حَصَائِدُ كُثْبَانٍ
ناجي وهب الفرج
تَشَبَّثَ
بِجُرْفٍ هَارٍ بَعْدَ هُبُوْبِ رِيْحٍ نَاهَزَتْ أَوْدَاجَ مِرَاءٍ عَصِفِ
سَاحَتْ
طُرُدٌ بِأرْضٍ ولَمْلَمَتْ مَا عَلَيْهَا مِنْ كَدَرٍ حِصْرِمٍ صَلِفِ
ذَبَّتْ
مَا عَلَيْهَا مِنْ حَصَائِدِ كُثْبَانٍ غَمَرَتْ عُقُوْلَهَا بِغَثٍّ وخَرَفِ
شَدَّهَا
مَا صَدَحَ بِهِ أحْمَدٌ مِنْ مَعَالِي خُلُقٍ وأَسَرَ أنْفَاسَهَا بِوِدٍّ وَشَغَفِ
أَخَذَتْ
فَوَاتِحُ خَيْرٍ مِنْهُ بِبَدَائِعٍ عَلَتْ بِاصْطِفَافٍ زَهَتْ مِنْ رَوَائِعِ تُحَفِ
اسْتَنْزَلَتْ
مَا عَلَيْهَا مِنْ شَوَائِبٍ اعْتَرَتْهَا مِنْ فَيْضِ جَاهِلٍ سَخِفِ
مَالَ
نَحْوَ سَعْدٍ بِسَعْدِ كُلُّ مَنْ اسْتَهْوَاهُ عُلُوًا يَنْشِدُهُ نَحْوَ رِفْعَةِ هَدَفِ
عَلَتْ
بِسُمُوِ أخْلَاقٍ تَلَقَّفَتْهَا وتَنَاهَتْ عِنْدَ طَهَ بِعَزْفِ أنْغَامٍ وَقِفِ
تَرَفَّعَتْ
عَنْ حَضِيْضِ مَنْزِلَةٍ لِبَهَائِمٍ جَالَتْ فِي الْبَيْدَاءِ هَمُّهَا أَنْ تَأكُلَ مِنْ عَلَفِ
تَنَاوَلَتْ
مَا نَزَلَ مِنْ وَحَيٍ بِضَحِكٍ تَطَاوَلَتْ عَلَيْهِ بِهَزْءٍ مِنْهَا وطُرَفِ
تَكَالَبَتْ
عَلَى نَبِيِّهَا ونَالَتْ مِنْهُ بِكَيْلِ أَذِيَّةٍ تَفَنَّنَتْ فِيْهِ بِغَطْرَسَةٍ عَجِفِ
سَاقَ
مُحَمَدٌ أُمَّتَهُ لِنَهْضَةٍ حَتَّى أضْحَتْ بَارِعَةً مَاسِكَةً بِزِمَامِ كُلِّ الْحِرَفِ