ جديدة.
    فقدْ قامَ الثلاثةُ بفكِّ رموزِ مساراتِ الإشاراتِ التي تنظمُ بعضًا منْ وظائفِ الدماغِ الأكثرَ أهمية. فالمفاتيحُ الأساسيةُ لهذهِ العملياتِ هيَ الناقلاتُ العصبيةُ وهيَ رُسُلٌ كيميائيةٌ تُرسَلُ منْ خليةٍ عصبيةٍ إلى أخرى عبرَ الوصلاتِ الدقيقة، أوْ نقاطِ الاشتباكِ العصبيِّ، التي تفصلُ بينَها.
    قلبَ "أرفيد كارلسون" الفهمَ السائدَ باكتشافهِ الكبير، الذي أظهرَ أنَّ مادةَ الدوبامين الكيميائيةَ هيَ ناقلٌ عصبيٌّ مهمٌّ في الدماغ. كانَ يُفترضُ أنَّ الدوبامينَ مجردُ مقدمةٍ لناقلٍ عصبيٍّ أكثرَ أهمية، وهوَ النورادرينالين، لكنَّ كارلسون ابتكرَ اختبارًا شديدَ الحساسيةِ سمحَ لهُ باكتشافِ أنَّ الدوبامينَ يتركزُ في أجزاءٍ منَ الدماغِ تتحكمُ في الحركة. فبعدَ أنْ تجمدتْ حركاتُ الحيواناتِ عندما تمَّ إعطاؤُها عقارًا يستنزفُ مجموعةً منَ الناقلاتِ العصبية، وجدَ كارلسون أنَّ حركاتِها عادتْ بأعجوبةٍ عندَما أعطاها مادةَ L-dopa الكيميائية، التي يحولُها الدماغُ إلى الدوبامين. وقدْ أدى هذا في النهايةِ إلى استخدامِ L-dopa لعلاجِ مرضِ باركنسون، والذي تنجمُ أعراضُه نتيجةً لنقصِ الدوبامين. كما قدمَ كارلسون دليلًا على أنَّ بعضَ أشكالِ المرضِ العقليِّ مرتبطةٌ بالتنظيمِ المعطِّلِ للدوبامين.
    بصرفِ النظرِ عنْ عدمِ ابتكارِ علاجٍ ناجحٍ لمرضِ باركنسون، فقدْ زادتْ أبحاثُ "كارلسون" منْ فهمِنا لآليةِ العديدِ منَ الأدويةِ الأخرى. أظهرَ أنَّ الأدويةَ المضادةَ للذهان، التي تُستخدمُ في الغالبِ ضدَّ مرضِ انفصامِ الشخصية، تؤثرُ على انتقالِ التشابكِ العصبيِّ عنْ طريقِ منعِ مستقبِلاتِ الدوبامين. كانَ لاكتشافاتِ "كارلسون" أهميةٌ كبيرةٌ في علاجِ الاكتئاب، وهوَ أحدُ أكثرِ الأمراضِ شيوعًا. إذْ أسهَمَ بقوةٍ في تطويرِ حاصراتِ امتصاصِ السيروتونين الانتقائية، وهيَ جيلٌ جديدٌ منَ الأدويةِ المضادةِ للاكتئاب.
    فيما أوضحَ "بول جرينجارد" ما يحدثُ بعدَ وصولِ الموادِّ الكيميائيةِ كالدوبامين والنورادرينالين إلى وجهاتِها المقصودةِ في نقاطِ الاشتباكِ العصبي. إذْ أظهرَ أنَّهما يُطلقانِ تفاعلًا كيميائيًّا متسلسلًا يقومُ بتنشيطِ بروتينٍ يقومُ بدورِه بتنشيطِ مجموعةٍ منَ البروتيناتِ الأخرى عنْ طريقِ إضافةِ جزيئاتِ الفوسفاتِ إليها. آليةُ التنشيطِ هذه، المعروفةُ باسمِ الفسفرة، تخلقُ تغييرًا عميقًا في شكلِ ووظيفةِ العديدِ منَ البروتيناتِ التي تغيرُ الطريقةَ التي تتصرفُ بها الخلايا العصبية، ويمكنُ تعطيلُ هذهِ البروتيناتِ عنْ طريقِ إزالةِ جزيئاتِ الفوسفات.
