القطيف تشهد عودة ”المسحرين“ في وداعية رمضان
انتصار آل تريك، تصوير فاطمة آل اسماعيل - حسن آل سويد - القطيف 30 / 4 / 2022م - 10:38 م
شارك عدد من ”المسحرين“ في أكثر من حي في محافظة القطيف مساء أمس، الأطفال في وداع شهر رمضان مرددين الأناشيد القديمة ”ودعوا يا كرام شهر الصيام، الوداع يا شهر الله، وعليك السلام يا شهر الصيام“.
وتواجد الأطفال بمعية ”المسحر“ في بعض مناطق وقرى القطيف مثل بلدة البحاري وسنابس والربيعية وجزيرة تاروت.
وفي بلدة البحاري بمحافظة القطيف شارك المسحر معتوق آل كاظم الأطفال في الوداعية وسط أجواء احتفالية بهيجة.
والمسحر معتوق آل كاظم هو مزارع ومؤذن في إحدى مساجد القطيف وقام بدور المسحر منذ عدة سنوات.
وشارك المسحر مهدي عبدالله آل خليل الأطفال بوداعية شهر رمضان المبارك في بلدة سنابس بمحافظة القطيف حتى ساعات الفجر الباكر.
وآل خليل هو من أقدم المسحرين في المحافظة حيث بدأ منذ كان عمره 13 عامًا بمعية أعمامه وأولاد عموميته.
ويحرص الأطفال على المشاركة في الوداعية مع ”المسحر“ تعبيرًا عن فرحتهم بقرب قدوم عيد الفطر المبارك.
وبدوره قال الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي في لقاء سابق لـ ”جهينة الإخبارية“ بأن آخر ثلاثة أيام من شهر رمضان المبارك تظهر ملامح الحزن والحداد على وجوه الكثير وخصوصا النساء اللواتي يتعودن على الاجتماع اليومي بعد صلاة الظهر في أحد البيوت لحضور «الدعاء» وأما في الأيام الأخيرة فيتعقب هذا الدعاء دعاء آخر خاص بوداع الشهر، دعاء شجي حزين تقول كلماته:
ودعوا يا كرام شهر الصيام
الوداع يا شهر رمضان
وعليه الصلاة وعليك السلام يا شهر الصيام
وأضاف بأن إحداهن تقرأ وهن جميعا يرددن عليها في «كوراس»: ”وعليه الصلاة“.
ومضى يقول بأن هذه الأبيات أيضا يرددها المسحر بصوته الشجي وكذلك الرجال بعد ختم القرآن في آخر ليلة. وأما من يسمعنه من النساء فإنهن يتهدجن بالبكاء..
وأجاب الغريافي عن ”سووا لي بحبوحة في الجنة“ بقوله هذه أرجوزة فيها نصائح وأدعية عادة تقرأها المعلمة «المطوعة» على الأطفال الطلاب «الوليدات» في أيام رمضان في نهاية الدروس وقبل الانصراف وخصوصا في أيامه الأخيرة.
وتابع ففي نهاية كل مقطع يقوم الأطفال «بنات وأولاد» بحركة فيها تنطط وهم جالسون «أي حركة تشبه قفز الضفدع» وهم يرددون «سوي/سووا لي بحبوحة في الجنة» ويكرروها ثلاث مرات ثم يستقروا في أماكنهم ليعودوا إلى استماع المقطع الذي يليه وفي نهايته يعودون لنفس الحركة ويرددون نفس القول.
وأضاف الغريافي وبنفس الدعاء والأرجوزة أيضا يجتمعن بعض النساء في بعض البيوت في كل يوم بعد صلاة الظهر وتقرأ إحداهن عليهن نفس الأرجوزة وهن يرددن نفس الكوراس ولكن دونما القفز كالأطفال لأنه إنما يسمح للأطفال أن يقوموا بهذه الحركة لكي يتشجعوا ويتقبلوا السماع والترديد بكل بهجة وسرور. وعبارة ”بحبوحة في الجنة أو بحبوحة الجنة“ ورد ذكرها في بعض الأحاديث