النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

ثورة ديرسم

الزوار من محركات البحث: 340 المشاهدات : 2018 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    دائمة الطفولة
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الدولة: كوردستان
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,111 المواضيع: 2,053
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10918
    مزاجي: زي العسل
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: 7/July/2014

    ثورة ديرسم

    ذكرى ثورة ديرسم











    مقدمة:

    أطلق الثائر سيد رزا ثورته من ديرسم إن ومن المعروف أنه من القادة والمناضلين الكورد الذين ناضلوا من أجل حرية الشعب الكوردي ، هذه المدينة التي اعتُبرَت إحدى بؤر الثورة في كوردستان، كما إنها كانت تُعرَف بأنها مركز انبعاث الثوار لسنوات عدّة، حيث بدأت الثورة في 10 تشرين الثاني عام1937م في مركز مدينة خاربيت/الزيز.




    من هو سيد رزا قائد الثورة:

    يقول المناضل الكوردي الأستاذ نوري ديرسمي في كتابه: "ولد البطل الكوردي الكبير السيد رزا في درسيم من أب مناضل شهير هو السيد إبراهيم... أنجب السيد إبراهيم أربعة أولاد كان أصغرهم رزا. وقد لاحظ السيد إبراهيم في ابنه رزا مخايل الذكاء والنجابة فانزله مكاناً خاصاً من قلبه. ولهذا السبب عند وفاته أوصى بأن يكون ابنه رزا رئيساً للقبيلة. وكان الدرسميون قد لقبوا السيد إبراهيم لمقامه الكبير عندهم بلقب (بابو). حيث ان درسيم في زمن السيد إبراهيم ظلت في منجى من تدخلات الترك ومؤامراتهم. خاطب الدرسميون السيد رزا بألقاب (رزو) و (راهبر) و (ابن بابو) وقد تجلت في شخصه وأطوره وحركاته الطباع الكوردية والشهامة، وكل ذلك كان واضحاً في ملامحه تمام الوضوح."
    يتابع الدكتور ديرسمي ويقول: "كنت قد تحدثت في فصل سابق عن (المفاوضات) التي جرت بين السيد رزا من جهة، وبين والي أرزنجان (علي رضا) ونائب ارزنجان ومفتيها (حاجي فوزي) الذي أرسل خصيصاً من أنقرة. وقد جرت المفاوضات حول نبع في قرية (كسميكور) وفي إثناء إحدى هذه المفاوضات كان (قومو) سائس السيد رضا متسلقاً شجرة التوت الكبيرة الكائنة فوق النبع يأكل التوت وينصت إلى المفاوضات الجارية بين الجانبين الكوردي والتركي. وفجأة ومن فوق الشجرة تدخل (قومو) في الحديث بلهجته الظاظائية وقال مخاطباً السيد رزا: (رزو.. رزو... انت مخطئ) هكذا انتقد الخادم سيده. وما كان من السيد رزا إلا انه رفع رأسه إلى الشجرة ليناقش خادمه (قومو) في رأيه. ولفت هذا العمل نظر آلاف الحاضرين حتى الهيئة التركية نفسها. وبنتيجة هذه المناقشة التي جرت باللهجة الظاظائية قال السيد رزا لخادمه: (ابني: ان كلامك ورأيك أوفق) وبعد هذا، في أثناء مفاوضاته مع الترك، أخذ بآراء (قومو) الصائبة."
    هكذا كان السيد الجليل والقائد الكوردي سيد رزا، الذي كان يدرك معنى الاستماع الى الرأي والأخذ بآراء أبناء جلدته. هذا القائد الذي قاد ثورته في ديرسم



    شرارة الثورة:
    بدأت الشرارة لبدء الانتفاضة حسب المجلس العسكري وعلى لسان شاهد روى شهادته في كتاب ل محسن باتورالذي طبع في 1985 آنذاك بأحداث الجسر الخشبي عام 1937 وقطع اسلاك التلغراف في يوم 20ـ21 / اذار / 1937. هذا الجسر الخشبي كان منصوباَ على نهر(خرجك) واعتبرحرق الجسر بمثابة الشرارة الاولى لبدأ العمليات العسكرية ضد المناطق والمدن الكوردية.
    أصدرت الحكومة التركية بعد القضاء على عدة ثورات كوردستانية في عام 1934، قانون سمته بقانون إعادة التوطين، أي بدأت حملة جديدة وعلى نطاق واسع لإفراغ كوردستان من السكان. جاء الدور على مدينة ديرسم عام 1935، حيث صدر قانون ديرسم لإعادة التوطين في المنطقة المسماة حديثا ب"تونجلي" أي برونزي.... إن ديرسمن هذه المدينة الثائرة التي انتفضت مرات ومرات في وجه أعداء كوردستان، ممت أدى بأعداء الكورد بحرقها ثلالثة عشرة مرة، فكانت المدينة تُعرَف بالمدينة الثائرة. صرحت السلطات التركية مرارا آنذاك بان ديرسم ورم خبيث وفيها الكثير من قاطع الطريق ويجب ان يتم استئصال هذا الورم من جذوره.
    يقوا الشهود بان العمليات العسكرية بدات بحرق القرى وذلك برفع التراب عن سطوح المنازل ثم اضرام النار فيها واخراج الاثاث والمواد الغذاءية من داخل امنازل وتجميعها في ساحات القرى واضرام النار فيها.أعد الكورد أنفسهم للمقاومة وانضوى عد كبير من خيرة الثوار تحت لواء القائد سيد رزا. حاول الثوار وقف قانون التهجير والقتل بالطريقة السلمية رغم معرفتهم بالنتيجة، فبعد لقاءات كانون الثاني 1937، بُعثت رسالة احتجاج ضد قانون إعادة التوطين، فألقي القبض على المبعوثين وتم قتلهم, وبدأ الجيش التركي عملياته ضد القرى والقصبات الكوردية وقامت بقتل وتهجير الآلاف، وردا على ذلك قررت قيادة الثورة الرد وبدأتها بنصب كمين لقافلة القوات الجندرمة، وكان الحدث الأول من المقاومة المحلية. حينها بدأ الجيش التركي بانتشار واسع لقمع الثورة.




