النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

نوبل عام 1998.. اكتشاف الجزيء المعجزة

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 382 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2021
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,114 المواضيع: 948
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 2840
    آخر نشاط: 13/March/2024

    نوبل عام 1998.. اكتشاف الجزيء المعجزة

    نوبل عام 1998.. اكتشاف الجزيء المعجزة

    Full Transcript
    يموجُ الجسمُ بآلافِ الموادِ الكيميائية. تنتشرُ داخلَه تلكَ الجزيئاتُ لتلبيةِ الاحتياجاتِ والمساعدةِ في أداءِ الوظائفِ المختلفة. بعضٌ منْ تلكَ الموادِّ تساعدُنا في حرقِ الطعامِ وتحويلِه إلى طاقة. وبعضُها الآخرُ يقومُ بدورِ الرسولِ الذي يحملُ الرسائلَ بينَ الأجهزةِ المختلفة. فخلايانا تتواصلُ بطريقةٍ فريدةٍ عنْ طريقِ أنظمةٍ معقدةٍ وجزيئاتٍ كيميائيةٍ تستجيبُ للمتغيراتِ التي تطرأُ على نظامِنا الحيوي.
    منْ ضمنِ تلكَ الجزيئاتِ أكسيدُ النيتريك.
    قدْ يبدو لكَ اسمُ ذلكَ الجزيءِ مألوفًا. فهوَ أحدُ ملوثاتِ الهواءِ المعروفةِ والذي يتكونُ عندما يحترقُ النيتروجينُ في وفرةٍ منَ الأكسجين -على سبيلِ المثالِ يُوجدُ ذلكَ الملوثُ في أبخرةِ عوادمِ السيارات.
    لكنْ؛ ما علاقةُ ذلكَ الجزيءِ بجسمِ الإنسان؟ وهلْ يُمكنُ أنْ يكونَ ضارًّا داخلَ الجسمِ كضررِه للبيئةِ في الهواءِ الطلق؟
    الحقيقةُ أنَّ ذلكَ الجزيءَ لهُ أهميةٌ رئيسيةٌ لنظامِ القلبِ والأوعيةِ الدموية. كما أنَّنا نعلمُ اليومَ أنَّ أكسيدَ النيتريك يعملُ كجزيءِ إشارةٍ في الجهازِ العصبي؛ وكسلاحٍ ضدَّ العدوى؛ وكمنظمٍ لضغطِ الدم؛ وكحارسٍ لتدفقِ الدمِ إلى الأعضاءِ المختلفة.
    ولأنَّ اكتشافَ وظيفةِ ذلك الجزيءِ كانَ ذا أهميةٍ كُبرى في أبحاثِ الفسيولوجيا؛ حصلَ الثلاثيُّ روبرت فورشجوت ولويس إيجنارو وفريد ​​مراد على جائزةِ نوبل الطبِّ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وتسعينَ بعدَ أنِ اكتشفُوا تلكَ الوظائف.
    عندما ينتجُ أكسيد النيتريك عنْ طريقِ طبقةِ الخلايا الداخليةِ للشرايين، المعروفةِ باسمِ البطانة، ينتشرُ بسرعةٍ عبرَ أغشيةِ الخلايا إلى خلايا العضلاتِ الأساسية. يتمُّ إيقافُ تقلصِها بواسطةِ ذلكَ الجزيء، مما يؤدي إلى توسُّعِ الشرايين. بهذهِ الطريقةِ يمنعُ تكوينَ الجلطاتِ الدموية.
    وحينَ يتشكلُ أكسيدُ النيتريك في الخلايا العصبية، ينتشرُ بسرعةٍ في جميعِ الاتجاهات، ويُنشطُ جميعَ الخلايا في المنطقةِ المجاورة. هذا يمكنُ أنْ يعدلَ العديدَ منَ الوظائف، منَ السلوكِ إلى حركيةِ الجهازِ الهضمي. وعندما يتمُّ إنتاجُ أكسيدِ النيتروجين في خلايا الدمِ البيضاءِ يتمُّ توليدُ كمياتٍ ضخمةٍ منها وتصبحُ تلكَ الخلايا سامةً للبكتيريا والطفيلياتِ الغازية.
