من المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: March-2021
الجنس: ذكر
المشاركات: 16,764 المواضيع: 2,394
صوتيات:
1
سوالف عراقية:
0
موبايلي: SAMSUNG
آخر نشاط: منذ 4 يوم
حزام كربلاء الأخضر يدفع فاتورة الإهمال وتحذيرات من جفاف قد يعصف بالعراق
يهدد الجفاف والإهمال "الحزام الأخضر" الذي يضم أشجاراً زُرعت قبل 16 عاما حول مدينة كربلاء للحد من التصحر والعواصف الرملية التي تتزايد بشدة في العراق.
وأقيم هذا الحزام عام 2006 في إطار مبادرة أطلقتها سلطات محافظة كربلاء وزُرعت فيها عشرات آلاف أشجار النخيل والزيتون والأوكالبتوس، بهدف الحد من التصحر والعواصف الرملية التي تنطلق من صحارى تحيط بمدينة كربلاء جنوب العاصمة بغداد.
ولكن وبعد ستة عشر عامًا من إنشائها ، لم يتحقق سوى جزء بسيط من "الشريط الأخضر" على شكل هلال الذي يبلغ طوله 76 كيلومترًا (47 ميلًا) ، على الرغم من أن السنوات أثبتت الحاجة العميقة للحماية من التحديات البيئية المتزايدة.
ترسخت أشجار الكينا والزيتون والنخيل لأول مرة في عام 2006 كجزء من خطة لعشرات الآلاف من الأشجار لتشكيل درع حماية أخضر حول المدينة في وسط العراق.
لكن في الوقت الحاضر ، يبلغ طول المحور الجنوبي للحزام الأخضر لكربلاء حوالي 26 كيلومترًا فقط ، بينما المحور الشمالي للشريط الذي يبلغ عرضه 100 متر (328 قدمًا) أقصر ، حيث يبلغ 22 كيلومترًا.
لا أحد يسحب الأعشاب الضارة بعد الآن، تتمايل فروع أشجار الزيتون المتوقفة بين أشجار النخيل - رمز العراق - التي تكافح من أجل النمو، حيث يؤكد ناصر الخزعلي العضو السابق في مجلس محافظة كربلاء انه تم ايقاف البناء ملقيا باللوم على "عدم اهتمام الحكومة المركزية والسلطات المحلية".
وبحسب الخزعلي، فقد تم إنفاق تسعة مليارات دينار فقط (6 ملايين دولار) على المحور الشمالي ، من أصل 16 مليار دينار كان مخططا لها في الأصل
من جانبه، يقول هاتف سبهان الخزعلي المقيم في كربلاء "لقد استبشرنا خيراً بهذا الحزام الأخضر لصدّ الأتربة" المتطايرة.
لكن بعد 16 عاماً، لم يعد هذا الحزام الأخضر الذي كان مقررا أن يمتد كقوس طويل حول المدينة، يؤدي الدور المحدد له في المخطط الأساس الرامية إلى تحويل مساحة تصل إلى 76 كيلومترا إلى أراض خضراء.
وتعرض العراق في أقل من أسبوع واحد إلى عاصفتين قويتين، مما أدى إلى وقف الرحلات الجوية وترك العشرات في المستشفيات بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.
وبحسب مدير مكتب الأرصاد الجوية العراقي عامر الجابري ، من المتوقع أن تزداد وتيرة العواصف الرملية والترابية.
وعزا الجابري هذه الزيادة إلى "الجفاف والتصحر وتراجع هطول الأمطار" وغياب المساحات الخضراء.
العراق معرض بشكل خاص لتغير المناخ ، بعد أن شهد بالفعل انخفاضًا قياسيًا في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة.
*تحذيرات
وفي وقت سابق، حذر البنك الدولي من أن العراق قد يعاني من انخفاض بنسبة 20 في المائة في موارد المياه بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
إلى ذلك، أكد المتخصص في الموارد المائية بجامعة لوليا السويدية للتكنولوجيا نذير الأنصاري، ان العراق "يفقد حوالي 100 ألف دونم (حوالي 250 كيلومترًا مربعًا أو 97 ميلًا مربعًا) من الأراضي الزراعية كل عام".
وقال الأنصاري: "تتحول هذه الأرض بعد ذلك إلى مناطق صحراوية" ، محذراً من أن العراق يجب أن "يتوقع المزيد من العواصف الترابية" ، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على الزراعة والصحة العامة.
وألقى الأنصاري باللوم في ذلك على الحكومة العراقية و "غياب التخطيط المائي".
*تزايد العواصف الرملية
وحذر الناطق باسم دائرة الأنواء الجوية عامر الجابري من تزايد العواصف الرملية، إثر تعرض العراق لعاصفتين رمليتين متلاحقتين خلال بداية نيسان الحالي”، مشيراً إلى أن “السبب الرئيسي للعواصف الرملية هو قلة الأمطار وتزايد التصحر”.
ويقول المواطن علي خالد، “لو كان هذا الحزام مفعّلاً بصورة حقيقية لاستطاع أن يحد من شدة العواصف الترابية التي ضربت كربلاء مؤخرا”.
ويضيف خالد، “للأسف أصبحت حالة الحزام مثل كثير من المشاريع التي أقيمت واهملت في بلد يعاني من ضعف الخدمات العامة”.
وذكر تقرير لوكالة فرانس برس، أن ““العراق يُعدّ من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ والتصحر، خصوصا جراء تزايد حالات الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل لأيام عدة من فصل الصيف لأكثر من خمسين درجة مئوية”.
وأورد، أن “البنك الدولي حذر في تشرين الثاني الماضي، من انخفاض بنسبة 20 بالمئة في الموارد المائية للعراق، بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي”.
وزاد التقرير، أن “السدود التي أقيمت من جانب تركيا وإيران على أعالي نهري دجلة والفرات، أدت إلى انخفاض منسوب المياه في النهرين، الأمر الذي سبب جفافاً في مناطق واسعة في العراق”.
ويبين التقرير، أن “قلة المياه تؤدي دوراً رئيسياً في تدهور حالة التربة، ما يؤدي لانخفاض حاد في المساحات الصالحة للزراعة”.