كان النبي قدوةً حسنةً في كل شيء. كان قدوة في مشيته وجلسته ونومته ويقظته وحياته ومماته.
فمن يُنشد حياةً مِلؤها النّجاح والفلاح فاليقتد بسيّد الخلق وخاتم الأنبياء محمد ﷺ.
عظم الله اجرك مولاي صاحب الزمان
عظم الله لنا ولكم الاجر
إن كان للمصاب معنى وللخطب محلّ، فهو اليوم الذي قُبض فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم نزلت النازلة، ودهت المصيبة، فكأنّ المسلمين من فرط الحادثة سكارى وما هم بسكارى، قد أصابهم الذّهول واعتلتهم الحيرة.
مات أشرف مَن خلق الله سبحانه، وصارت الأمّة في خبط عشواء، وموج متلاطم، لا يستشرفون خير المستقبل، ولا يرجون حسن العاقبة.
ارتحل حبيب الله إلى السّماء، وفارقت الرّحمة جسد الأرض، وبقي جثمانه مسجًّى في بيته ثلاثًا؛ لاشتغال القوم عنه بأمر البيعة! فعزلوا العترة الطّاهرة (عليهم السّلام) عمّا اختاره الله، واغتصبوا حقّهم، يريدون إلغاء دورهم، ومحو رسالتهم، وهو لعمري الانقلاب الصّريح، والتخلّف الفاضح (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ).
ترى أيُّ القتلتينِ كانت أشدُّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
إغتيالُ جسده بسقيهِ السّم؟
أم إغتيال قداسته وعظيم شخصه بقولهم: "إنّ الرجلَ لَيهجُر"
بينما يقول عنه ربُّ العزّة: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾.