التلسكوبات المشاركة في الرصد حصلت على كم هائل من البيانات سيساعد في تطوير فهم العلماء لتطور النجوم من مرحلة العملاق الأحمر الفائق إلى مرحلة المستعر الأعظم
المستعرات العظمى هي انفجارات النجوم العملاقة الفائقة في نهاية حياتها (ناسا)
تمكن فريق بحثي أميركي للمرة الأولى على الإطلاق من رصد اللحظات التي تحول فيها نجم عملاق فائق إلى مستعر أعظم، الأمر الذي يفتح الباب لتحدي الأفكار السابقة حول كيفية تطور النجوم العملاقة من هذا النوع.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية "أستروفيزيكال جورنال" (The Astrophysical Journal)، فإن هذا الفريق استخدم تلسكوبين في ولاية هاواي الأميركية -هما مرصد هاليكالا ومرصد كيك- خلال صيف 2020، لرصد مجموعة من النجوم الحمراء العملاقة جدا.
وقد أعطى هذا النجم بالفعل قدرا من الإشعاع أعلى من المتوقع خلال تلك الفترة، ثم انفجر في خريف نفس العام أثناء متابعة العلماء له، ليعرف الآن باسم المستعر "إس إن 2020 تي إل إف" (SN 2020tlf).
استخدم الفريق تلسكوبين في ولاية هاواي الأميركية هما مرصد هاليكالا ومرصد كيك (ناسا)
موت النجوم
العملاق الأحمر الفائق هو إحدى مراحل تطور النجوم الكبيرة، والتي تزيد في كتلتها عن الشمس بمقدار 8 مرات أو أكثر، لونها عادة ما يكون أحمر بسبب درجة حرارة سطحها المنخفضة والتي تقف حول 3500 مئوية.في أنوية هذه النجوم تتحول العناصر عبر الاندماج النووي إلى عناصر أخرى، يبدأ الأمر بتحويل الهيدروجين إلى هيليوم، ثم بعد ذلك تظهر عناصر أخرى، مثل النيتروجين والأكسجين والكربون وغيرها، وصولا إلى الحديد.
وعند تكوّن الحديد داخل النجم فإن الأخير لا يمتلك قدرا مناسبا من الطاقة ليُدخل الحديد في اندماج نووي إضافي يحافظ على استقراره، فينهار النجم على ذاته في كسر من الثانية ليصنع مستعرا أعظم (Supernova)، وهو انفجار من الضخامة بحيث يمكن أن نراه يحدث على مسافة عشرات الملايين من السنوات الضوئية.
بعد ذلك، يخلف النجم مكانه أحد نوعين من مراحل تطور النجوم، فإما نجم نيتروني، عادة في قطر مدينة صغيرة لكن في كتلة شمس أو اثنتين، أو ثقب أسود نجمي يلتهم كل ما يقترب منه من مواد.
محاكاة للكارثة
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن هذا الكشف يتحدى الأفكار السابقة حول كيفية تطور النجوم من هذا النوع، حيث اعتقد الباحثون أنها تظل هادئة تماما حتى لحظة الانفجار، لكن تبين أن ذلك لا يسري في كل الأحوال، فقد أصدر النجم كما هائلا من الإشعاع قبل انفجاره، مما يعني أنه خضع لتغييرات كبيرة في بنيته الداخلية.وأشار بيان رسمي أصدره مرصد كيك (Keck Observatory) المشارك بالدراسة في 6 يناير/كانون الثاني الجاري إلى أن التلسكوبات المشاركة في الرصد حصلت على كم هائل من البيانات سيساعد العلماء في فهم تطور النجوم من مرحلة العملاق الأحمر الفائق إلى مرحلة المستعر الأعظم.
وقد استخدم الفريق البحثي هذه البيانات لبناء محاكاة دقيقة للحظات انفجار النجم الأولى.