علّقتُ وجهكِ فوق جداري
تفحصتُه فبانَ لي سَديمٍ
بسطَ شذاه العابق خمرةً
أثملَ منه الرأسَ سُكراً
ونما في الفؤادِ أشتياقاً
هزّني وشدّني أليهِ نديماً
أيها الليلُ الماسكُ على أجنّتي
من البوحِ في الوصالِ نعيمٍ
قد هَجستَ الوجد مغرماً
وشاطرتَ نازفاتِ الدمع شمعاً
قد أتيح لكَ الوقتَ جهراً
أغدِق على السَمَرِ بوحاً كليم
...... .....
بدا الوقتَ مرهفاً لسانحةِ الليلِ
فأرخى سدولهِ على الحَسَراتِ
تفتّقتْ مياسمَ الذهنِ زنابقاً
وأنبَرَتْ الأفكار كخلايا نحلٍ
غادقاتٍ على الأواني عسالاً
أمتلئ الكهف منها وَربى أنتشاءً
خَشيتُ من وافرِ مرحٍ دافقٍ
ينكشف معه الأمرَ الشفيفِ أفتضاحاً
ومن خافياتٍ كامناتٍ في الأواعِ
يغلينَ لعتقٍ أو يبقينَ كالغوائلِ مرهناتِ
ََََ..... ......
وامّا بعد ياخافية الظلّ ؟
ليلكِ البهيمُ لم يلهمَ المعنى القوافي
دعيني أتكفّلُ البوحَ الشفيف
علّقتُ وجهكِ على الجدارِ
نقيٌ متلألئٌ مشرقٌ قد أنار
ودعّة حزن أثارها الخدّ الحميم
وأخرى مرتكزةٌ على الذقنِ مثار
يووووه..
يبدو أن اليوم يانديمتي ملبداً بالقوافي
.. فعليكِ حسار
دعيني أقلّبُ الأفكار يميناً وشمالاً على المدارِ
وماطاب من الهوى وشدّ النسيم
لعلّي أنسجُ لعينيكِ مقتطفةً
تسدّ رمقَ الخاطر المبعثر
فأنا في الحقيقة تائهٌ بين صوبينِ
منَ الخدّ للخدّ
قرامزُ مرتفعين يتوسطهما شاهقٌ
يتمتمُ في الجوى لحنٍ عليه أغارُ
.......
فلكلّ أربٍ في الزوايا قصّة
أحداهنّ ضاحكةً وأخرى تقولُ غصّة
من أينَ أبغى مبتدءاً ياترى
من العينينِ وكهفيهما الغائرينِ
كواحتينِ من اللؤلؤِ والزبرجدِ
وتلكَ النخيلِ الشامخاتِ
اللواتي يقرّ لهنّ الشِعرَ بالأبياتِ
والله مابلغَ منها غير الشيئ اليسير
آآه..
أنا مرهقٌ يانديمتي من اثرِ السهادِ
فهل لي من وافرِ نومٍ؟
لعلّي في الغد..
أقنع القافيةَ أن تقف على الحياد
تصبحين على خير
كتبت في 24 / نيسان /2022
ثامر الحلّي