عندَ الصباح ..
زفّني السنونو
يطيرُ بينَ الأزقّةِ رهِفاً
يتباطئ بعزمٍ
ويفرّ بحزمٍ
يضعُ بين عينيهِ لفافةٍ..
وكأنها الرقّ
لااعرف من إسترّقَهُ غير الأقدارِ
طالني منهُ الحماس..
فكنت كالباشقِ
ألهبَ بيَ المآبضَ
مشيتُ مسرعاً خلفهُ
حرّك غائرتي لأقلّدهُ
فرشتُ المعاضِدَ كصنديدٍ
وَثبتُ عالياً..
أمسَكني المدى بحضنهِ
كطفلٍ ..
تابعتهُ كبوصلةٍ
أمسكتُ بخيطيهِ المتلاصقينِ
جرّني خلفهُ متمايلاً
أنخفظَ نحو المنحدرِ
أفلتتهُ وسقطتُ طفقاً
لاحَتْ قدماي الأرض مرتطماً
هويتُ فوق جبلٍ صخري
تدحرجتُ طويلاً
أصابتني صخرةً بلئمٍ
واصلت التدحرج عند الوادي
فسقطت هاوياً
حركتُ ساعدايَ بعنفٍ
طرتُ بأعجوبةٍ
عدٍت أدراجي للمدى ثانيةً
بقدمينِ كالخيوطِ
احتفظتُ بحجرٍ
لمستُ بهِ جرحاً غائراً
وضعتهُ ضماداً على الجرح
ضغطته بعنفٍ ليستر النزفَ
فاستقرّ بعد أن اجتازَ جوف الرأس
بدا مثل لفّافةٍ رَقيقٍ
تلمستُ جبهتي ثانية
كانت كقطعةِ صخرٍ
بهِ استحكمتُ المدى
لقد أسترقّني القدر
لقد أسترقّني القدر
25 / نيسان /2022
ثامر الحلّي