    أيام الثورة:
    كتب صحفي التركي في مجلة (نوكتا ـ NOKTA) التركية: "في سنة 1937 سمعنا بان سوف يتم فتح الطريق واصلاحه... في ذلك الوقت كان عمري يناهز(19ـ20) سنة. ان الحوادث كانت تمر بسرعة مذهلة وخلال(2ـ3) أيام قام الجيش بتطهير المنطقة من الاشقياء ومن جهة اخرى قامت الطائرات الحكومية بنشر المنشورات على الاهالي."
    وفي 4 ايار 1937 القى المجلس العسكري نشرة على المدن والقصبات وجاء فيه: "الذين يرغبون بتسليم انفسهم الى الحكومة او يقوموا طواعياَ بتسليم انفسهم. في هذه الحالة فانهم لم يكونوا متهمين، فقط سوف يتم تقديمهم الى المحاكمة العادله. ولكن في حالة عدم تسليم انفسهم وعدم الخضوع الى اوامر الحكومة عليهم ان يعلموا بان الجيش متوزع على جميع اطراف المدينة، وانه سوف يقوم بأبادتهم ابادة تامة."
    وهذا وكان قد صدر قرار من مجلس الوزراء آنذاك ورد فيها: "اذا تم الهجوم على مراكز الانتفاضة وقام الاشقياء برفع السلاح، سيتم اقرار القضاء عليهم وابادتهم عن بكرة ابيهم." ويتابع القرار: "ان تهديم القرى وتهجير العوائل أصبح من الضروريات التي فرضت عليهم في ديرسم للقيام بها."
    يذكر أحد الشهود محمد كانكوتان وهو من الذين عاشوا تلك الايام العصيبة في سنة1937 وكان عمره انذاك (11) سنة بأن ممثل السلطة في ديرسم عبدالله باشا طالب دوغان صلاحيات واسعة جدا تتعلق بالمحاكم العرفية وأوامر القتل والحرق. قام عبدالله باشا اثناء ذلك وبأمر من انقرة اصدار قرارات عدة منهات على اهالي ديرسم: الانخراط في صفوف الجيش ودفع الضرائب.
    كان ربيع ديرسم سنة 1937 بمثابة كارثة، حيث كان يتم جمع السلاح في الجبال والوديان وازدادت المواقع العسكرية في المنطقة برمتها. ورد في احدى المطبوعات الصادرة من المجلس العسكري الاعلى المرقم (382):
    "كل يوم كانت تصل اخبار الى مسامعنا بان المجهولين الاشقياء يقومون بالهجوم على الربايا والمواقع العسكرية،ومنها قامت القوة الجوية بعدّة طلعات هجومية على مواقع الاشقياء وبخاصة منزل وقرية سيد رضا باعتباره رئيس الاشقياء المنتفضين ضد الحكومة." وفي شهر حزيران عام 1937 كما ورد في بيانات المجلس العسكري الاعلى بانه: "يجب تطهير المنطقة وان تنظيفها سوف يستمر، وتم احراق كثير من القرى العائدة للاشقياء بسبب اعمالهم الاجرامية في الحرب.




