ينبغي ألا نتوقع نتائج سريعة فنحن لم نفك بعد لغة القطط والكلاب على الرغم من العيش معها لعدة قرون، والبحث في الاتصالات الكهربائية للفطريات لا يزال في مرحلته الرضيعة.
رغم هذا الاكتشاف المثير فإن البحث في الاتصالات الكهربائية للفطريات "لا يزال في المهد" (شترستوك)
أوردت نيوزويك (Newsweek) في تقرير لها أن للفطريات لغة تتواصل بها مع بعضها البعض تشبه لغة البشر، وقد تم تسجيل حالات لها وهي تجري محادثات.
وقالت إنه، وعلى مدى العقد الماضي، وجد الباحثون دليلا على أن النباتات قادرة على التواصل، حتى أن الأبحاث المنشورة عام 2019 أشارت إلى أنها "تصرخ" عند قطعها. أما الفطريات فليست نباتات ولا حيوانات، بل تنتمي إلى مملكتها الخاصة. وهذه تشمل الخميرة والعفن والفطر.
أندرو أداماتسكي بدأ البحث عن لغة للفطريات بدافع الفضول (شترستوك)
طفرات النشاط الكهربائي
ونقلت المجلة الأميركية في تقرير لها عن أندرو أداماتسكي، من مختبر الحوسبة غير التقليدية بجامعة برستول غرب إنجلترا (University of the West of England, Bristol)، أنه بدأ في البحث عن لغة للفطريات بدافع الفضول. وكان قد وجد سابقا أن العفن اللزج يُظهر قدرات معرفية واضحة من خلال طفرات النشاط الكهربائي، لذلك أراد معرفة ما إذا كانت الفطريات تفعل الشيء نفسه.
في منصبه الحالي، ابتكر أداماتسكي نماذج أولية للأجهزة باستخدام ركائز بيولوجية وكيميائية وفيزيائية. فإذا أراد صنع جهاز حوسبة يعتمد على الفطريات، فسيحتاج إلى فهم كيفية نقل المعلومات بواسطتها.
يتضمن جزء آخر من وظيفته إنشاء هياكل بناء من ركائز استعمرتها الفطريات فـ "بعض أجزاء الركيزة تشمل الفطريات الحية التي ستكون مسؤولة عن استشعار القرائن البيئية واتخاذ القرارات بشأن البيئة". وقال أداماتسكي لنيوزويك إن ذلك سيتم عن طريق النشاط الكهربائي.
في دراسته الأخيرة جمع أداماتسكي 4 أنواع مختلفة من الفطريات (شترستوك)
المفردات: نتوءات كهربائية
وفي دراسته الأخيرة، جمع أداماتسكي 4 أنواع مختلفة من الفطريات: الأشباح (ghost fungi)، إنوكي (Enoki fungi)، الخياشيم المنقسمة (split gill fungi)، اليرقة (caterpillar fungi). وعمل على حث العينات بأقطاب كهربائية، وسجل التغيرات في النشاط الكهربائي.
وأظهرت النتائج التي توصل إليها، ونُشرت في دورية رويال سوسيتي أوبن ساينس (Royal Society Open Science)، وجود قِطارات كبيرة مما يمكن تسميته نتوءات (spikes) كهربائية يمكن مقارنتها بالخلايا العصبية.
ثم قارن أداماتسكي هذه الارتفاعات مع تلك التي شوهدت في لغة البشر، ووجد أوجه تشابه، ثم قال "لقد أعدت بناء الجملة المحتملة للغة الفطريات".
هناك اختلافات من حيث التعقيد اللغوي بين الأنواع المختلفة من الفطريات (شترستوك)
وأظهرت الدراسة كيف أن النتوءات تشبه المفردات التي تتكون من حوالي 50 كلمة، مع تشابه طول الكلمة مع تلك الموجودة في اللغة البشرية. وكانت هناك اختلافات من حيث التعقيد اللغوي بين الأنواع، مع وجود معجم أكبر لفطريات الأشباح وفطريات الخياشيم المنقسمة.
وقال أداماتسكي إن الفطريات يمكن أن تقول عدة أشياء. قد تخبر بعضها البعض عن وجودها بنفس الطريقة التي تعوي بها الذئاب، أو يمكن أن تخبر أجزاء أخرى من الفطريات عن وجود الجاذبات أو المواد الطاردة. وقال إن هناك خيارا آخر أيضا: إنهم لا يقولون شيئا.
اتجاهات بحثية
قال أداماتسكي في الدراسة إن هناك عدة اتجاهات للبحث حيث يمكن فحص الاختلافات اللغوية بين الأنواع، وكذلك إمكانية وجود نظام قواعد فطري. وقال إنه سيتعين فحص المزيد من أنواع الفطريات لفهم الاختلاف في اللغة.
الاتجاه الأكثر أهمية للبحث في المستقبل هو إجراء تصنيف شامل ومفصل للكلمات الفطرية (شترستوك)
وكتب "ربما يكون الاتجاه الأكثر أهمية للبحث في المستقبل هو إجراء تصنيف شامل ومفصل للكلمات الفطرية، المشتقة من قِطار الـ (spikes)".
وأضاف "في الوقت الحالي، قمنا بتصنيف الكلمة استنادًا فقط إلى عدد من النتوءات الكهربائية في القطارات المقابلة. هذا في الواقع تصنيف بدائي يشبه تفسير الكلمات الثنائية فقط بمجموع وحدات البت (bits) الخاصة بها وليس التكوينات الدقيقة لـ 1 و0.
وأكد أنه "مع ذلك، ينبغي ألا نتوقع نتائج سريعة. لم نفك بعد لغة القطط والكلاب على الرغم من العيش معها لعدة قرون، والبحث في الاتصالات الكهربائية للفطريات لا يزال في مرحلته الرضيعة".