يصف أحّد الأشخاص، الليلة الّتي أحيا فيها مولد صاحِب الزَمان "عَجَّل الله فَرَجَه"، يقول: أحييت هذه الليلة لأنّني لم أجِد شيئًا أفعله، فراغ شديد أعيشه، تخبُّطات، و صعوبات، تشرُّد حقيقي للروح، سَأم و يأس، خذلان من الأقربين. أحييت الليلة بشرود ذهني، ثُمَّ انتباه لِكَلِمات المُناجاة و الأدعيّة -الّتي تصف أحوالي- ثُمَّ دموع، ثُمَّ سجود بشكوى، ثُمَّ ارتعاش في الجَسد، ثُمَّ غفوَة على السَجَّادة حتى أيقَضَني صوت أذان الفَجر. المرَّة الأولى الّتي فيها أُصلّي، و المرَّة الأولى الّتي أنام فيها على وضوء، و الليلة الأولى الّتي وعدت نفسي فيها بأنَّني سأتغيّر، و تغيَّرت حقًّا.. مُنذ تلك الليّلة لم أُعد وحيدًا!.
-هالة الجبوري