    زادتِ اكتشافاتُ بول جرينجارد بشأنِ فسفرةِ البروتينِ منْ فهمِنا لآليةِ عملِ العديدِ منَ الأدوية، التي تؤثرُ بشكلٍ خاصٍّ على فسفرةِ البروتيناتِ في الخلايا العصبيةِ المختلفة.
    وكشفَ "إريك كاندل" عنْ كيفيةِ تكوينِ الذكرياتِ منْ خلالِ شلالاتٍ كيميائيةٍ مشابهةٍ لتلكَ التي حددَها "جرينجارد". وعبرَ إجراءِ تجاربَ على الحلزونِ البحريِّ العملاق، Aplysia، الذي يملكُ نظامًا عصبيًّا مبسطًا، وجدَ "كاندل" أنَّ ردَّ الفعلِ الوقائيَّ الذي يستخدمُه الحيوانُ لحمايةِ خياشيمِه يتمُّ تعديلُه منْ خلالِ شكلٍ منْ أشكالِ التعلمِ الناجمِ عنِ التغيراتِ في نقاطِ الاشتباكِ العصبي. كشفتِ الأعمالُ اللاحقةُ أنَّ أنواعًا مختلفةً منَ الذاكرة، منَ القواقعِ البحريةِ إلى الإنسان، سببُها تغيراتٌ مختلفةٌ في نقاطِ الاشتباكِ العصبي. إذْ تتشكلُ الذكرياتُ قصيرةُ المدى عندَما يتسببُ منبهٌ ضعيفٌ في فسفرةِ مسامِ البروتينِ التي تسمحُ بإطلاقِ المزيدِ منْ جزيئاتِ الناقِلِ العصبي. كما تتطلبُ الذكرياتُ طويلةُ المدى منبهاتٍ أقوى وطويلةَ الأمد، والتي تؤدي إلى فسفرةِ مجموعةٍ مختلفةٍ منَ البروتيناتِ تساعدُ أيضًا على تكوينِ بروتيناتٍ جديدةٍ تغيرُ شكلَ المشبكِ العصبيِّ ووظيفتَه، ما يسمحُ للمزيدِ منَ النواقلِ العصبيةِ بالانطلاقِ لتشكيلِ الذكريات.
    الآلياتُ الأساسيةُ التي كشفَ عنها "كاندل" كانتْ قابلةً للتطبيقِ أيضًا على البشر، يُمكنُ القولُ إنَّ ذاكرتَنا "موجودةٌ في المشابك" والتغيراتِ في الوظيفةِ المشبكيةِ هيَ الأساسُ عندَما يتعلقُ الأمرُ بتشكُّلِ أنواعٍ مختلفةٍ منَ الذكريات. حتى لو كانَ الطريقُ نحوَ فهمِ وظائفِ الذاكرةِ المعقدةِ طويلًا، فإنَّ نتائجَ "كاندل" وفرتْ حجرًا حاسمًا في جدارِ فهمِنا للذاكرة. وهوَ ما أسهَمَ في تطويرِ أنواعٍ جديدةٍ منَ الأدويةِ لتحسينِ وظيفةِ الذاكرةِ لدى المرضى الذينَ يعانونَ منْ أنواعٍ مختلفةٍ منَ الخرف.
    وُلدَ "أرفيد كارلسون" في يناير عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثةٍ وعشرين. نشأَ وسْطَ أسرةٍ أكاديمية، إذْ كانَ والدُه أستاذًا للتاريخِ في جامعةِ "لوند" بالسويد. كانتْ والدتُه أستاذًا في الآدابِ تهتمُّ بالبحثِ العلميِّ ولكنَّها أعطتِ الأولويةَ لتربيةِ أطفالِها ومساعدةِ زوجِها في أبحاثِه. ولكنْ؛ عندَما توفيَ الأبُ عنْ عمرٍ يناهزُ ستةً وسبعينَ عامًا، بدأتْ تكرسُ نفسَها بالكاملِ لمجالِ البحثِ المفضلِ لديها، وهوَ الوضعُ القانونيُّ للمرأةِ في العصورِ الوسطى في السويدِ رغمَ أنَّ عمرَها كانَ واحدًا وسبعينَ عامًا. ونشرتْ كتابينِ وعددًا منَ المقالاتِ حولَ هذا الموضوعِ باللغةِ السويدية، مما منحَها درجةَ الدكتوراةِ الفخرية..
    نشأَ "كارلسون" وسْطَ أربعةِ أطفالٍ في العائلة، وكانَ لديهم جميعًا شغفُ الحصولِ على درجاتٍ أكاديميةٍ على مستوياتٍ مختلفة. كانَ للعائلةِ توجهٌ قويٌّ نحوَ العلومِ الإنسانية. ومعَ ذلك، وعلى عكسِ الأخِ الأكبرِ والأختِ اللذينِ اختارا أيضًا العلومَ الإنسانية، قررَ "كارلسون" دراسةَ الطب، وانضمَّ إليه أخوهُ الأصغرُ لاحقًا.
    اتسمتْ طفولةُ "كارلسون" وشبابُه بحياةٍ سعيدةٍ عاشَها في بيئةٍ مستقرةٍ معَ أبوينِ محبَّينِ وداعمَين. ورغمَ ميولِه إلى المغامرات؛ كانَ يحصلُ دائمًا على درجاتٍ جيدةٍ جدًّا في المدرسةِ دونَ بذلِ الكثيرِ منَ الجهد.
    حينَ كانَ في السادسةَ عشْرةَ منْ عمرِه قامَ برحلةِ مشيٍ لمسافاتٍ طويلةٍ إلى ألمانيا لمدةِ أسبوعينِ معَ صبيٍّ منَ العمرِ نفسِه، كانتْ هذهِ رحلتَه الوحيدةَ خارجَ بلدانِ الشمالِ الأوروبيِّ حتى سنِّ الثانيةِ والثلاثين. وحدثتْ قبلَ شهرينِ ونصف فقط منِ اندلاعِ الحربِ العالميةِ الثانية.
    بدأَ "كارلسون" دراستَه الطبيةَ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وأربعينَ في جامعةِ "لوند" وهيَ الجامعةُ نفسُها التي تخرجَ فيها والدُه. وخلالَ السنواتِ الأولى منْ دراستِه الطبية؛ كانتِ الحربُ العالميةُ الثانيةُ مستمرة، مما جعلَ السويد شبهَ معزولةٍ تمامًا عنِ العالم. بسببِ الحرب؛ توقفتْ دراستُه عدةَ سنواتٍ لالتحاقِه بالخدمةِ في القواتِ المسلحةِ السويدية.
    خلالَ خدمتِه؛ تمكنَ الكونت "فولك برنادوت" -وهوَ سليلُ عائلةٍ ملكيةٍ في السويد- منْ إحضارِ مجموعةٍ منَ اليهودِ منْ معسكراتِ الاحتجازِ إلى السويدِ بعدَ مناقشاتٍ كبيرةٍ معَ النظامِ النازي. فعلى الرغمِ منْ أنَّ السويدَ كانتْ على الحيادِ في الحربِ العالميةِ الثانية؛ إلا أنَّ "برنادوت" – رئيسَ الصليبِ الأحمرِ السويديِّ في ذلكَ الوقت- كانَ مهتمًّا بأمرِ الأسرى اليهود. أقنعَ "برنادوت" السلطاتِ الألمانيةَ بالسماحِ لهُ بالذهابِ منَ السويد إلى ألمانيا بعددٍ منَ "الحافلاتِ البيضاء" والتقاطِ السجناءِ في معسكراتِ الاعتقال. وتبيَّنَ أنَّ عملياتِ النقلِ هذهِ كانتَ ناجحة، إذْ أتاحتِ الفرارَ لحوالَي ثلاثينَ ألفَ سجين، منْ بينهِم أحدَ عشَرَ ألفَ يهودي.
    تمَّ نقلُ بعضٍ منْ هؤلاءِ إلى لوند، حيثُ أُقيمتْ خيمةٌ كبيرةٌ في حديقةٍ لإيوائِهم. كطالبِ طب؛ كانَ "كارلسون" مكلفًا بمهمةِ فحصِ العديدِ منْ هؤلاءِ السجناء. كانَ الكثيرُ منهم منَ الأطفالِ ويُعانونَ منْ نقصِ التغذية. كانَ مرضُ السلِّ شائعًا بينَهم. لكنْ؛ كانَ الأمرُ الأكثرُ إثارةً للصدمةِ هوَ حالتُهم العقلية. فقدْ كانَ منَ الواضحِ أنَّهم يعانونَ منَ القلقِ الشديدِ والريبةِ وعدمِ الثقةِ بأحد.
