قد يتعرض الشخص للخداع عند التعرف على شريك حياته عبر وسائل التواصل الحديثة (غيتي)
كانت علاقة غريبة، بدأت بإعجاب عبر تطبيق مشاركة الصور إنستغرام، وتوطدت عند لبس خاتم الخطوبة، إلا أنها انتهت بالانفصال. هكذا وصفت سمر (22 عاما) باختصار علاقتها بشاب خطبها لمدة عام.
سمر بنت بغداد قالت للجزيرة نت إنها بعد الخطبة شعرت بأن العلاقة تقوم على العطاء من طرف واحد؛ فهي تعطي من دون أن تأخذ.
وأوضحت أن خطيبها يكبرها بـ4 أعوام ويعيش في إسطنبول بتركيا حيث يعمل في مطعم صغير، مشيرة إلى أنه خلال فترة العلاقة التي نشأت بينهما لم يحاول أن يرسل لها أي هدية، فشعرت بأنه يستغلها للحصول على مال من والدها.
وأضافت أنها كانت في البداية قدمت له هدية -كان طلبها بنفسه- عبارة عن غطاء هاتف، فقابل ذلك بالقول إنه كان من الأجدر أن تقدم له هاتفا جديدا.
سمر (اسم مستعار) روت مواقف أخرى حدثت خلال فترة الخطوبة، ذكرت منها أنه بعد أسبوعين من الخطبة "طالبني الخطيب بأن أرسل له مهري سرا حتى يستطيع تغيير سيارته لطراز أحدث، وعندما أخبرته أنني أودعته عند والدي بدأ يماطل في موعد الزواج".
ومن المواقف أن خطيبها مرة قال لها إنه يجب أن تحصل على مصروف شهري من والدها حتى بعد الزواج.
فتاة عراقية تتواصل عبر الحاسوب
جنسية غربية
قصي (32 عاما) من العاصمة بغداد تعرف على شريكة حياته عبر الإنترنت؛ عراقية مولودة في السويد حاصلة على الجنسية هناك، كانت عائلتها تسكن قريبا من بيت أهله وعادت العلاقات بعد أن حاولوا بيع منزلهم في بغداد ووالده ساعدهم.
يقول قصي "والدتي أقنعتني بأن فرصتي الوحيدة في الحصول على حياة أفضل هي الزواج خارج العراق، وفعلا بدأت البحث عن حساب الفتاة عن طريق حساب والدها والتعرف عليها وإقناعها بأنني أحببتها عن طريق المحادثات الطويلة عبر فيسبوك".
يصف قصي هذا الزواج بقوله "نجحت فعلا في تأسيس عائلة في السويد، والآن أنا أب لطفل عمره عام ونصف العام، زوجتي تعمل مهندسة في إحدى شركات البناء وأنا أبحث عن عمل منذ ولادة ابني، مشيرا إلى أنه يقوم حاليا بأداء الأعمال المنزلية".
دعاء التميمي رأت أن المحيط يزخر بعوامل تشجع على انتشار العلاقات غير الصحيحة
فارس الأحلام
"كل فتاة تبحث عن فارس أحلامها ولو بالنت ". بهذه العبارة لخصت الباحثة الاجتماعية دعاء التميمي نظرة الفتاة للارتباط بشريك حياتها.
ولفتت التميمي في حديث للجزيرة نت إلى أن المحيط الآن يزخر بعوامل تشجع على انتشار العلاقات غير الصحيحة، التي تعزوها في الأساس إلى انتشار التعارف أو الزواج بين الجنسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن زيادة حالات الشباب الراغبين في الزواج بفتيات من خارج العراق لتحقيق حلم الهجرة والحياة المرفهة، رأت أن مصير معظم هذه الحالات الفشل.
العزاوي رأى أن التكنولوجيا الحديثة كسرت كثيرا من القيود التقليدية (مواقع التواصل)
كسر القيود
عضو مفوضية حقوق الإنسان أنس العزاوي يرى أن الثورة الاتصالية والتكنولوجية العالمية أتاحت الفرصة للتواصل والتعارف والاتصال، وأسهمت في كسر كثير من القيود التقليدية.
وأوضح للجزيرة نت أن من القيود التي كسرت إتاحة التواصل بين الجنسين بأشكال متعددة؛ منها الزواج العابر للحدود والتقاليد والقيم المجتمعية.
وأكد العزاوي أن الزواج الإلكتروني مع تعدد أنواعه وأشكاله يبقى قاصرا قانونا، ولا يمكن أن يكون بديلا عن الزواج التقليدي.
وأضاف أنه مع انتشار التكنولوجيا فإن أغلب الأسر لا تعارض استخدام أبنائها ذكورا وإناثا وسائل التواصل الحديثة، لكن من المؤكد أن موقفها سيكون صارما إزاء الارتباط بالزواج أو العلاقة بين الجنسين.
وطالب العزاوي الحكومة بالإشراف وتنظيم الشبكة العنكبوتية ومنصاتها وحجب المواقع التي تروّج للزواج الإلكتروني.
عيد يرى أن الواقع الاقتصادي الصعب في العراق فرض على فئة كبيرة من الشباب العزوف عن الزواج
عزوف عن الزواج
أما الباحث الاقتصادي أحمد عيد فرأى أن الواقع الاقتصادي في العراق -مع انتشار الفقر والبطالة- فرض على فئة كبيرة من الشباب العزوف عن الزواج، وأن الأمر قد يضطره للبحث عن طرق أسهل للحصول على الزواج، وأن التوجه لمواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا محاولة للحصول على علاقة لملء الفراغ العاطفي.