كيف نستقبل رمضان.. شهر الرحمة والغفران؟
المصدر: البيان
صيام رمضان ركن من أركان الإسلام ، كتبه الله على المسلمين أياماً معدوداتٍ يمتنع فيه المسلم عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله تبارك وتعالى. فهو من أعظم الطاعات التي يُتقرَّب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويثاب المسلم عليه ثواباً لا حدود له، وبه تغفر الذنوب، وبه يقي الله العبد من النار، وبه يستحق العبد دخول الجنان من باب خاص أُعدَّ للصائمين، وبه يفرح العبد عند فطره وعند لقاء ربه.
ويعد الصيام مدرسة صحية وتربوية واجتماعية، مبنية على الصبر، ومخالفة النفس، وكسر الشهوة واحترام النظام، والتزام الجماعة والإحسان إلى الفقراء، ومواساة المساكين والمحتاجين، وتطهير الروح والانشغال بلذة العبادات من صلاة وذكر، وقيام واعتكاف وتلاوة للقرآن الكريم .
تعريف الصوم
الصوم لغة الإمساك.
وفي الشرع: الإمساك عن شهوتي البطن والفرج في جميع النهار بنية التقرب لله تعالى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
متى فرض صيام رمضان؟
فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة ، وصام الرسول صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة.
ثبوت دخول الشهر
يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين:
الأول: برؤية هلاله.
الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً.
وقت الصوم
يبتدئ الصوم من طلوع الفجر ، وينتهي بغروب الشمس.
وجوب تبييت النية
النية شرط في صحة صيام الفريضة، فيجب أن يعزم الإنسان على الصوم بقلبه في أي جزء من أجزاء الليل، ولو قبل الفجر بلحظة. وذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يبيِّت الصيام من الليل، فلا صيام له»
كيف نستقبل رمضان؟
1-المبادرة إلى التوبة الصادقة، وكثرة الاستغفار والذكر وتلاوة القرآن.
2-تعلم ما لا بد منه من فقه الصيام.
3-عقد العزم الصادق على عمارة أوقات رمضان بالأعمال الصالحة.
4-استحضار سرعة انقضاء رمضان وحسرة المفرط وسعادة المجد..
5-شكر الله عز وجل على نعمته في إدراك هذا الشهر العظيم.
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - في رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور
ما ينبغي للصائم، وما يجب عليه
ينبغي للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش، والمعاملات الربوية، وكل قول أو فعل محرم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»
مما يعين الصائم على الطاعات
1-تقوى الله تعالى ومخافته.
2-الإكثار من الذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
3-تجنب أصدقاء السوء.
4-ملازمة المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة.
5-تجنب مشاهدة ما يثير الشهوات، ويقسي القلوب.
6-عدم السهو.
7-حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب والسخرية.
8-معرفة قيمة الزمن.
9-استشعار عظمة الشهر وفضائله.
10-مطالعة سير السلف وأهل الاجتهاد والتشمير.
11-محاسبة النفس.
12-تجديد التوبة.
فضائل صيام رمضان
1-إنه الشهر الذي نزل فيه القرآن، وهذا من أعظم فضائل رمضان.
2-فيه تفتح أبواب الجنة.
3-تغلق أبواب النار.
4-تصفد الشياطين أي: تقيد وتسلسل، ويدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»
5-حصول المغفرة لمن صامه إيماناً واحتساباً.
6-حصول المغفرة لمن قامه إيمانا واحتساباً.
7-حصول المغفرة لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.
ويدل لما سبق حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
8-العمرة فيه تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «عمرة في رمضان تعدل حجة – أو قال – حجة معي»
9-كثرة العتقاء من النار في رمضان: لحديث أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لله عند كل فطر عتقاء»
وحديث: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين، ومردة الجن،...وينادي مناد: يا باغي الخير، أقبل، ويا باغي الشر، أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة "
10-لكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم - «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة»
11-إنه غنيمة للمؤمن: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن، ونقمة للفاجر»
12- هو شهر الدعاء المستجاب: قال تعالى بعد آيات الصيام: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
وهو شهر مضاعفة الأجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة)
13-فيه ليلة القدر: قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر...). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم) .