المعروف بين اوساط المسلمين بشكل عامٍ والشيعة بشكلٍ خاصٍ أنّ الإمام علي (عليه السلام) هو أسدُ الله الغالب ، حيث شارك في كل غزوات الرسول مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يفارقه في واحدة إلّا في غزوة تبوك، لأمر أراده الله ورسوله ، وقد خلّفه فيها النبي على المدينة ، وفي كلِّ تلك الغزوات كان لواء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيد عليٍّ (عليه السلام) ، وكان شديداً على الكافرين رحيماً بالمؤمنين . وهو القائل (عليه السلام) : ﴿أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ * كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ * أُوَفِّيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ .
أمّا القضية التي لا يعرفها إلّا القليل فإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحسب أقوال بعض المؤمنين العارفين أنّها نمرٌ نبيلٌ عَظيم الشَّأن وأبنائها أشبالٌ وبنتها عقيلة بني هاشم وعمّتهم زينب (عليها السلام) التي شاع لقبها بأنّها "لبوة علي" . والسبب في ذلك هو أنّ اقتران علي بالزهراء يعني توافقهما في كثيرٍ من الصفات ، وبما أنّه أسد الله الغالب فلا بد أن يكون مقترناً مع شبيهه الذي هو الزهراء (عليها السلام) ، والزهراء ليست امرأة عاديّة حتى نساويها بسائر النساء معاذ الله من ذلك ! بل هي صدّيقة كُبرى طاهرة مطهرّة من الرّجس تطهيراً لا يأتيها الباطل أبداً وخالية تماماً من جميع عيوب النساء كالحيض والنفاس ، وقد أوصانا الله تعالى في حبّها لأنّها من ذوي القربى الذينّ أوصانا الله بالمودّة لهم . عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : مَا الْبَتُولُ ؟ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : «الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَلَمْ تَحِضْ ؛ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ» .
وهي نهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبينا مُحمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد أن عيّره الأعداء وسمّوه بالأبتر الذي لا ولد له ، فكان ردُّ السورة المباركة بإنّا قد أعطيناك الكوثر ، والكوثر هو كل شيء كثير في العدد والقدر والخطر ، وهذا يعني أنّ الله تعالى سيعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة ، وإنّ عدوك هو الأبتر القاطع . وفاطمة الزهراء (عليها السلام) روح القدّس ، وهي العروة الوثقى النورانيّة التي قال الله عنها ، قَالَ تَعَالَى : ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، وهذه العروة الوثقى أنثى ليست بمادّةٍ بشريّة وإن كانت في عالم الدنيا بشريّة لبعضٍ من الوقت ، وهي مع كونها بشريّة في عالم الدنيا فقد كانت بتول طاهرة من الرّجس تطهيراً . أمّا بعد استشهادها فقد عرجت فاطمة الزهراء بروحها المقدّسة (عليها السلام) إلى السماوات ثم إلى العرش في أعلى عليين ، معزّزةً مكرمّةً مع الملائكة والنبيين والصدّيقيين والشهداء ، ومعها بعلها أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ومعها أباها رسول الله مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، والذين هم يشكلون العروة الوثقى المحمديّة العلويّة الفاطميّة . كما أنّ الحسنان (عليهما السلام) سيّدا شباب أهل الجنّة ، والجنة تحت العرش ، وهما إمامان رشيدان مسؤولان عن شيعتهما ومحبّيهما ، فهما المسؤولان عن إعداد الجنان للمؤمنين وتجهيز النعيم فيها من بعد أبيهما أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قسيم الجنان والنيران .