    قمع الثورة:
    استخدم الجيش التركي، وحسب الوئائق الموجودة، سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية لقمع الثوار ووقف امتداد الثورة. واستخدم في خطته التي كانت تُدار مباشرة من العاصمة هدم المنازل وترحيل السكان وإبادة سكان قرى ومناطق بأكملها حيث قصفت المنطقة من الجو واستخدمت المدافع والأسلحة الثقيلة، عدا ذلك استخدمت أساليب لا تمت للانسان بصلة حيث هناك قصص كثيرة تروي مدى وحشية القمع من اغتصاب النساء والأطفال وشق بطون الأمهات الحوامل وقتل الرضع . لكن الثوار استمروا في المقاومة وحاولا حماية السكان من البطش، حيث أن هناك بعض الوثائق التي تشير إلى إصابة قادة الثورة بصدمة حقيقية بعدما شاهدوا مدى بطش الجيش وقتل ومعاقبة السكان بشكل جماعي.
    يؤكد المؤرخون بأن العدد الإجمالي لضحايا القمع يتراوح بين 40-55 ألف كوردي، واجلاءا قسريا لعشرات الآلاف من مراكز الثورة حيث قضى الكثير نحبه إما في السجون التركية أو المجمعات القسرية.



    اسر القادة:
    في خضم تلك الأحداث وتحت ضربات الجيش التركي والقصف المتواصل، كتب قائد الثورة سيد رزا رسالة مؤرخة بتاريخ 5 / 10 / 1937 وبعثها الى وزير الخارجية الانكليزي وكانت هذه الرسالة موقعة باسم جنرال ديرسم ونشرتها مجلة ـ نوكتا ـ NOkTA بعد مرور(50) سنة على الاحداث. يطالب فيها سيد رزا الانكليز بتقديم المساعدات لانقاذ بني جلدته من الابادة، ولكن لم يتحقق ما أراده سيد رزا.
    تم اسر قائد الثورة سيد رزا في يوم 10 / 9 / 1937 في ارزنجان ـ Erzincan . وأعدم مع ابنه والبعض من قادته في 18 / 11 / 1937. ان اعدام قائد ثورة ديرسم وابنه الصغيررشك حسين وابن اخيه ورئيس العشيرة يوسف خان قنبر ورئيس العشيرة قوريشان سيد حسين وعشرة من القادة الآخرين بهذا الشكل وسط صمت دولي مريب، يكشف مدى التواطؤ الدولي.


    استمرار الثورة:
    استمرت الثورة رغم المآسي والويلات ووجد الثوار أنفسهم مضطرين للدفاع عن أمتهم رغم أن الدولة كانت تهددهم بقتل وتهجير أقاربهم. امتدت الثورة إلى مناطق ومدن عديدة، وسارعت الدولة إلى سد الطرق المؤدية إلى مراكز الثورة وخاصة ديرسم لتضييق الخناق على منبع الثورة، انتهجت الدولة سياسة توظيف الإسلاميين ضد الثورة ووصفت الثوار بالكفار تارة وتارة أخرى بالرجعيين واتبعت أيضا سياسة التجويع لكسب مناصرين لها.
    صرح رئيس الوزراء التركي عصمت انينو بعد اعدام الثوار: "اننا انهينا مشكلة ديرسم ووضعنا لها نهاية وتحررنا من عقدة ديرسم وطهرنا منطقة ديرسم من كل انواع العمليات العسكرية المشبوهة. ولكن المسألة لم تنته على أرض الواقع اي ميدانياَ."
    واستمرت المقاومة عام 1938 حيث يذكر الصحفي ناشيت اولوغَ: "هذه المرّة حدثت اضطرابات في منطقة فالان علماَ ان هذه المنطقة كانت سابقاَ منطقة آمنة وهادئة، ولم يتم فيها اعتداء على اي شخص."



    الابادة الجماعية والدولة التركية:
    إن ما حصل في ديرسم الكوردستانية لا يمكن أن يوصف إلاّ بالإبادة الجماعية، هناك بعض اليساريين من الترك وفي مقدمتهم الدكتور إسماعيل بيشكجي يصف ما حصل في ديرسم بالإبادة الجماعية والعرقية ضد الكورد. وفي نفس السياق وبعدما تعالت أصوات من بعض المراكز الأوروبية بعد كشف بعض الوثائق المتعلقة بالإبادة، اضطرت الدولة التركية وعلى لسان رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان بان تعتذر لأهل ديرسم واصفا عمليات الإبادة بأنها كانت "واحدة من أكثر الأحداث المأساوية في تاريخ تركيا".

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: ميسان الجميله
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,020 المواضيع: 1,271
    صوتيات: 207 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9673
    مزاجي: بين دمعه وابتسامه
    المهنة: وزيرة الماليه لبيتنا
    أكلتي المفضلة: الكباب وكم اكله
    موبايلي: كلاكسي نوت 2
    آخر نشاط: 15/September/2024
    مقالات المدونة: 5

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    دائمة الطفولة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بركان حبك ياعلي مشاهدة المشاركة


  4. #4
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: ارض الانبياء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,942 المواضيع: 971
    صوتيات: 43 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 4546
    مقالات المدونة: 9
    جميل ماتطرحينه من مواضيع
    سلمت يداك

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    دائمة الطفولة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوق الياسمين مشاهدة المشاركة
    جميل ماتطرحينه من مواضيع
    سلمت يداك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال