استندت الأبحاث السابقة التي أجريت على المُلقِحات كالنحل على أنواع معينة من النباتات (بيكسابي)
تساعد عملية تلقيح النباتات في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتضمن هذه العملية أيضا الحفاظ على الأنواع النادرة من النباتات، ومن ثم فإن هذه الوظيفة تلعب دورا رئيسا في استمرارية النظم البيئية.
وقد استندت الأبحاث السابقة -التي أجريت على المُلقِحات كالنحل- على أنواع معينة من النباتات، كانت في كثير من الأحيان من المحاصيل. كما أن بعض هذه الدراسات قد عاملت مجتمعات نباتية كاملة كما لو أنها كيان نباتي واحد.
المروج النباتية متنوعة النباتات تتطلب زيادة في أنواع النحل اللازم للتلقيح (بيكسابي)
الحاجة إلى التنوع
ومن ثم فإن هذه الدراسات قد أشارت -بشكل مفرط- إلى أن 2% فقط من أنواع النحل الأكثر شيوعا تعد مسؤولة عن توفير 80% من نسبة تلقيح المحاصيل. وبالتالي، فقد خلصت هذه الدراسات إلى أن عملية التلقيح تعتمد على عدد قليل من أنواع النحل الشائعة. ولكن لم تتساءل أي منها عن عدد المُلَقِحات اللازمة لتلقيح جميع الأنواع النباتية الموجودة في مرج متنوع من النباتات.
وحديثا، تساءلت دراسة بحثية نشرت في دورية "بروسيدنغز أوف ذا رويال سوسيتي بي" (Proceedings of the Royal Society B) في 13 من أبريل/ نيسان الجاري عما إن كان عدد أنواع النحل اللازم للتلقيح يتغير بتغير الأنواع النباتية أم لا.
وللوصول إلى إجابة لهذه السؤال، فقد قام الباحثون بمسح 11 رقعة نباتية في نيوجيرسي بالولايات المتحدة على مدار عام واحد. وقد لاحظ الفريق المشارك في الدراسة أن أكثر من 180 نوعا من النحل قد زاروا أكثر من 130 نوعا نباتيا مختلفا لأكثر من 22 ألف مرة خلال هذا العام.
ووفقا للبيان الصحفي الذي نشرته "جامعة ميريلاند" (University of Maryland) تعقيبا على الدراسة التي أجراها أحد باحثيها بالتعاون مع علماء من "جامعة روتجرز" (Rutgers University)، فإن أزهار المروج الخضراء تحتاج إلى مجموعات كبيرة من النحل لتلقيحها. مما يعني أن زيادة أعداد الأنواع النباتية يتطلب زيادة في أنواع النحل اللازمة لتلقيح هذه النباتات.
هناك أنواع من النحل الأقل شيوعا كانت تلقح نباتات معينة لم تزرها أي من أنواع النحل الأكثر شيوعا (غيتي)
الأنواع النادرة تسهم في عملية التلقيح
كما أشار تقرير نشره موقع "فيز دوت أورغ" (phys.org) إلى أن أنواع النحل اللازمة لتلقيح هذه المروج المزهرة يعد أكثر بكثير من الأنواع التي يعرفها غالبية الناس والتي كانت تقتصر على نحل العسل والنحل الطنان.
وأفادت الدراسة بأن هناك أنواعا من النحل الأقل شيوعا كانت تلقح نباتات معينة لم تزرها أي من أنواع النحل الأكثر شيوعا. وأوضح ميشيل روزويل، باحث ما بعد الدكتوراة في جامعة ميريلاند والمشارك في الدراسة أن "أنواع النحل الأقل شيوعا كانت في واقع الأمر أكثر أهمية لصحة النظام البيئي مما كان يعتقد سابقا".
وقد أظهرت نتائجهم أن مجتمعات المروج النباتية التي تحتوي على تنوع من النباتات تتطلب زيادة في أنواع النحل اللازم للتلقيح بمقدار 2.5 إلى 7.5 أضعاف. كما أشار الباحثون إلى أن أنواع النحل النادرة أسهمت بنحو 25% من الملُقِحات المسؤولة عن عملية التلقيح. كما أفادت الدراسة بأن هذه النسبة قابلة للزيادة في المروج النباتية ذات التنوع النباتي الأكبر.
وبالتالي، فإن هذه النتائج تشير إلى أهمية الأنواع النادرة في الحفاظ على النظم البيئية. وهو بالطبع أمر بالغ الأهمية يدفع إلى الحاجة لبذل المزيد من الجهود للحفاظ على الأنواع النادرة والأكثر عرضة للانقراض بسبب تغير المناخ والتلوث وغيره من العوامل.