    كانَ روبرت فورشجوت هوَ مَنْ فتحَ المجالَ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانين، خلالَ السبعينيات، أدركَ الباحثونَ أنَّ الطبقةَ الخلويةَ الأعمقَ للأوعيةِ الدموية، وهيَ البطانة، ليس لها خصائصُ وقائيةٌ سلبيةٌ فقطْ. أظهرَ "فورشجوت" بشكلٍ غيرِ متوقعٍ تمامًا، أنَّ تقلصَ الأوعيةِ الدمويةِ واسترخاءَها يعتمدانِ على ما إذا كانتِ البطانةُ موجودةً أمْ لا.
    في تجربةٍ رائعة – أطلقَ عليها تجربةَ الشطيرة – اكتشفَ اكتشافًا رئيسيًّا مهَّدَ الطريقَ للتطوراتِ العلميةِ المستقبلية. منْ خلالِ التجربةِ تمَّ التحققُ منْ بعضِ سماتِ الشريانِ الأورطي.
    في التجربةِ الأولى؛ أحضرَ "فورشجوت" قطعةً واحدةً فيها الطبقةُ البطانيةُ سليمة، أما في الأخرى فقدْ تمتْ إزالتُها.
    في حالةِ عدمِ وجودِ البطانة، سجلَ "فورشجوت" تقلصًا عندَ تحفيزِ الشريانِ الأورطي. وحدثَ العكسُ تمامًا بالنسبةِ للقطعةِ التي تُوجدُ فيها البطانة.
    وعندما وضعَ القطعتينِ معًا في نموذجٍ يُشبهُ الشطيرة، وجدَ أنَّ التحفيزَ نفسَه لمْ يعدْ يؤدي إلى تقلصٍ حتى في قطعةِ الشريانِ التي لا تحتوي على بطانة. خلُصَ "فورشجوت" إلى أنَّ مادةً غيرَ معروفة، وهيَ عاملٌ يتمُّ إنتاجُه في البطانة، ويتمُّ نقلُه إلى جزءٍ منَ الشريانِ الأورطيِّ بدونِ بطانةٍ هوَ الذي يُسببُ الارتخاء.
    كانَ هذا اكتشافًا رائعًا. إذْ شكلَ بدايةً للبحثِ العلميِّ عنْ هويةِ ذلكَ العاملِ البطانيِّ.
    استمرَّ البحثَ لمدةِ ستِّ سنوات. تمَّ خلالها إطلاقُ فرضياتٍ مختلفة؛ كانتْ إحدى الفرضياتِ أنَّ مركباتِ النيتروجين قدْ تكونُ متورطة. وكانَ نشاطُ "فريد مراد" في هذا المجالِ البحثي.
    كانَ "مراد" يعلمُ أنَّ النتروجليسرين ينشِّطُ إنزيمًا في خلايا عضلةِ الأبهرِ ويعملُ على استرخائِها. فتحتْ تلكَ المعلومةُ تحقيقًا لاختبارِ فرضيةِ إذا ما كانتْ زيادةُ مستوياتِ "النتروجليسرين" يُمكنُ أنْ تُسهِمَ في استرخاءِ الأوعيةِ الدمويةِ والحمايةِ منَ الجلطات.. وبعدَ سنواتٍ منَ العملِ الشاقِّ؛ تمكنَ "مراد" منْ إثباتِ فرضيتِه. أمَّا "لويس أجناروا" فقدْ قفزَ خطواتٍ إلى الأمام.. عنْ طريقِ اكتشافِ المادةِ التي تفعلُ ذلك.
    فـ"مراد" و "فورشجوت" أدركا تأثيرَ المادةِ لكنَّهما لمْ يتعرفا عليها. استخدمَ "أجناروا" التحليلَ الطيفي -وهيَ طريقةٌ تعتمدُ على حقيقةِ أنَّ لكلِّ مادةٍ طيفًا فريدًا ومحددًا- للكشفِ عنِ المادةِ التي تعملُ على توسيعِ الأوعيةِ الدموية. ووجدَ أنَّ طيفَ المادةِ يتفقُ تمامًا معَ طيفِ أكسيدِ النيتروجين.. وبالتالي؛ عرفَ العالمُ أنَّ ذلكَ الجزيءَ المعجزةَ هوَ المسؤولُ عنِ الكثيرِ منَ الوظائفِ في جسمِ الإنسان.
