بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعجل الله تعالى فرج خليفته المرتقب الامام الهادي المهدي «عج»
تهذيب الأحكام عن أبي عامر الساجي: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت له: يا بن رسول الله، ما لمن زار قبره - يعني أمير المؤمنين - وعمر تربته -؟
قال: يا أبا عامر، حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن علي (عليهم السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: والله لتقتلن بأرض العراق، وتدفن بها.
قلت:يا رسول الله، ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟فقال لي:
يا أبا الحسن! إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله مودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي، وهم زواري غدا في الجنة.
يا علي! من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجةبعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها، أولئك شرار أمتي، لا نالتهم شفاعتي، ولا يردون حوضي (١).
(١) تهذيب الأحكام: ٦ / ٢٢ / ٥٠، فرحة الغري: ٧٧ عن أبي عامر التباني، المزار للمفيد: ٢٢٨ / ١٢ نحوه وفيه " هم زواري وجيراني " بدل " هم زواري ".