ميدانكم نفوسكم، فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خُذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز، فجرِّبوا معها الكفاح أولًا.
علي بن أبي طالب
ميدانكم نفوسكم، فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خُذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز، فجرِّبوا معها الكفاح أولًا.
علي بن أبي طالب
سأل رجل مهموم علي بن أبي طالب "عليه السلام "
قال: يا علي لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم؟
فقال علي بن أبي طالب: سأسألك سؤالين وأُريد إجابتهما
فقال الرجل: اسأل.
فقال علي بن أبي طالب: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشكلات؟
قال: لا.
فقال علي بن أبي طالب: هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشكلات؟
قال : لا
فقال علي بن أبي طالب: أمرٌ لم تأتِ به، ولن يذهب معك ..
الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم فكن صبوراً على أمر الدنيا،
وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت،
ابتسم ... فرزقك مقسوم
وقدرك محسوم..
وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم..
لأنها بين يدي الحي القيوم.
يقول عليه السلام :
يَحيا المؤمن بيَن أمرين (يُسر وَعُسر)،
وَ ڳلاھما "نِعمة" لو أيقَن!
…
ففِي اليسر: يكون الشكر.. [وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ]
وَفي العسر: يكون الصَبر! [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]
آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُفَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُيَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُمَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
يا بقية الله.
اي أنسان مهما أحسنّا علاقتنا معه، ومهما أحسن لنا، فلا تتعدى علاقتنا معه هذه الحياة الدنيا.
أما بعدها، فحالنا سيكون " لكل إمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه".
الا أنت سيدي، فغداً ستكون في موقف " وعلى الأعراف رجال يعرفون كل بسيماءهم".
فهنيئاً لمن أحسن علاقته معك في الدنيا، لكي تعرفه بسيماءه في الآخرة.
سيدي يا بقية الله.
قد قلت في توقيعك الأخير " فلا ظهور إلا بعد إذن الله، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وإمتلاء الأرض ظلماً وجوراً".
سيدي، ألم يطول الأمد؟
ألم تقسو القلوب؟
ألم تمتلئ ظلماً وجوراً؟
سيدي، ألم يطول العذاب؟
ألم تذبل القلوب؟
ألم تمتلئ بغياً وعدواناً؟
سيدي، ألم يطول الفراق؟
ألم تتفتت القلوب؟
ألم تمتلئ كذباً وفساداً؟
فمتى يأتي الإذن الآلهي بالظهور؟
سيدي يا بقية الله..
بأي لغة نخبرك إن الغياب قد طال كثيراً؟
بدمائنا التي تراق كل حين؟
أو بجروحنا التي تنزف شوقاً؟
أو بقلوبنا التي تتقطع للفراق ألماً؟
أو بأرواحنا التي تعتصر للغياب وجعاً؟
قل لي بماذا سيدي؟
هل تكفي قرابيننا في العراق والشام وآيران والهند وأفغانستان وأفريقيا… ؟
هل تكفي لنخبرك كم أننا نفتقدك؟
كم أننا بحاجة لنور وجهك؟
أيكفي ذلك سيدي؟
أم لا زال علينا تقديم المزيد من القرابين؟
ان كان كذلك،
فكل أرواحنا نذرناها قرابين لطلعتك.
يا بقية الله..
من كان لديه عزيزاً يترقب عودته بعد فراق طويل، سيفرش الأرض وروداً لإستقباله.
وسيهيئ ويزين الطريق الذي سيأتي فيه..
أما أنت أيها العزيز، فلن نفرش ورداً لإستقبالك، ولا ننثر زينة في طريقك..
بل، سنفرش أرواحاً أضماها غيابك..
وسننثر قلوباً، صدعها فراقك.
سنطش جروحاً طال نزيفها لبعدك.
وسنزين طريقك، بدماء سفكت على طريقك.
بدل الشموع، سنشعل أحشاءنا التي مزقها طول الأمد.
وسنقدم قلوبنا التي تصدعت كقرابين في بابك.
يا بقية الله.
كل البشر تهرب وتتضجور من التعب، والألم، والعناء، وتحلم بحياة خالية منهم.
الا نحن سيدي، فإنا نعشق الألم والتعب والعناء ان كان لأجلك، أو فيك، أو كان منظوراً عندك، ومقبولاً لديك
يا بقية الله..
لئن كان قدري أن لا أجتمع معك في الدنيا، جزاءً لما اقترفت يدي.
فان أملي بك في الحساب أن لا يفرق الله بيني وبينك، فاني غارق في هواي، مسرف في ذنوبي وليس لدي ما أتمسك به، وأتكئ عليه، سوى ولايتكم والبراءة من عدوكم، بها أتقرب الى الله، وأطفئ لهب الجحيم الهاوية.
واني لا أظن قلباً استعر بنار فراقك، أن يعاقبه الله بنار عذابه.
يا بقية الله..
ما قيمة عمر ينقضي بالبعد عنك!؟
وما طعم روح قد أذبلها فراقك!؟
سيدي، ما فائدة أعين ترى كل شيء ولا تراك!
وما فائدة قلب، ملأته الدنيا حتى غاب عنك!
مولاي، ماذا يرجئ من جوارح تسعى لراحتها ليلاً ونهاراً، ولا تسعى في خدمتك!
وماذا يرتقب من جسد، يستلذ بالحياة في غيبتك!؟