    ورغمَ خدماتِه الجليلة؛ قُتلَ "برنادوت" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ على يدِ منظمةٍ صهيونيةٍ بعدَ اقتراحاتِه بشأنِ عمليةِ السلامِ في فلسطين.
    في بدايةِ دراستِه الطبية، قررَ "كارلسون" أنْ يخوضَ في البحثِ العلمي؛ عُرضَ عليهِ منصبٌ -دونَ راتب- في قسمِ علمِ الأدوية.
    في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ؛ بدأَ العملَ على فحصِ عمليةٍ بيولوجيةٍ معروفةٍ باسمِ استقلابِ الكالسيوم. أرادتْ شركةُ أدويةٍ سويديةٌ أنْ تختبرَ عددًا منْ أملاحِ الكالسيوم فيما يتعلقُ بتوافُرِها عنْ طريقِ الفم. قبلَ أنْ يقومَ بهذا البحث. لمْ يكشفِ اختبارُ أملاحِ الكالسيوم المختلفةِ عنْ أيِّ شيءٍ ذي أهمية، لكنَّه استغلَّ هذهِ الفرصةَ للتحققِ منِ امتصاصِ الكالسيوم وكذلكَ التمثيلِ الغذائيِّ لهُ في الهيكلِ العظميِّ عنْ طريقِ تقنيةِ تتبُّعٍ جديدة.
    في سنةِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وخمسينَ اكتشفَ كارلسون أنَّ الدوبامين هوَ ناقلٌ عصبيٌّ مستقلٌّ، ثمَّ نجحَ في أثناءِ عملِه في شركةِ "أسترا" للأدويةِ في استخلاصِ مادةِ "الزيميلدين" التي تمَّ استخدامُها في صناعةِ عددٍ كبيرٍ منَ الأدويةِ العصبية.
    طورَ "كارلسون" أيضًا طريقةً لقياسِ "الدوبامين" في الدماغ؛ كما اكتشفَ أنَّ استخدامَ أحدِ مشتقاتِه يُمكنُ أنْ يُسهِمَ في علاجِ مرضِ ألزهايمر؛ والشللِ الرعاش.
    توفيَ "كارلسون" عنْ عمرٍ ناهزَ خمسةً وتسعينَ عامًا في "جوتنبرج" بالسويدِ بعدَ أنْ أسهمَ في فهمِ أحدِ أكثرِ الأمراضِ بشاعةً وصعوبة.. ألزهايمر.
    وُلدَ "بول جرينجارد" في "نيويورك" في ظروفٍ مأسوية - تُوفيتْ والدتُه في أثناءِ الوضع. وتزوجَ والدُه عندَما كانَ عمرُه ثلاثةَ عشَرَ شهرًا. على عكسِ والدتِه، التي كانتْ يهودية، كانتْ زوجةُ أبيهِ التي ربَّتْه منْ طائفةِ الأسقفية. منذُ ذلكَ الوقت، نشأَ على التقاليدِ المسيحيةِ ومُنعَ منَ التواصلِ معَ عائلةِ أمهِ البيولوجيةِ لسنواتٍ طويلة. إلا أنَّه تعرفَ عليهِم في السبعينَ منْ عمرِه. يقولُ "جرينجارد": لقدْ سُررتُ عندَما علمتُ أنَّ العديدَ منْ أفرادِ تلكَ العائلةِ همْ أفرادٌ مبدعونَ للغايةِ يعملونَ في مختلِف مجالاتِ العلوم.
    التحقَ بالمدارسِ العامةِ في بروكلين وكوينز. خلالَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ، أمضى ثلاثَ سنواتٍ في البحريةِ كفنيِّ إلكترونيات. بعدَ التدريبِ المناسب، تمَّ تكليفُه للعملِ ضمنَ فريقٍ في معهدِ ماساتشوستس للتكنولوجيا يطورُ نظامَ إنذارٍ مبكرٍ لاعتراضِ طائراتِ كاميكازي اليابانيةِ قبلَ أنْ تتمكنَ منَ الوصولِ إلى سفنِ الأسطولِ الأمريكي.
