بطابعها الأثري الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، تُعد منطقة الأقصر من بين أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، حيث يكاد ينطق كل أثر فيها بتاريخ قدماء المصريين الذين عاشوا قبل آلاف السنين.ومن معبد الأقصر إلى معابد الكرنك ومقابر وادي الملوك والملكات، تضم المدينة أكثر من 800 منطقة ومزار أثري.
ويمكن مشاهدة جميع هذه الآثار في آن واحد، على متن "المنطاد الطائر"، إذ يسيطر الإحساس بالإثارة على الزوار خلال التحليق فوق المعابد الفرعونية المتواجدة على ضفتي نهر النيل منذ آلاف السنين (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
وقرّر مدون رحلات السفر والمصور الكندي كيفن واغار خوض هذه التجربة الفريدة مع عائلته عام 2020.
وأوضح واغار في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أنه يبحث باستمرار، خلال رحلاته مع عائلته، عن تجارب جديدة تقدم منظورًا خلابًا للأماكن التي يزورونها.
ورأى واغار، أن الأقصر تشتهر بمعابدها الرائعة والمقابر الموجودة في وادي الملوك. وبصفته مدون رحلات ومصور، كان من الواضح أن هذا النوع من التجارب لن يكون مدهشًا فحسب، بل سيشكل أيضًا قصة رائعة لإلهام العائلات الأخرى، وسينتج عنه أيضًا بعض الصور التذكارية الخالدة.
وعندما بدأت عائلة واغار بالتخطيط لزيارة إلى الأقصر، علمت أن التحليق بالمنطاد الطائر يُعد تجربة لا يمكن تفويتها خلال زيارة المنطقة.
ولم يسبق للعائلة تجربة هذا النوع من السفر الجوي من قبل، وبعد مشاهدة بعض الصور والتحقق لضمان سجل سلامة لائق لمشغلي هذه التجربة، أدركت عائلة واغار أن خوض تجربة منطاد الهواء لأول مرة في الأقصر سيجعل منها تجربة مذهلة ولا يمكن نسيانها.
وقال واغار: "تجربة منطاد الهواء الساخن في الأقصر تُعد واحدة من أروع الطرق، إن لم تكن الوحيدة، للحصول على منظور جوي لوادي الملوك، ومعبد حتشبسوت، ومعبد الأقصر".
وأضاف أن مشاهدة هذه الآثار لبعض أهم فترات التاريخ من الأعلى، يوفر فرصة نادرة لتجربة كيفية ربط هذه المجمعات المهيبة بين نهر النيل التاريخي والأراضي الزراعية الخضراء المترامية الأطراف ومرتفعات جبال طيبة.
ورغم أن الاستمتاع بركوب منطاد الهواء الساخن عند شروق الشمس في الأقصر يمكن أن يعني سحب نفسك من الفراش في وقت مبكر بتمام الساعة 3:00 صباحًا من أجل شق طريقك عبر المدينة إلى الضفة الغربية للنيل، إلا أن التجربة تستحق الأمر، حسبما ذكره واغار.
وكانت مشاهدة العائلة للمناطيد العملاقة تتضخم بفعل حرارة ألسنة اللهب الساطعة بشكل مذهل في مواجهة ظُلمة السماء أمرًا مثيرًا للإعجاب. لكن السحر الحقيقي للتجربة بدأ عند انطلاق المنطاد.
وقال واغار إنها كانت تجربة سلسة، متابعًا: "لم يكن هناك أي اضطراب، ولا اهتزاز، بل تمايل يشعرك بالهدوء مع بداية شروق الشمس على النيل".
وأوضح واغار أن التوهج الأرجواني والبرتقالي لشروق الشمس خلال ارتداده من جبال طيبة، الاسم القديم للأقصر، بينما كانت الظلال ملقاة من المعابد عبر الوديان، كان بمثابة مشهد يثير الذهول، مضيفا: "بالكاد أخذنا وقتًا للتحدث مع بعضنا البعض. وبدلاً من ذلك، أمضينا وقتنا في التحديق، بما نشاهده من حولنا".
وتوقف تباين الألوان في مياه نهر النيل فجأة عندما بدأت الأراضي الزراعية الخضراء في الظهور، والتي انتهت مع بداية المشهد الصحراوي الذي استمر حتى نشأ مزيج من الألوان عند سفوح الجبال.
ويتذكر واغار أنه عندما قام قائد المنطاد بإنزال المنطاد وسط حقل لقصب السكر، كان الجزء السفلي من سلة المنطاد يلامس أطراف القصب، وكان المنطاد قريبًا بما يكفي بحيث يمكنهم لمس أوراق القصب.
وأوضح: "كانت مجرد لحظة عابرة، لاسكتشاف الأرض قبل أن نرتفع بالمنطاد مرة أخرى إلى السماء".
وكان وادي الملوك أول المناطق الأثرية التي شاهدتها عائلة واغار من الأعلى، حيث أقلع المنطاد بالقرب منها، ويمكن مشاهدة جبال طيبة الشاهقة المحيطة. وكان أول معبد معروف شاهدته العائلة هو معبد الملكة حتشبسوت، والذي كانوا قد مشوا فيه قبل أقل من 12 ساعة من رحلة المنطاد، وفقًا لما ذكره واغار.
ويصف واغار مناظر الأقصر من الأعلى بالمذهلة، إذ تقدم منظورًا فريدًا للمواقع الأثرية التي شاهدها من قبل.
أما التحدي الوحيد الذي واجهته العائلة في ذلك اليوم، فيتمثل بمحاولة الاستيقاظ بعد بضع ساعات فقط من النوم من أجل ركوب القارب عبر نهر النيل إلى الحافلة التي أقلّتهم إلى وادي الملوك.
وفيما يلي بعض نصائح واغار حول تجربة "المنطاد الطائر" في الأقصر عبر مدونته
- تأكد من البحث عن الشركة التي تتعامل معها.
- كانت هناك حوادث في الماضي، ومع أي تجربة يكون السفر فيها خارج نطاق سيطرتك، من المهم أن تعرف أنك تتعامل مع مؤسسة مهنية ذات سجل حافل بالسلامة.
- إذا كنت تستمتع بالتجربة مع الأطفال، فتأكد من أن تقدم تجربة مناسبة لأعمارهم.