”التنكچي“ العسيف.. المصانع قضت على الحرف اليدوية «فيديو»
إنتصار آل تريك - القطيف 30 / 4 / 2022م - 8:25 م


- ويرجح غياب ”التنّكچي“ لكون أعماله كمالية وليست من ضروريات الحياة.
- ويقول إن ”التنكچية“ بمعظمهم كانوا من الصفّارين.
- ويضيف إن المهرجانات أعادت الحرفيين للساحة من جديد.
”بديت من يوم عمري عشر سنوات وما كان فيه محلات“ هكذا عبر ”التنكچي“ محمد العسيف عن بداياته في مهنة صناعة الأدوات المعدنية عندما كان مساعدا لوالده.
وتعتبر مهنة ”التناكة“ مهنة تراثية يزاولها ”التنكچي“ كما يطلق عليه فيه العراق والكويت أو ”التنّاك“ كما يطلق عليه فيه القطيف، وهو الشخص العامل في الصفيح أو رقائق معدن الزنك المعروف ب «الچينكو».
ووفقا للعسيف فإن العاملين في مهنة التناكة كانوا في معظمهم من الصفارين، وهم العاملين في مهنة تشكيل الأواني والقدور من مادة النحاس ”الصفر“، وقد وجدوا في التناكة مهنة شبيهة بعملهم السابق
.
وبحسب العسيف يعود اندثار مهنة ”التنكچي“ في الوقت الحاضر إلى غزو الأواني البلاستيكية والألمنيوم في الأسواق وبأرخص الأسعار مما حدا بالكثير من التناكة إلى ترك المهنة لقلة الإقبال عليها من الناس وانخفاض المردود المالي لها، بالإضافة إلى الجهد الذي يبذل في هذا العمل.
وقال العسيف لـ ”جهينة الإخبارية“ إن أي مهنة لا يصبح لمنتوجاتها رواج فهي تندثر، وهذا ما حدث مع مهنة التناكة حيث غزت المنتجات الصناعية السوق وسحبت البساط من تحت المشغولات اليدوية، مما اضطرنا للبحث عن عمل بديل لهذه الحرفة.
وأعرب ”أبو عبدالله“ عن سعادته لعودة الحرفيين للساحة مع ظهور بعض المهن الحرفية نتيجة دعم المهرجانات الشعبية التي أحيت سوقهم من جديد.
وتحدث عن بعض مسميات المهن الحرفية وارتباطها بالمعادن حيث ارتبطت مهنة ”الحداد“ بالحديد، ومهنة النحاس بالنحاس، وكذلك الحال مع الصفّار، وعلى غرار ذلك تأتي مهنة ”التنكچي“ أو ”التناك“ لارتباطها بمادة ”التنك“ أي معدن الزنك.
ولفت إلى أن مهنة ”التناكة“ يحتاج فيها ”التنكچي“ إلى أدوات بسيطة مثل مقص المعدن والمطرقة والسندان. وأورد بعض المنتوجات المعدنية البسيطة المستخدمة مثل الحصالات و”المناقيش“ و”البادكير“ و”المنقلة“ و”صواني الطعام“.
وعبر عن معاناة الحرفيين من شُحّ المردود المادي لمهنتهم ومن عدم وجود ”دخل ثابت“ يساعدهم على الاستمرار. مشيرا مع ذلك إلى أن مهنة التناكة تعد من المهن المتجددة لكونها تتواءم مع متطلبات العصر في جوانب كثيرة، ومن ذلك دخولها في تمديدات مسارب الهواء المعدنية للمكيفات المركزية

.