    بعدَ الحرب، التحقَ بكليةِ هاملتون، وهيَ كليةٌ صغيرةٌ تقعُ في نيويورك، حيثُ تخصصَ في الرياضياتِ والفيزياء، وتخرجَ فيها عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ. كانَ "جرينجارد" مهتمًّا بالذهابِ إلى كليةِ الدراساتِ العليا في الفيزياءِ النظرية، لكنَّه قررَ عدمَ فعلِ ذلكَ لأنَّه في ذلكَ الوقتِ كانَ دعمُ الزمالةِ الوحيدُ لمثلِ هذهِ الدراساتِ العليا يأتي منْ هيئةِ الطاقةِ الذرية. كانَ هذا بعدَ ثلاثِ سنواتٍ فقطْ منْ إلقاءِ القنابلِ الذرِّيةِ على اليابان، ولمْ يكنْ "جرينجارد" يرغبُ في المساهمةِ في البحثِ الذي قدْ يؤدِّي إلى صنعِ أسلحةِ دمارٍ شاملٍ أكثرَ قوة.
    عندَ التفكيرِ في الخياراتِ المختلفة، استقرَّ خيارُ "جرينجارد" على مجالِ الفيزياءِ الحيويةِ الناشئِ آنَذاك. في ذلكَ الوقتِ كانتْ هناكَ مجموعتانِ منْ علماءِ الفيزياءِ الحيويةِ الأكاديميين. إحداهما، في جامعةِ كاليفورنيا، كانتْ تعملُ في التطبيقاتِ البيولوجيةِ والطبيةِ للنظائرِ المشعَّة. أما الأخرى، في جامعةِ بنسلفانيا، فكانتْ تعملُ على استخدامِ تقنياتِ الفيزيولوجيا الكهربيةِ لدراسةِ وظيفةِ الأعصاب. اختارَ "جرينجارد" هذهِ المجموعة.
    بعدَ ذلك؛ درسَ "جرينجارد" تأثيرَ هرمونِ الدوبامين؛ ليكتشفَ سلسلةَ التفاعلاتِ الكيميائيةِ التي أهدتْه لاحقًا جائزةَ نوبل. توفيَ "جرينجارد" في مانهاتن بنيويورك عامَ ألفينِ وتسعَةَ عشَر.
    وُلدَ "إريك كاندل" في فيينا في السابعِ منْ نوفمبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وعشرين، بعدَ أحدَ عشرَ عامًا منِ انهيارِ الإمبراطوريةِ النمساويةِ المجريةِ المتعددةِ الأعراقِ بعدَ هزيمتِها في الحربِ العالميةِ الأولى. كانتِ المدينةُ لا تزالُ نابضةً بالحياةِ فكريًّا، واحدةً منْ أعظمِ المراكزِ الثقافيةِ في العالم. فتلكَ المدينةُ التي كانتْ موطنًا لسيجموند فرويد وكارل كراوس وروبرت موزيل وآرثر شنيتزلر ولفترةٍ منَ الوقتِ أرنولد شوينبيرج ترددَ في جنباتِها صدى موسيقى جوستاف مالر وساهمتِ الصورُ التعبيريةُ الجريئةُ لجوستاف كليمت في تشكيلِ وجدانِها.
    لكنْ؛ وحتى معَ ازدهارِها ثقافيًّا، كانتْ فيينا في الثلاثينياتِ منَ القرنِ الماضي عاصمةً لنظامٍ سياسيٍّ قمعيٍّ واستبدادي. كانَ "كاندل" أصغرَ منْ أنْ يقدرَ ثراءَها الثقافي، لكنَّه شعرَ لاحقًا، منْ منظورِ مراهقةٍ أكثرَ راحةً في الولاياتِ المتحدة، بالظروفِ القمعيةِ في فيينا التي أثرتْ على شبابِه الأول.
    حتى قبلَ ضمِّها إلى ألمانيا في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وثلاثين، كانتْ معاداةُ الساميةِ سمةً مزمنةً للحياةِ في فيينا. تعرضَ اليهودُ، الذينَ يمثلونَ ما يقرُبُ منْ عشرينَ بالمئةِ منْ سكانِ المدينة، للتمييزِ في الخدمةِ المدنيةِ وفي العديدِ منْ جوانبِ الحياةِ الاجتماعية. ومعَ ذلك، فقدْ كانُوا مفتونينَ بالمدينةِ التي عاشُوا فيها لأكثَرَ منْ ألفِ عام.
