ماذا بعد شهر رمضان؟
قال رسول الله ﷺ: لو يعلم العبد ما في رمضان لود أن يكون رمضان السنة
وتّمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع، ويقترب منّا ختام شهر الخير، والبّركة والرحمات، ويعلُو صوت المُؤمنين ودُعاؤُهُم الخالد: ”إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الآنَ فَارْضَ عَنِّي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،“
وكما ورد عن الإمام الصادق كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الاواخر بَعد الفرائض والنوافل: اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ.
في نهاية شهر رمضان نذكر القراء الكرام بالنقاط التالية:
حافظ على المكتسباتكم هي المكتسبات التي اكتسبتها خلال هذا الشهر المبارك، كم هي العادات الحسنة التي اعتدت على ممارستها؟
لقد وفقنا الله للعديد من المكتسبات كالمداومة على قراءة القرآن والدعاء، وحضور صلاة الجماعة، ومجالس أهل البيت ، والتصدق على المحتاجين وغيرها، علينا أن نتمسك بهذه العادات ونحذر أن نكون ”كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا“
وهي امرأة حمقاء من قريش وكانت تسمى خرقاء مكة حيث كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن ان ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها.
صوم مستمرمن الأمور المهمة أيضاً أن نستمر في الصيام لما بعد شهر رمضان ولا أعني به الصيام عن الطعام، وإنما نتجاوز ذلك للصيام القلبي فهذا أعظم الصيام. يقول الإمام علي : ”صوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم وخلو القلب عن جميع أسباب الشر“. وعنه : ”صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام“
الإرادة المستمرةشهر رمضان هو دورة مكثفة للتدريب على قوة الإرادة، فخلال 30 يومًا، يمسك فيها الإنسان عن الطعام والشراب، فلا يأكل ولا يشرب، ولا يغتاب ولا يرتكب أي محرم، أليست هذه برمجة على الإرادة؟!
ولكي تستمر هذه الإرادة علينا أن نستمر في مجاهدة ومحاسبة أنفسنا، يقول الإمام علي : جاهد نفسك على طاعة الله مجاهدة العدو عدوه، وغالبها مغالبة الضد ضده، فإن أقوى الناس من قوي على نفسه .
وكذلك المداومة على الطاعات ف "ما من شئ أحب إلى الله عز وجل من عمل يداوم عليه، وإن قل . كما ورد عن الإمام الباقر
الصائم المبدعالصائمون أنواع متعددة يمكن أن نطلق عليهم:
الصائمون المثابرون وهم الذين يلتزمون بأحكام الصيام، فيصلون للقمة «التقوى».
الصائمون المتميزون وهم الذين يحافظون على موقعهم في القمة «المحافظة على التقوى»
الصائمون المبدعون وهم الذين يصنعون قمم جديدة «تقوى متعددة في حياتهم».
لذلك كن من الفئة الثالثة الذين يتقون الله في حياتهم الشخصية وحياتهم الاجتماعية، فتجدهم متقون في تعاملاتهم الاجتماعية فلا يظلمون ولا يتعدون على حقوق غيرهم.
لحظات الوداعجاء في دعاء وداع شهر رمضان للإمام علي بن الحسين السجاد :
أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر لا تُنَافِسُهُ الايَّامُ.
أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْر هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْر سَلاَمٌ.
أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ وَلاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَةِ.
أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئاتِ.
أَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّع بَرَماً وَلاَ مَتْرُوك صِيَامُهُ سَأَماً