شهر رمضان وحقوق الناس
الكلمة الطيبة من اللسان تحمل الخير والسرور وهي مفتاح الدخول للقلوب، تحمل الأثر الطيب في الأنفس، قال الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾.
فالإنسان بالخلق الرفيع والمعاملة الحسنة، وبالقلب العطوف يكسب محبة الله سبحانه ويلقى محبة الناس من حوله واحترامهم، ويبني علاقات اجتماعية واسعة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، مما يتيح الاستقرار والطمأنينة وتلك من المبادئ الخيرة التي يؤكد عليها الدين الإسلامي الحنيف.
إن تهذيب الأخلاق، وكف الشر والأذى عن الناس، وكل عمل خير نقوم به لنا من الأجر والثواب الكبير عند الله سبحانه وتعالى.
بقى لنا من الساعات المحدودة ويدخل علينا ضيف كريم، شهر رمضان العظيم، شهر البركة والرحمة والمغفرة، وعلينا أن نستفيد من هذا الشهر الفضيل ونغير من أنفسنا وأحوالنا، ونصبح أحسن وأفضل مما كنا عليه في السابق من حياتنا، ولا يتحقق هذا التغيير الجميل نحو الأفضل إلا بالإيمان الخالص والعزيمة الصادقة.
دعونا أن نكون مميزين أكثر وأكثر، وخاصة ونحن نعيش جميعاُ هذه الفترة الإيمانية الجليلة، والتي لا تأتي علينا وعلى العالم بأسره، إلا مرة واحدة من كل عام، شهر كريم تتجلى فيه الأنفس بالرحمات وعمق الإحساس والارتباط مع الخالق جل جلاله.
علينا أن نبادر ونسعى بكل أمانة وصدق وهو ليس بالعسير إن شاء الله، بالاعتذار لكل من ظلمناهم ممن كانوا أحياء بطلب المسامحة، وممن انتقلوا إلى رحمة الله، بالدعاء لهم والتصدق عنهم.
علينا أن نسامح من ظلمنا أو غلط علينا، ليس لأي شيء فقط لوجه الله سبحانه وتعالى، كما علينا أن نساعد المحتاجين من الناس ونرفع عنهم اليأس والمعاناة من خلال الصدقات، فهناك من الفقراء والأرامل والأيتام والمرضى، الذين لا يملكون شيئاً لرمضان ولا لغيره من طعام وشراب ودواء، وبعضهم لا يملك حتى الثياب له، ولا لأفراد أسرته، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾
وقال تعالى: ﴿وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ آلْمُتَنَٰفِسُونَ﴾
وقوله ﷺ ”من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر ما تقدم من ذنبه“.