    أحبَّ والدُه فيينا بصدق، وفي السنواتِ اللاحقةِ تعلَّمَ "كاندل" منهُ سببَ سيطرةِ المدينةِ عليهِم وعلى اليهودِ الآخرين. أحبَّ والدُه لهجةَ فيينا وتطورَها الثقافيَّ وقيَمَها الفنية. كتبَ جورج بيركلي، المؤرخُ الأمريكيُّ عنْ فيينا ويهودِها: "أعظمُ مُفارقةٍ قاتمةٍ على الإطلاقِ كانتْ الارتباطَ العنيفَ لكثيرٍ منَ اليهودِ بالمدينةِ التي أظهرتْ على مرِّ السنواتِ كرهَها العميقَ لهم". اعتبرَ المؤرخُ هارفي زون أنَّ هذا الارتباطَ الشرسَ هوَ الحبُّ الأكثرُ مأسويةً بلا مقابلٍ في تاريخِ العالم.
    على الرغمِ منَ المناخِ العدائي، استمرَّ يهودُ النمسا في تقديمِ مساهماتٍ ملحوظةٍ في المسرحِ والموسيقى والأدبِ والعلومِ والطبِّ في الفترةِ ما بينَ الحربينِ العالميتين. مهرجانُ "سالزبورغ" كانَ منْ إخراجِ ماكس راينهاردت؛ صممَ أوبرا فيينا برونو والتر. كانَ ستيفان زيفايغ وفرانز ويرفيل منْ أشهرِ الكتَّابِ في اللغةِ الألمانية، وبدَأَ إلياس كانيتي، الذي فازَ لاحقًا بجائزةِ نوبل في الأدبِ عنْ كتبٍ تصفُ شبابَه في فيينا. كانَ اثنانِ منَ النمساويينَ الثلاثةِ الذينَ حصلُوا على جائزةِ نوبل في علمِ وظائفِ الأعضاءِ والطبِّ في الثلاثينياتِ منْ أصلٍ يهودي. إذْ تمَّ تكريمُ كارل لاندشتاينر في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثين لاكتشافِه فصائلَ الدم، وتمَّ تكريمُ أوتو لوي في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وثلاثين لاكتشافِه مادةَ الأستيل كولين.
    ومنْ بينِ اثنتينِ وخمسينَ ميداليةً أولمبيةً حصلَ عليها الرياضيونَ النمساويونَ منذُ بدايةِ الألعابِ الأولمبيةِ الحديثةِ حتى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وثلاثين، فازَ النمساويونَ اليهودُ بـثماني عشْرَةَ ميدالية. كانَ نصفُ الأطباءِ الممارسينَ وأعضاءِ هيئةِ التدريسِ في جامعةِ فيينا منَ اليهود.
    لمْ يُولدْ والِدا "كاندل" في فيينا؛ لكنَّهما التقَيا في تلكَ المدينةِ وتزوجا في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثةٍ وعشرين. كانَ الوالدُ يمتلكُ متجرًا للألعاب؛ التحقَ "كاندل" بمدرسةٍ بالقربِ منَ المنزل. كما هوَ الحالُ معَ معظمِ المدارسِ الابتدائيةِ في فيينا، كانتْ تقليديةً جدًّا وجيدةً جدًّا.
    في يوليو منْ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وثلاثين، اغتيلَ المستشارُ النمساويُّ "إنجلبرت دولفوس" الذي كانَ مناهضًا للحزبِ النازي، على يدِ عصابةٍ منَ النازيينَ النمساويينَ متنكرينَ في زيِّ رجالِ الشرطة. بعدَ اغتيالِ "دولفوس" وخلالَ السنواتِ الأولى لمنصبِ خليفتِه "كورت فون شوشنيغ" ذهبَ الحزبُ النازيُّ النمساويُّ إلى مزيدٍ منَ السرية، لكنَّه استمرَّ معَ ذلكَ في اكتسابِ أتباعٍ جدد، خاصةً بينَ المعلمينَ وموظفي الخدمةِ المدنيةِ الآخرين. ومنَ المفارقاتِ، أنَّ التوجهَ النمساويَّ نحوَ الاستبدادِ كانَ مدفوعًا بمواقفِ وأفعالِ دولفوس السياسية.
