توثيق إلكتروني للحرب العالمية الأولى



أشارت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية إلى ما وصفته بالسباق المحموم لنشر وثائق الحرب العالمية الأولى، وقالت إن المملكة المتحدة تحتفل هذا العام بذكرى نهاية تلك الحرب، ولأول مرة دون شهود أحياء عليها.
وأوضحت ذي أوبزيرفر أنه بوفاة الجندي الأسترالي البريطاني كلود تشولز في مايو/أيار الماضي عن عمر ناهز 110 سنوات، يكون العالم قد فقد آخر مجند شارك في الحرب التي استمرت للفترة ما بين 1914 و1918.
وصحيح –والقول للصحيفة- أن الشهود على الحرب لن يراهم العالم مجددا، ولكن يبقى ما يساعد الناس على فهم أوسع للحرب يتمثل في ما تحتفظ به المكتبة البريطانية من نطاق واسع من الشهادات، وبما يحتفظ به الأرشيف البريطاني من ثروة من الوثائق الأصلية لسنوات الحرب، بالرغم من أن بعضها آخذ بالتآكل.
وفي محاولة غير مسبوقة لجعل هذه المواد متاحة للجمهور على أوسع نطاق ممكن، فإن المكتبة بصدد الانضمام إلى 12 شريكا أوروبيا، بما فيهم المكتبات الوطنية في روما وبرلين وباريس وكوبنهاغن، وذلك لتحميل الوثائق الرئيسة والصور المتعلقة بالحرب على شبكة الإنترنت.
ذكرى حرب

ويتوقع أن يكتمل مشروع توثيق ذكرى الحرب العالمية الأولى إلكترونيا ويصبح متاحا للناس على شبكة الإنترنت في غضون ثلاث سنوات، ليتوافق مع ذكرى مرور مائة عام على اندلاع الحرب.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 400 ألف وثيقة ومادة تعود للحرب العالمية الأولى ستكون متوفرة ومتاحة للجميع على شبكة الإنترنت للمرة الأولى، وذلك بالرغم من أن الكثير من تلك المواد التوثيقية النادرة أصبحت هشة بفعل تآكل المواد الورقية المطبوعة عليها.
وفي حين يقول جيمي أندروز من المكتبة البريطانية -وهو الذي يقود مشروع التوثيق- إن المهتمين بمعرفة المزيد عن الصراع لن يكونوا ملزمين بتقديم طلبات من أجل مشاهدة الوثائق في غرف المطالعة الأوروبية، يوضح أن أهمية المشروع تكمن أيضا في كونه يضم العديد من الجهات والمنظمات التي كانت معنية بجوانب مختلفة من الصراع.
خلف العدو
ويضيف أندروز أن المشروع يحتوي على العديد من المواد المثيرة بما في ذلك الرسائل والبطاقات البريدية لأسرى الحرب الألمان، وأنه سيكون هناك شركاء ألمان في مشروع التوثيق، والذين سيفرجون عن مواد كان يلقيها البريطانيون بواسطة بالونات خلف خطوط العدو.
كما يضم المشروع الرقمي الإفراج عن صور لكتب وصحف وما يسمى بمجلات الخندق وخرائط وقطع موسيقية وأدب أطفال وصور وملصقات وكتيبات ونشرات دعائية وأعمال فنية ودينية وميداليات وعملات معدنية، وغير ذلك مما يتعلق بالحرب المعنية.
كما يضم المشروع التوثيقي الإشارة إلى أن أكثر من 130 ألفا من الجنود الهنود الذين اشتركوا في الحرب وخدموا في الجبهة الغربية، وإلى الجرحى منهم الذين دخلوا المستشفيات البريطانية.
ويلقي المشروع الضوء أيضا على المكتب الذي أنشئ في بولون الفرنسية برئاسة الكابتن إي بي هويل، الذي كانت مهمته مراقبة "البريد الهندي" القادم إلى فرنسا والصادر عنها.
وتكشف رسائل الجنود الهنود عن نظرتهم إلى الحرب، وكيفية محاولة إخفاء بعضهم للمعلومات وتحايلهم على الرقابة، كقولهم إن "المطر قد توقف"، في إشارة إلى أن القصف يشهد فترة من الهدوء.
وأما مشروع التوثيق فيعنى بنشر مئات الآلاف من الوثائق الأصلية التي تحكي تاريخا قد لا تكون تفاصيله كشفت في وقت سابق.