    ففي حالةِ تصلُّبِ الشرايين، تقلُّ قدرةُ البطانةِ على إنتاجِ أكسيدِ النيتروجين. وبالتالي؛ يمكنُ توفيرُ أكسيدِ النيتروجين عنْ طريقِ العلاجِ بالنيتروجليسرين. أدى الاكتشافُ إلى إنتاجِ عقاقيرَ قلبيةٍ أكثرَ قوةً وانتقائيةً بناءً على المعرفةِ الجديدةِ لأكسيد النيتروجين كجزيءِ إشارة.
    في حالةِ الصدمةِ الإنتانية؛ يمكنُ أنْ تؤديَ العدوى البكتيريةُ إلى تعفُّنِ الدمِ وصدمةٍ في الدورةِ الدموية. في هذهِ الحالة، يؤدي ذلكَ الجزيءُ دورًا ضارًّا. فحينَ تتفاعلُ خلايا الدمِ البيضاءِ معَ المنتجاتِ البكتيريةِ عنْ طريقِ إطلاقِ كمياتٍ هائلةٍ منْ أكسيدِ النيتروجين الذي يوسِّعُ الأوعيةَ الدموية؛ ينخفضُ ​​ضغطُ الدمِ وقدْ يفقدُ المريضُ الوعي. في هذهِ الحالة، قدْ تكونُ مثبِّطاتُ تخليقِ أكسيدِ النيتروجين مفيدةً في علاجِ العنايةِ المركزة.
    يمكنُ علاجُ مرضى العنايةِ المركزةِ عنْ طريقِ استنشاقِ غازِ أكسيدِ النيتروجين. وقدْ أدى هذا إلى نتائجَ جيدةٍ وحتى إلى إنقاذِ الأرواح. على سبيلِ المثال، تمَّ استخدامُ ذلكَ الغازِ لتقليلِ ارتفاعِ ضغطِ الدمِ بشكلٍ خطيرٍ في رئتي الرضع. لكنَّ الجرعةَ حرجةٌ لأنَّ الغازَ يمكنُ أنْ يكونَ سامًّا بتركيزاتٍ عالية.
    تُستخدمُ خلايا الدمِ البيضاءِ لا لقتلِ العواملِ المُعديةِ مثلَ البكتيريا والفطرياتِ والطفيلياتِ فحسب، بلْ أيضًا للدفاعِ عنِ المضيفِ ضدَّ الأورام. يقومُ العلماءُ باختبارِ ما إذا كانَ يُمكنُ استخدامُ أكسيدِ النيتروجينِ لوقفِ نموِّ الأورامِ لأنَّ هذا الغازَ يُمكنُ أنْ يؤديَ إلى موتِ الخلايا المبرمَج.
    وحتى في حالاتِ الضعفِ الجنسيِّ يُمكنُ استخدامُ تلكَ المعرفةِ في علاجِ الضعفِ الجنسيِّ عنْ طريقِ المساعدةِ على الانتصاب. ويمكنُ أيضًا الكشفُ عنِ الأمراضِ الالتهابيةِ عنْ طريقِ تحليلِ إنتاجِ أكسيدِ النيتريك في الرئتينِ والأمعاء. ويُستخدمُ هذا لتشخيصِ الربوِ والتهابِ القولونِ وأمراضٍ أخرى.
    وُلدَ "لويس أجناروا" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعين، كانَ والدُه نجارًا إيطاليًّا يعملُ في بناءِ السفنِ ولمْ يتلقَّ أيَّ قدرٍ منَ التعليم. هاجرَ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وهناكَ التقى بوالدةِ "لويس" التي كانتْ هيَ الأخرى مهاجرة، وحينَ تزوجا في نهايةِ ثلاثينياتِ القرنِ الماضي، انتقلا إلى مدينةِ لونج بيتش التي تبعُدُ عنْ نيويورك بنحوِ ستينَ كيلومترًا.
    يقولُ "لويس": والدتي ربةُ منزل، لمْ تعملْ في حياتِها واختارتْ أنْ تربيَنِي معَ أخي الأصغر، منزلُنا كانَ على مسافةٍ قريبةٍ منَ الشاطئ، تُحيطُه أشجارُ النخيل، وكلُّ صباحٍ كنتُ أخرجُ منْ منزلِي لبناءِ القلاعِ الرملية، وفي المساءِ كانتْ تلكَ القلاعُ تتهدمُ منْ جرَّاءِ موجاتِ المحيطِ الأطلسي، علمني بناءُ القلاعِ الكثير، فالقلعةُ تتهدمُ من جرَّاءِ الموج، والإنجازُ يجبُ أنْ يكونَ على أرضٍ صلبة، وأنَّ الحقيقةَ على عكسِ قلاعِ الرمال، تصمدُ أمامَ الزمان.. وموجاتِ المحيطات.