    كانَ هتلر يحلمُ باتحادِ النمسا وألمانيا. لذلكَ ليسَ منَ المستغربِ أنْ تكونَ نقطةٌ رئيسيةٌ في البرنامجِ النازي، منذُ بدايتِه في عشرينياتِ القرنِ الماضي، هيَ اندماجُ جميعِ الناطقينَ بالألمانيةِ في ألمانيا الكبرى. في خريفِ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وثلاثينَ بدأَ هتلر العملَ على هذا البرنامجِ منْ خلالِ رفعِ مستوى الخطابةِ والتهديدِ بالتحركِ ضدَّ النمسا.
    وبالفعلِ انضمتِ "النمسا" إلى ألمانيا؛ لتبدأَ معاناةُ أسرةِ "كاندل" اليهودية.
    يقولُ "كاندل": في اليومِ التالي لمسيرةِ هتلر إلى فيينا، توقفَ كلُّ واحدٍ منْ زملائِي غير اليهود – وهمُ الفصلُ بأكملِه باستثناءِ فتاةٍ واحدة - عنِ التحدثِ معي والتفاعُلِ معي. في الحديقةِ التي لعبتُ فيها، تعرضتُ للتهكمِ والخشونة. هذهِ الوحشيةُ تجاهَ اليهود، والتي كانتْ معاملتِي مثالاً لطيفًا عليها، بلغتْ ذروتَها في فظائعِ ليلةِ الكريستالِ في الثامنِ منْ نوفمبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وثلاثين. في صباحِ يومِ السابعِ منْ نوفمبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وثلاثين ، كانَ شابٌّ يهوديٌّ يبلغُ منَ العمرِ سبعةَ عشَرَ عامًا مذهولًا منْ مأساةِ تعرُّضِ والدَيهِ لإهانةٍ بالغةٍ على أيدي النازيين، فأطلقَ النارَ على سكرتيرٍ ثالثٍ في السفارةِ الألمانيةِ في باريس، ظنًّا أنهُ السفيرُ الألماني.
    جاءَ ردُّ الفعلِ عنيفًا؛ فقدْ تمَّ إحراقُ كلِّ كنيسٍ يهوديٍّ في ألمانيا والنمسا تقريبًا. منْ بينِ جميعِ المدنِ الخاضعةِ للسيطرةِ النازية، كانَ الدمارُ في فيينا خلالَ ليلةِ الكريستال وحشيًّا بشكلٍ خاص. تعرضَ اليهودُ للسخريةِ والضربِ المبرح، وطُردُوا منْ أعمالِهم، وطُردوا مؤقتًا منْ منازلِهم حتى يمكنَ نهبُهم منْ قِبلِ جيرانِهم. تمَّ القبضُ على والدِ "كاندل" منْ قِبَلِ الشرطةِ معَ مئاتِ الرجالِ اليهودِ الآخرين. ثمَّ تمَّ إطلاقُ سراحِه بعدَ بضعةِ أيامٍ فقطْ لأنَّه قاتلَ في الجيشِ النمساويِّ المجريِّ كجنديٍّ في الحربِ العالميةِ الأولى.
    يقولُ "كاندل": أتذكرُ ليلةَ الكريستالِ حتى اليوم، بعدَ أكثرَ منْ ستينَ عامًا، كما لوْ كانتْ بالأمس. جاءَ ذلكَ بعدَ يومينِ منْ عيدِ ميلادي التاسع، إذْ كنتُ أستخدمُ مجموعةً منَ الألعابِ التي أهداها لي والدي. عندما عُدْنا إلى شقتِنا بعدَ أسبوعٍ أوْ نحوِ ذلكَ منْ طردِنا، ذهبَ كلُّ شيءٍ ذو قيمة، بما في ذلكَ ألعابي.
    كانَ ذلكَ هوَ العامُ الحاسمُ لعائلةِ "كاندل" في فيينا إذْ قررُوا الذهابَ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية.
    وهناكَ؛ التحقَ "كاندل" بمدرسةٍ يهوديةٍ ثمَّ انضمَّ إلى مدرسةٍ ثانويةٍ عامةٍ محلية. وبعدَ التخرجِ منَ الثانوية؛ أرسلَ خطابًا إلى جامعةِ "هارفارد". لتقبلَه الجامعةُ منْ ضمنِ اثنينِ في مدرستِه التي ضمتْ ألفًا وأربعَمِئةِ طالب.
