أنتِ ياانتِ..
أما زلتي تحملينَ الخنجر في خصركِ ؟
وهل مازلتي تمارسينَ غوايةِ الطعنِ ؟
أما علمتي انّ بعض أوصالي قد بَرأت
وبضع أوردةً قامت اليكِ تحنّ
تعالي.. فمالي انا والأوصالِ
قطعيها كيفما شئتِ
ولاتبقي لها أثراً بعد عينِ
قطعيها بلا هوادةً
وَبخنجركِ المعقوفِ
مرة تلو مرة تلو مرّة وعلى مهلٍ
كما يقطع الجزار أوصال الظأنِ
أنتِ ياأنتِ..
دعيني اذكرّكِ بأن وجنتايَ البائستينِ
عاذَ إليهما الدمَ من جديد
فتبدوانِ مؤخراً نظرتان بلون الزهر
فهما ليسا بحاجةٍ أن تكونا نظِرتان
أو غضرتان
فلا تمانعينَ كلّما أسعفكِ الوقت
أن تنقضّي عليهما كالنسرِ
أما عيناي الغاطستين
في بقعتينِ داكنتينِ
فلا تسأليني مابالهما ..
لكونهما بلغَ بهما الوهن إلى الجفنِ
فهما مختبئتين خلف جدارٍ من ضبابٍ
فأبيّضَا وسادَ عليهما الحزنِ
أنتِ ياأنتِ..
يامن طالني أذاكِ بالبعدِ السقيم
وحطّمَ نهاراتي ليلُكِ البهيم
ولذتُ في عزلةٍ من الشجنِ
فماذا عليَّ أن أحدثكِ بهِ
غير صراعٍ وأزماتٍ وأنكساراتٍ
وخيباتٍ مالها مثيلٌ في الزمنِ
ومشيبٌ وَقرحةٌ وتيهٌ وتوتّر
فهل مابعد هذا العبث و الوهن
جزيةٌ ومعروف ولَمّ شمل وتحرّر؟
فأنّي في هذا الوقت
وبعدَ تجارب القهر
ماعدّتُ أميل إلى الدنيا
وماعدتُ مهتماً للمالِ ولا الأبنِ
أنتِ ياانتِ..
فانتِ كلّ أهتماماتي
وانا مهيئٌ لأن أشدَّ الرحال
إلى دياركِ العامرة بالفيضِ
أما تعلمينَ انّي أباهي بكِ الجبال
بعد أن قبلت بأداء دور البطولة
وغادرني اليأسَ والغبن
فأنا متيقنّ بأنّي على موعدٍ
مع الغضرةِ والنظرةِ والتبسّم
ولم يتبقّى من الأمر غير الأذنِ
الحلّي
ثام...... ر