رمضان في العراق شهر للعبادة والطقوس الدينية والاجتماعية
(تحت عنوان رمضان في العراق شهر للعبادة والطقوس الدينية والاجتماعية )
كتبت وكالة بترا الاردنية هذا المقال
رغم التطور والتحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع العراقي،
إلا أن أنشودة "ماجينا يا ماجينا" بقيت لحنا جميلا عالقا في ذاكرة الناس،
يرددها ليس الأطفال فحسب، بل الكبار الذين يتذكرون صباهم وآباءهم وأجدادهم
وذكرياتهم الجميلة في شهر الفضائل، لا سيما في المدن القديمة والمناطق الشعبية والريفية،
كونها من الموروثات الشعبية المتأصلة. وما يميز شهر رمضان في العراق،
فضلا عن تأدية العبادات والطقوس والشعائر الدينية، أن التقاليد الاجتماعية والموروثات الشعبية
تنشط خلال الشهر الفضيل، حيث قبل حلول شهر رمضان يتوجه الناس
إلى "الشورجة"، أكبر أسواق بغداد التجارية للتبضع وشراء ما لذ وطاب من احتياجاتهم
التي سيجتمعون حول مائدتها، وهي مائدة رمضانية تتميز بالتنوع
وتعدد الأكلات العراقية الشهية، تتقدمها شوربة حساء العدس أو الماش، واللبن البارد
وأنواع التمر والبرياني والمقلوبة، ومرق الباميا والدليمية، والدولمة والكبة المصلاوية،
أو الكبة العراقية، وخبز عروك المغمس بقطع اللحم الصغير والبهارات.
ويقول المختص بالتراث الشعبي العربي، يحيى الجاسم، إن نظام رمضان مختلف تماما
عن بقية شهور السنة من النواحي الدينية والاجتماعية والغذائية،
فبعد الانتهاء من الإفطار واداء صلاة المغرب بشكل جماعي في المساجد أو المنازل،
يأتي دور تناول وجبة الشاي العراقي "الزنكين" المفعم بجمال قدحه الزجاجي "الاستكان"
ورائحته ونكهته الطيبة التي تفوح بأجواء المنازل. ويضيف الجاسم،
"ان شهر رمضان نظام حياة خاص، الوقت محسوب فيه ومقسم الى فقرات،
وهنا يأتي وقت صلاة العشاء والتراويح وأغلب الناس
يتمسكون بتأديتها في المساجد، أو مع عائلاتهم في المنازل"
.لمة رمضان الدينية الاجتماعية، بقدر ما تحمل من الألفة والود والمحبة
بين الناس، فإنها تمثل تشكيلة من الطقوس والعبادات واللقاءات الاجتماعية
التي غالبا ما يجتمع الأحبة فيها على مائدة من الموائد الغنية،
اذ تعود للأجواء لعبة "المحيبس الشعبية" الشهيرة في العراق،
ورهانها بالنهاية الفوز بصوان من حلويات البقلاوة والزلابية أو الكنافة العراقية
أو النابلسية المقلدة، والفوز هنا يكون للرابح والخاسر فكلهم يتقاسمون الأكلة بينهم.
وفي مساء كل يوم على مدى 30 يوما في رمضان، يردد الناس بابتسامة جميلة
وقلوب متسامحة "ماجينا يا ماجينا حلي الكيس وانطينا"،
وواقع حالهم يقول في شهر البركات تعاد الذكريات.