    كانَ والدُه يظنُّ أنَّهُ سيصبحُ مهندسًا بارعًا في المستقبل، فقدْ كانَ يُتقنُ عملياتِ البناء، ويضعُ التصاميمَ الهندسية، تعلمَ "لويس" في السادسةِ منْ عمرِه تفكيكَ الآلاتِ الميكانيكيةِ وتجميعَها مرةً أخرى. كانَ يُحبُّ الهندسة، وتصورَ أنه سيعملُ مهندسًا في المستقبل.
    لكنَّ ذلكَ التصورَ تغيرَ تمامًا بعدَ ثلاثِ سنواتٍ حينَ أهدى لهُ والدُه أدواتِ الكيمياء. فُتنَ بها الصغير؛ وقررَ اختبارَ التفاعلات. وفي أحدِ الأيام؛ صنعَ قنبلةً وفجّرَها؛ استغاثَ الجيرانُ بالشرطة؛ لمْ يُقبضْ عليهِ لحسنِ الحظِّ بسببِ حداثةِ عمرِه؛ إلا أنَّ الشرطةَ وجهتْ إنذارًا لوالدِه الذي صادرَ أدواتِ الكيمياءِ منه.
    يقولُ "لويس": وقتَها؛ قادني شغفي لمحاولاتِ معرفةِ كيفيةِ عملِ الجسمِ البشريِّ والتفاعلاتِ التي تحدثُ داخلَ أجسادِ الكائناتِ الحية، وقعتُ في حبِّ العلومِ الطبية، عوضًا عنِ الوقوعِ في متاعبَ أخرى قدْ تجلبُها انفجاراتُ القنابلِ الصبيانية، وذلكَ لحسنِ حظِّ الجيران.
    بجانبِ اهتماماتِه العلمية؛ أحبَّ لويس لعبَ البيسبول؛ وتعلمَ قيادةَ سياراتِ السباق. كما كانَ يهوى السباحةَ في المحيطِ الأطلنطي. وحتى الآن؛ يقضي "لويس" الكثيرَ منَ الوقتِ في تصميمِ نماذجِ القطاراتِ ولديهِ غرفةٌ داخلَ منزلِه يستخدمُها لبناءِ تلكَ النماذج.
    كانَ وضعُ أسرةِ "لويس أجناروا" الماليُّ غيرَ مستقر. إلا أنَّه تمكنَ منَ الحصولِ على منحةٍ لدراسةِ الكيمياءِ في جامعةِ كولومبيا الأمريكية؛ ثمَّ انتقَلَ إلى جامعةِ مينيسوتا لدراسةِ الفسيولوجيا والقلب. وهناكَ تتلمذَ على يدِ "بول بوير" العالِمِ الشهيرِ الذي حصلَ على جائزةِ نوبل الكيمياء عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وتسعين.
    في أثناءِ العملِ على رسالةِ الدكتوراة، درسَ الأنماطَ المختلفةَ والاستجاباتِ المتغيرةَ للخلايا العصبية، كما درسَ أيضًا الكيمياءَ الحيويةَ وعلومَ التشريح، وبعدَ أنْ حصلَ على الدكتوراةِ بدأَ في أبحاثِه حولَ قياسِ أكسيدِ النيتريك؛ تلكَ الأبحاثَ التي قادتْه للحصولِ على جائزةِ نوبل.
    وُلدَ "فريد مراد" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وثلاثينَ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ لأبٍ مسلمٍ وأمٍّ مسيحية. كانَ والدُه ألبانيَّ الأصلِ تزوجَ والدتَه في أيامِ الكسادِ الاقتصاديِّ الكبيرِ الذي حدثَ في ثلاثينياتِ القرنِ الماضي. يقولُ "فريد" عنهُ إنَّهُ كانَ يُرددُ طوالَ الوقتِ أنَّ التعلُّمَ هوَ السبيلُ الوحيدُ للارتقاءِ في المجتمع.
    بسببِ الظروفِ الاقتصاديةِ الصعبة؛ عملَ "فريد" في طفولتِه نادلًا في مطعم؛ ثمَّ تعلمَ صيانةَ معداتِ ذلكَ المطعم؛ وكانَ يحلُمُ بأنْ يصبحَ مُهندسًا في يومٍ منَ الأيام.
    لكن؛ وفي أثناءِ دراستِه الثانوية؛ طُلبَ منهُ كتابةُ موضوعٍ عنِ المهنةِ التي يريدُ أنْ يصبحَ عليها في المستقبل. فكتبَ أنَّهُ يرغبُ في أنْ يصبحَ صيدليًّا أوْ طبيبًا. وبعدَ أنْ تخرجَ في المدرسةِ الثانويةِ قررَ الالتحاقَ بجامعةِ شيكاجو التي كانَ لديها برنامجٌ مُخصصٌ لدراسةِ الطب.
    لمْ يستطعْ والدُه تحمُّلَ نفقاتِ الدراسة؛ فقررَ "فريد" التقدمَ للحصولِ على منحة.
    فكرَ في الذهابِ للبرامجِ العسكريةِ في الأكاديميةِ البحرية؛ لكنَّهُ علِمَ أنَّ الدراسةَ هناكَ "هندسيةٌ" بالأساسِ وتتطلبُ أربعَ سنواتٍ منَ الخدمةِ العسكريةِ الإلزاميةِ بعدَ ذلك. فقررَ التقدمَ لجامعةِ "ديباو" في ولايةِ إنديانا. كانتْ تلكَ الجامعةُ صغيرةً إلا أنَّهُ تمكَّنَ منْ شَقِّ طريقِه داخلَها وحصلَ على درجةٍ علميةٍ مكنتْهُ منَ الالتحاقِ بمنحةٍ أخرى بكليةِ الطبِّ بجامعةِ واشنطن.
    في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وستين، تدربَ في الطبِّ الباطنيِّ في مستشفى ماساتشوستس العام. في عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وستةٍ وستين، عملَ "فريد" طبيبًا مقيمًا في الطبِّ الباطني. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وستين، انتقلَ إلى المعاهدِ الوطنيةِ للصحةِ طبيبًا مساعدًا وكبيرًا للجراحين. وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعين، أصبحَ أستاذًا مشاركًا في قسمِ علمِ الأدويةِ السريريِّ الجديدِ في قسمِ الطبِّ وعلمِ الأدوية. ثمَّ أصبحَ مديرًا لمركزِ الأبحاثِ السريريةِ الخاصِّ بهم. بعدَ ذلكَ بعامينِ أصبحَ مديرَ علمِ الصيدلةِ السريرية.
    في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وسبعين، كانَ قادرًا على إثباتِ أنَّ النتروجليسرين وأدويةَ القلبِ الأخرى ذاتَ الصلةِ تحفِّزُ تكوينَ مادةٍ لها تأثيرٌ انبساطيٌّ على الأوعيةِ الدموية؛ وهوَ الأمرُ الذي قادَه للحصولِ على جائزةِ نوبل.
    وُلدَ "روبرت فورشجوت" أوْ "بوب" كما كانَ معروفًا لأصدقائِه في تشارلستون بولايةِ ساوث كارولينا عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةَ عشَر، وقضى سنواتِ دراستِه الثانويةِ في بلدةِ أورانجبورغ الصغيرة. بدأَ دراستَه الجامعيةَ في جامعةِ ساوث كارولينا، ثمَّ انتقلَ إلى جامعةِ نورث كارولينا في تشابل هيل بعدَ عام، عندَما أصبحَ والدُه مقيمًا في نورث كارولينا. شقَّ "بوب" طريقَهُ منْ خلالِ الكليةِ كفنيٍّ في مختبرٍ يدرسُ الكيمياءَ الفيزيائيةَ للسليلوز.
    أدى افتتانُه بالكيمياءِ الفيزيائيةِ إلى الالتحاقِ بالمدرسةِ العليا في كليةِ الطبِّ بجامعةِ نورث وسترن في شيكاغو، في مختبرٍ يدرسُ الخصائصَ الفيزيائيةَ لخلايا الدمِ الحمراء، وهوَ موضوعُ أطروحتِه للدكتوراة.
    في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعين، انضمَّ إلى مجموعةِ إفرايم شور في كليةِ الطبِّ بجامعةِ كورنيل في مدينةِ نيويورك، حيثُ أمضى تسعَ سنواتٍ في التركيزِ على أبحاثِ القلبِ والأوعيةِ الدموية. معَ بدايةِ الحربِ العالميةِ الثانية، حوَّلَ المختبرُ انتباهَه إلى قضايا زمنِ الحرب، ولا سيما فسيولوجيا الصدمةِ النزفيةِ المؤديةِ إلى الوفاة. قدمَ "بوب" دليلًا على وجودِ مادةٍ طبيعيةٍ تُسهمُ في توسعِ الأوعيةِ الدمويةِ والتسببِ في النزفِ وحاولَ عزلَها باستخدامِ إستراتيجياتٍ مختلفةٍ إلا أنَّه لمْ يتمكنْ منْ ذلك.. تلكَ الدراسةُ شكلتِ الأساسَ في اكتشافِه اللاحقِ الذي قادَه للحصولِ على جائزةِ نوبل؛ اكتشافِ موسعاتِ الأوعيةِ الدموية
    حصدَ "بوب" على أولِ منصبٍ لهُ كأستاذٍ جامعيٍّ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وتسعةٍ وأربعينَ في قسمِ علمِ العقاقيرِ في جامعةِ واشنطن في سانت لويس حيثُ بدأَ في دراسةِ آثارِ الأدويةِ على الأوعيةِ الدموية. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثةٍ وخمسين، وصفَ تأثيرَ مادتَي الأستيل كولين ونتريت الصوديوم على تقلصِ الشريانِ الأورطيِّ للأرانب.
    بعدَ سبعِ سنواتٍ في سانت لويس، انتقلَ "بوب" إلى ما يُعرفُ الآنَ بالمركزِ الطبيِّ لجامعةِ ولايةِ نيويورك (SUNY) في داونستيت في بروكلين رئيسًا لعلمِ العقاقير، حيثُ واصلَ أبحاثَه في علمِ الأدويةِ المخصصةِ للأوعيةِ الدموية. وبعدَ حوالَي اثنينِ وعشرينَ عامًا، في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وسبعين، عندَما فشِلَ أحدُ الفنيينَ في المختبرِ في اتباعِ البروتوكولِ القياسيِّ لإعدادِ الشريانِ الأبهرِ لحيوانِ تجارب، وبدلاً منَ الانكماشِ استجابةً للأستيل كولين، رأى "بوب" استرخاءً في الشريان.
    كانَ "بوب" حريصًا على استكشافِ هذهِ "الحادثةِ" وإصلاحِها، وبعدَ عدةِ أسابيعَ أدركَ أنَّ الاحتكاكَ اللطيفَ للطبقةِ البطانيةِ للأوعيةِ الدمويةِ حولَ الاسترخاءَ إلى انقباض. كانَ أحدُ التفسيراتِ هوَ أنَّ الأسيتيل كولين يعملُ على المستقبِلاتِ الموجودةِ في الخلايا البطانية (التي تمتْ إزالتُها بالفرك) لتحفيزِ إطلاقِ مادةٍ ذاتِ نشاطٍ استرخائي.
    وبعدَ أنْ أجرى تجربةَ "الشطيرة".. قدمَ "بوب" هديتَه للعالم؛ وأثبتَ وجودَ مادةٍ يُمكنُ أنْ تُسببَ ارتخاءً أو تقلصًا للشرايينِ والأوعيةِ الدموية.
    ساهمتْ الاكتشافاتُ المتعلقةُ بأكسيدِ النيتريك كجزيءِ إشارةٍ في نظامِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ في شرحِ المبادئِ العامةِ لمجموعةٍ قديمةٍ مهمةٍ منَ الأدويةِ المعروفةِ باسمِ موسعاتِ النيتروجين كما فتحتْ أيضًا طرقًا جديدةً لعلاجِ المرضى وتشخيصِ الأمراضِ المختلفةِ وهوَ ما أسهمَ في إنقاذِ حياةِ ملايينِ الأشخاص

  2. #2
    عضو محظور
    هادئة
    تاريخ التسجيل: April-2022
    الدولة: اربيل
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 89 المواضيع: 1
    التقييم: 12
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: طالبة كلية
    أكلتي المفضلة: بيتزا
    موبايلي: ايفون 12
    آخر نشاط: 24/March/2023
    /..

  3. #3
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لمجهودك

  4. #4
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,797 المواضيع: 19
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3725
    شكرا لمجهودك

  5. #5
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62
    اتوق دوما ل مصافحكم و جديدكم العطر دمتم ب أحسن حال

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال