النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

شكولا حامضة

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 234 الردود: 2
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    الغروب
    تاريخ التسجيل: March-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,007 المواضيع: 126
    صوتيات: 36 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6669
    مزاجي: متأقلم
    المهنة: Babylon
    أكلتي المفضلة: سبانغ
    موبايلي: انفنكس
    مقالات المدونة: 1

    شكولا حامضة

    إلى أبنتي العزيزة
    من العجائبِ والمفارقاتِ أن أجدَ في دموعِ الفرح طعم العذوبة أكثر من دموع الحزن والفراق المالحة الأجاج فهي على عكسها تماماً ، يالها من مفارقة عجيبة، بالطبع ياصغيرتي فأنكِ حتماً معتادةً على أن تتذوقي طعم دموعي كلما أنقضى من عمركِ عاماً تعبيراً مني عن سعادتي المفرطة بكِ منذ أن ابصرتي النور وإلى عامنا هذا ، وربما لاتعلمينَ كم أنا مستاءٌ في هذا الوقت بسبب تراكمات الحياة ومشقّاتها ولذلك كانَ عليَّ أن ابتعد عنكِ كي لاتتذوقي مني دموع الحزنِ والفراق وطعمها الأجاج . فلو تعلمين ياحبيبتي كم هي غالية على والدكِ ان يريقها مهما بلغ الثمن.
    ابنتي.. ليسَ بوسعي تحمّلَ ألم هذا الفراق المر وكل مامتاح لي حالياً هو وقتٌ ضائع اقضيه في التفكير والأجهاد واحس ان دماغي عبارة عن (ملعب كولف) بحيث ان يومي يبتدئ بسيجارة (ماك) وكوب شاي (ليبتون) إيراني فيه بقايا من رائحة (السبزي) أحياناً ولكنني مجبر على احتساءه لأدخل بعدها إلى ملحمة العمل وهمومه ومناكفات العمال التي لاتستند إلى عقيدة او نقابة بل كل شيئ يسير عن طريق العبث ، فقبل ان ادخل لهذه الملحمة لابد أن اتزوّد بعلكة (ابو السهم) التي افضل قضاء وقتي بمضغها افضل من أتعب نفسي بالحديث مع أحدهم وماان ينتهي العمل اذهب لغرفتي وأكون مستلقياً وطمعاً بكوب شاي آخر ولكن ليس (الليبتون) الإيراني هذه المرة، بل الشاي العراقي (سيلان ابو البجعة) الذي يبيعه (أبو جاسم) الوديع المبتسم دائماً، ثم بعدها أغرق بالتفكير إلى أن اغط بنومٍ عميق يوقظني منه (شعواط) زيت الطهي (لطاوة طماطة شايطه) التي يحبها (ابو محمد) مع (صمون بألف) ونتناول سوية طعام الغذاء، وهكذا هي ايامي الباقية ياابنتي العزيزة، فهي تنقضي بالليبتون ومرقة الطماطم وتفكير متعب وعمال متعبين، أها.. نسيت ان اذكركِ بهم، العاملة (بشرى) تسكن مع والدتها المطلقة وستة اخوات هي تعيلهم مهتمة بشكلها الخارجي عشبياً (وخلطات) تحاول تصليح ابتسامتها عن طريق برد أسنانها المتباعدة وفم يبدو (كسمكة قرش) والثانية هي المبجلة (أم حسين) التي لايتعدى طولها (١٣٥)سم وبوزن (٤٠) كغم ذات طبيعة انطوائية وذات شكل منبوذ اجتماعياً. وأما العامل (حيدر) فهذا تحدى المدعو (عبدالله بن أبي سلول) ان يضاهيه في النفاق والتملّق والكذب وكانّي أراه (ابن ملجم اللعين) أو هو (الأسود) الذي قتل اولاد مسلم بن عقيل. وعامل آخر يدعى (أحمد) لااعرف ماهي غاية الله في خلقه، أحسّه زائداً او غير مبرراً له العيش في زنزانة وليس البرية فقط، المهم يابنتي الحبيبة وانا اكتب لكِ أحدهم يناديني على العشاء، وحسب مااعرف انهم قاموا بجلب لكل عامل (لفتين فلافل) مع كيس (العمبة) أتمنى أن أكون قد شرحت لكِ كيف اقضي يومي المتعب واتمنى كذلك ان اكون قد رسمت على شفتيكِ الابتسامة.
    ومن الله التوفيق
    الأب المخلص

  2. #2
    إنتماءٌ ( أنتِ ماءْ )
    Warm haven
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: تائه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,620 المواضيع: 75
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12403
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    مقالات المدونة: 9
    يَتقرفص على وقته ، يده تُمسك إستقامة رزقه ، اليد الأخرى حانية ، تجر عبث ملامحه للإبتسام !
    شاهق جداً ثامر ، تقدير

  3. #3
    من أهل الدار
    الغروب
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صبيح مشاهدة المشاركة
    يَتقرفص على وقته ، يده تُمسك إستقامة رزقه ، اليد الأخرى حانية ، تجر عبث ملامحه للإبتسام !
    شاهق جداً ثامر ، تقدير
    الشاهق هو أنتَ حين استطعتَ ان تختزل القصة في سطرين
    الحياة لك يامحمد ولاحياة لمن أنادي
    احبكَ دائماً

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال