قضى دياب 3 سنوات في الولايات المتحدة يكتب مشروعين توقفا بسبب كورونا، وكانت شركة مارفل العالمية تبحث عن مخرج، فتقدم وخاض الاختبارات حتى وصل للتصفيات النهائية بين المخرجين وفاز بإخراج المسلسل
المخرج المصري محمد دياب أثار ردود فعل غاضبة بسبب فيلمه "أميرة" (الصحافة المصرية)
بدأ عرض المسلسل الأميركي فارس القمر (Moon Knight) الأسبوع الماضي على منصة ديزني بلس، والذي يخرجه المخرج المصري محمد دياب، ليحقق حلمه بالعمل في هوليود، الحلم الذي راوده منذ انطلاق مسيرته في التأليف والإخراج في مصر قبل نحو عقد ونصف من الزمن في مصر.
تم تصوير "فارس القمر" في أوروبا، من بطولة أوسكار إيزاك، وإيثان هوك، ومي قلماوي وعدد كبير من النجوم العالميين، ويقدم شخصية "فارس القمر" البطل الخارق الذي يسمى مارك سبيكتور والذي عمل في البحرية الأميركية وتحول إلى العمل في وكالة المخابرات المركزية، وبعد أن ترك كلتا المنظمتين ينطلق في مهمة مرتزقة في مصر تتعلق بلغز آلهة فرعونية.
وخلال 200 صفحة تمثل العرض الذي قدمه دياب لمنتجي المسلسل أوضح دياب أنه يرغب في تقديم صورة حقيقية عن مصر والمصريين بعيدا عن الصورة التقليدية في أفلام هوليود، وأنه يريد أن يظهر مصر "كبلد حديث"، ويستعين بمصريين في فريق صناع المسلسل.
يقول دياب إن كونه أول مخرج عربي ومصري يقدم عملا لمارفل هي مسؤولية كبيرة، وإنه إذا نجحت التجربة فستكون فرصة لمخرجين مصريين وعرب للعمل في المشروع، وقد قام بالفعل بالاستعانة بمصريين في العمل، مثل هشام نزيه في الموسيقى التصويرية، وأحمد حافظ في المونتير، وريم العدل وعلي حسام في الجزء المصري، بالإضافة إلى ممثلين مصريين.
هوليود
يقول دياب -في حوار صحفي مع موقع في الفن- إنه حلم بالعمل في هوليود قبل بداية مسيرته الإخراجية، وإنه كانت لديه الكثير من أفكار الخيال العلمي، يكتب شخصيات خيالية باللغة الإنجليزية، نافيا أن يكون تقليدا للغرب، بل يكتب قصصا عن المصريين في أميركا.
عندما كتب فيلم "الجزيرة" (2007) أراده أن يكون فيلما عالميا، ويشعر أن لدى مصر قصصها الخاصة التي قد تصل بها إلى العالمية، مضيفا "في بداية مهنتي الإخراجية حاولت أن أجعل أفلامي على درجة من الصناعة بلغة عالمية، بحيث أن تكون الكوميديا في الفيلم والمشاهد المؤثرة من السهل أن يفهمها ويتأثر بها شخص من خلفية ثقافية أخرى".
فيلم "678"
بعد أن كتب دياب أفلام "أحلام حقيقية" و"الجزيرة" و"بدل فاقد" و"ألف مبروك" قدم أولى تجاربه كمخرج بفيلم "678" (2010) من بطولة نيللي كريم وبشرى وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة، ناقش الفيلم ظاهرة التحرش الجنسي من خلال قصص 3 نساء ينتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة.
حصد الفيلم الكثير من الجوائز في مهرجانات سينمائية حول العالم، كما تم عرضه تجاريا في فرنسا محققا نجاحا كبيرا، ليضع اسم دياب في أولى تجاربه الإخراجية على الخريطة العالمية.
كما واصل دياب مسيرته ككاتب للسيناريو في فيلم "ديكور"، وشارك شقيقيه خالد وشيرين في كتابة سيناريو مسلسلي "طايع" و"السهام المارقة".
اشتباك
يعود دياب في 2016 بفيلمه المثير للجدل "اشتباك" الذي عرضته مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي، ودارت أحداثه في صيف 2013 داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة تكتظ بمتظاهرين معتقلين بين مؤيدين ومعارضين لحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقد أثار الفيلم جدلا كبيرا، خصوصا مع اتهام المخرج للسلطات بأن الفيلم يواجه تضييقا على عرضه تجاريا في مصر.
وكما يؤكد دياب فقد جاءته فرص لإخراج مشاريع سينمائية في الولايات المتحدة بعد "اشتباك" في مهرجان "كان"، لكنه لم يتسرع واستمع لنصيحة المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بألا يندفع وراء أول مشروع.
قضى دياب 3 سنوات في الولايات المتحدة يكتب مشروعين توقفا بسبب جائحة كورونا، وكانت شركة مارفل (Marvel) العالمية تبحث عن مخرج لمسلسل من 6 حلقات، فتقدم وخاض الاختبارات حتى وصل للتصفيات النهائية بين المخرجين، وفاز بإخراج المسلسل.
نحو العالمية
بعد أن قدم "اشتباك" أصبح لدى دياب وكيلة لأعماله مهمتها أن تجد له مشاريع وتروج له للعمل في هوليود، وعرض عليه للعمل مع توم هانكس في عمل سينمائي، لكن دياب اعتذر عنه لأن العمل لم يجذبه.
يوجه دياب نصائحه لصناع الأفلام بأنه من الطبيعي للمخرج أن يصبر على مشاريعه، إذ كان ينتظر نحو 5 سنوات بين فيلم وآخر، مضيفا "أنا وزوجتي وبيتي نضحي بدخلنا الذي يقل بسبب طول الانتظار، يجب أن تصبر على مشاريعك كي تكون النتيجة بشكل جيد".
كما أقام دياب وزوجته في بيت صغير في أميركا ليبدأ من الصفر ويكتب المشاريع مع زوجته التي تشاركه كل أعماله حتى قدم عرضا لإخراج "فارس القمر" وفاز بفرصة إخراجه "ما أريد قوله هو: مش مهم إنك توصل بسرعة بس المهم إنك توصل جاهز".
أميرة
والعام الماضي، عرض دياب فيلمه الأخير "أميرة" في مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما عرضه مهرجان الجونة السينمائي، واختارته الهيئة الملكية للأفلام في الأردن ممثلا عن الأردن في مسابقة الأوسكار، قبل أن تسحب الهيئة الفيلم بعد أن أثار جدلا واسعا بتهمة الإساءة للأسرى الفلسطينيين.
يحكي الفيلم قصة مراهقة فلسطينية تولد بعملية تلقيح مجهري بعد تهريب منيّ والدها نوار السجين في المعتقلات الإسرائيلية، وألفه محمد وخالد وشيرين دياب، وهو من إنتاج محمد حفظي، ويشارك المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وأميرة دياب وسارة جوهر كمنتجين للفيلم.
وأثار الفيلم -الذي لعبت بطولته صبا مبارك وعلي سليمان- الكثير من الجدل، وتم منع عرضه في الأردن بسبب اتهامه بمعالجة قضية "النطف المهربة" بطريقة مسيئة للأسرى الفلسطينيين وزوجاتهم، فيما نفى صناع الفيلم هذه الاتهامات، وأكدوا أنه يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم، ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوما ما تجد طريقا للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية "أطفال الحرية" بالنسبة للفلسطينيين.