    بعدَ تخرجِه في هارفارد عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وخمسين، التحقَ كاندل بكليةِ الطبِّ بجامعةِ نيويورك. بحلولِ سنتِه الأخيرةِ هناك، تغيرَ اتجاهُ "كاندل" المهنيُّ مرةً أخرى. شعرَ أنَّه بحاجةٍ إلى معرفةِ المزيدِ عن بيولوجيا العقل. لمْ يكنْ لدى جامعةِ نيويورك عضوُ هيئةِ تدريسٍ يعملُ على العلومِ العصبيةِ الأساسية، لذلكَ درسَ كاندل هذا الموضوعَ في جامعةِ كولومبيا في مدينةِ نيويورك. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وخمسين، بدأَ العملَ في مختبرِ كولومبيا معَ صديقٍ يهوديٍّ جديدٍ فرتْ عائلتُه منَ النازيين.
    ركزتْ أبحاثُ "كاندل" المبكرةُ على بيولوجيا الخلايا في الحُصين، وهوَ جزءٌ منَ الدماغِ مرتبطٌ بالذاكرة. بعدَ العملِ معَ الثدييات، أرادَ كاندل اتباعَ نهجٍ بيولوجيٍّ وإجراءَ دراسةٍ أقلَّ تعقيدًا. شملَ هذا العملُ في البدايةِ اللافقاريات، وهيَ مخلوقاتٌ ليسَ لها عمودٌ فقري. اعتقدَ بعضُ علماءِ الأحياءِ العصبيةِ وعلماءِ النفسِ أنَّ "كاندل" كانَ يرتكبُ خطأً منْ شأنِه أنْ يضرَّ بحياتِه المهنية. لقدِ اعتقدُوا أنَّ دماغَ الثديياتِ كانَ معقدًا للغايةِ بحيثُ لا يُمكنُ مقارنةُ نتائجِ البحثِ بالدراساتِ التي تشملُ اللافقاريات. عرفَ "كاندل" أنَّ بعضَ الباحثينَ في السلوكِ المقارَنِ اكتشفُوا أنَّ البشرَ والحيواناتِ البسيطةَ يتصرفونَ أحيانًا بالطريقةِ نفسِها عندما يتعلمون. استنتجَ "كاندل" أنَّه نظرًا لعدمِ معرفةِ أيِّ شيءٍ عنْ بيولوجيا الخليةِ للتعلم، فإنَّ أيَّ فكرةٍ ستكونُ مفيدةً للغاية. بعدَ البحثِ عنْ موضوعاتٍ تشملُ جرادَ البحرِ والكركند والقواقع، قررَ كاندل التركيزَ على "الحلزونِ البحريِّ العملاق"، فبينما يحتوي الدماغُ البشريُّ على ملياراتِ الخلايا العصبية، فإنَّ ذلكَ المخلوقَ يحتوي فقطْ على عشرينَ ألفَ خلية... كانَ ذلكَ هوَ الخيارُ الصحيحُ الذي قادَه للحصولِ على جائزةِ نوبل.
    تمكنَ الثلاثةُ منْ تمهيدِ الطريقِ في ربطِ العقلِ بالجزيئاتِ الكيميائيةِ منْ خلالِ تحديدِ كيفيةِ ارتباطِ الكيمياءِ الحيويةِ للإشاراتِ داخلَ الخلايا العصبيةِ وفيما بينَها بالعملياتِ العقليةِ والاضطراباتِ العقلية. كما أكدُوا أنَّ الشبكاتِ العصبيةَ للدماغِ ليستْ ثابتة، ولكنْ يمكنُ تنظيمُ الاتصالِ بينَ الخلايا العصبيةِ بواسطةِ جزيئاتِ النواقلِ العصبية؛ وهوَ الأمرُ الذي أكسبَ العلمَ رؤىً بيولوجيةً أوليةً نحوَ فهمٍ أعمقَ للذات... الذاتِ التي تتحكمُ فيها النواقل.. النواقلُ العصبية

  2. #2
    عضوية محجوبة
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 0 المواضيع: 378
    التقييم: 35934
    شكرآ جزيلاً.

  3. #3
    RT_RQW
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,139 المواضيع: 36
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9406
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 4
    تسلم،

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال