*اياكم وكذبة نيسان*
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجد العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب ، هزله وجده .
لا يختلف اثنان من صحاح الفطرة على قبح الكذب الذاتيّ ، ولا على ذمّ الكذّاب من الناس ، ولا يختلفان أيضاً على أثره المسيئ على النفس الإنسانيّة وعلى سائر الناس .
فكم من كذبة فصمت ودّ أخ عن أخيه ، وكم من كلمة نميمة ولّدت حرباً، أو خصومة لم تنتهِ .
ذمّ الشرع المقدّس الكذب بكلّ أشكاله ، واحتقر الإنسان المتّصف بهذه الصفة ، إذ تجد من الروايات والآيات الكثيرة التي أشارت لقبح هذه الصفة، والنهي عن الوقوع في شرّها ، ومن هذه الروايات ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أعظم الخطايا اللسان الكذوب".
وورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لمّا سُئل : أيكون المؤمن جباناً ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم .
قيل له : أيكون المؤمن بخيلاً ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم .
قيل له : أيكون المؤمن كذّاباً ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: لا".
#آثار_الكذب
بعض آثار الكذب التي ذكرها القرآن الكريم والروايات الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وآل البيت عليهم السلام :
_ عدم الهداية
إذ يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}
ويقول في آية أخرى:
﴿إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾
_ النفاق
إذ يقول سبحانه وتعالى :﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا الله مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ﴾
_ فقدان الهيبة بين الناس
فالكاذب يحتقره المجتمع، وينظر إليه بعين الريبة دوماً ، وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام فيما روي عنه : ثمرة الكذب المهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وعن السيّد المسيح عليه السلام : من كثر كذبه ذهب بهاؤه.
_ فقدان الثقة
وهذا أمر طبيعي جدّاً، فكيف يصدّق الناس رجلاً معروفاً بالكذب بل يُعدّ التصديق بكلامه من السفه والحمق، وقد جاء في الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام : من عُرف بالكذب قلّت الثقة به ، من تجنّب الكذب صدقت أقواله .
_ الفقر
ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الكذب ينقص الرزق .
وعن الإمام علي عليه السلام: "اعتياد الكذب يورث الفقر" .