النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

من حلة محيش.. كجده وأبيه.. حسن الجنبي ينافس حدادي القطيف في عمر الرابعة عشرة

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 199 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    القلب الرحيم
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,513 المواضيع: 8,439
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 29545
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    Rose من حلة محيش.. كجده وأبيه.. حسن الجنبي ينافس حدادي القطيف في عمر الرابعة عشرة

    من حلة محيش.. كجده وأبيه.. حسن الجنبي ينافس حدادي القطيف في عمر الرابعة عشرة
    بواسطة : معصومة آل حسين -
    25 مارس، 2022

    في داخل دكانه البسيط في سوق الحدادين بالقرب من سوق الخميس القديمة بالقطيف، وقبل سنوات قليلة، كان الحدّاد صادق عبد الله الجنبي يصنع الأدوات الخاصة بمهنته، ويصنع مثلها قطعًا صغيرة يحتفظ بها بناءً على طلب ابنه الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، الذي كان يلازمه في دكانه، وعيناه تراقبان أباه بكلّ حب واحتذاء، وأمنية صغيرة تملأ قلبه الصغير أن تستطيع يداه الصغيرتان مستقبلًا العمل بهذه المهنة التي استهوته مختلفًا بها عن كل ما يستهوي الأطفال مثله.
    بلغ حسن صادق الجنبي هذا العام الرابعة عشر من عمره، وتحقّق له ما تمنّى، ولأنّ ابن الوز عوّام فقد عام الحفيد كجدّه وأبيه، وأصبحت يداه قادرتان على إنتاج كل القطع الصغيرة التي احتفظ بها أبوه له، بل صنع كل أدوات الحدادين المختلفة، وعلى الرغم من مشقة التعب بهذهِ المهنة، وصغر سنّه إلا إنّ روحه متعلقة بماضٍ لم يعشه، وجدٍّ لم يره، ومهنة بعيدة كلّ البعد عن عالم التقنيات التي تستهوي أقرانه، لكنّه تورّثها حبًّا وطواعية؛ ليجعل منها مهنةً لا تموت على الأقل في حلة محيش المنحدر منها، أو في عائلة الجنبي المنتسب لأصولها الكريمة.
    أصغرهم
    يدرس الجنبي حاليًا في الصف الثاني المتوسط، ويطمح لإكمال دراستهِ واختيار ما يناسبه عند التخرّج، ولكنّه خارج أسوار المدرسة لا يستطيع أن يقاوم رغبة روحه وقدميه في مرافقة أبيه في عمله في سوق الحدادين، ومزاولة المهنة معه بعد أن تدرّب على يديه منذُ أن كان صغيرًا، فقد تشرّبت نفسهُ بمهنة الحدادة من حُبّ والده لها وإخلاصه فيها؛ فهذه المهنة بكل تفاصيل مكانها وأدواتها ومشقّتها التي يراها واضحة في يدي أبيه بدأت بعمر العامين، ونمت بصورةٍ متكاملة في دورة حُب وشغف إلى أن وصلت إلى ما وصل إليه؛ ليكون أصغر حدّاد شعبي قطيفي في المنطقة.
    24 شهرًا
    وحول سؤال أصغر الحدّادين عن مهنتهِ الموروثة وبداياتها معه، تحدّث الجنبي لـ «القطيف اليوم» قائلًا: “يقولون الولدُ سرّ أبيه، وأنا فعلًا سرّ أبي، بل وجدّي أيضًا، فوالدي صادق الجنبي تورّث الحِدادة من أبيه كما تورّثها أعمامي أيضًا جعفر وعبد العظيم، واحتفظ بها والدي كعملٍ رئيسي له يصارعُ بها الحياة ويكافحُ خلالها من أجلنا، ومن حبّه وإخلاصهِ وتفانيه سرى الأمر ذاتهُ بنفسي، ووجدتني متعلقًا بمهنتهِ رغم كلّ مصاعبها ومشاقها.
    وتابع: ما زالتْ والدتي حفظها الله لي تحتفظ لي بمقطع فيديو في دكان الحِدادة الخاص بنا، وأنا أحاول تقليد والدي في عمله، وكان عمري حينها لا يتجاوز العامين، لكنّ تعلقي الحقيقي يعودُ بي للصف الأول الابتدائي حين كنتُ أرافقهُ في عمله، وأبقى محملقًا فيه وهو يطوّع الحديد أمامهُ بالنار، ويصنع بيدهِ كل أدوات الحدادة، وكان الأمرُ حينها مدهشًا لي بقوة، لكنني الآن أقفُ مع والدي حدّادًا مثله، وأنتج كل ما كان يدهشني، ويأخذ عقلي.
    ولي نصيبي أيضًا
    يساعدُ ابن الحلة والدهُ في عملهِ المرهق، وينالهُ التعب والإرهاق حينها، لكنّهُ يحرص على ألا يظهر هذا التعب أمام والده؛ ففرحتهُ في نهاية يومهِ الشاق لا تُوصف، حينما يعطيه والدهُ نصيبهُ من عمله، وهو لا يدخّر وسعًا وإخلاصًا في هذا العمل، آملًا أن يجمع مبلغ السيارة التي سيشتريها مستقبلًا من عرق جبينه.
    مؤيد ومعارض
    تعلّم الجنبي من الحِدادة والنار أن يكون قويًا، ومكافحًا، لذلك يطمح في إكمال دراستهِ وعدم التقصير فيها، وتبقى الحدادة عملًا إضافيًا في حياتهِ يرضي بها ميوله، ويوسّع دخلهُ من خلالها، وقد عارضهُ البعضُ من أقاربه في مهنة الحدادة؛ لشفقتهم عليه من صعوبتها وصغر سنّه، واعتقادهم بأنّها ستكون حائلًا بينهُ وبين إكمال دراسته، وفي مقابل ذلك هناك من أيّدهُ وأكبرَ هذه الرغبة لديهِ في أن يكون امتدادًا لأبيه، ومحافظًا على مهنةٍ يُخافُ عليها من الاندثار.
    مطرقةٌ وحكاية
    يصنعُ الجنبي أدوات الحدادة المختلفة التي يصنعها كبار الحدادين؛كالمنجل، والمحش، والصخين، والعمود، والسكاكين، والكر، وزبائنهُ مختلفون بحسب هذه الأدوات؛ فهناك المزارعون، والسمّاكون، والجزارون، لكنّ أغلب زبائنه من المزارعين؛ لارتباط مهنتهِ بالنخلة، ومتطلباتها التي ينتجونها لموسمها السنوي الخاص؛ فحدادتهم الشعبية مختلفة عن الحدادة الأخرى المعروفة.
    ويروي ابن الحلة موقفًا ما يزال عالقًا بذاكرتهِ حول سؤالنا له عن أدوات الحدادة الشعبية فيقول :”يحتاج الحدّاد الشعبي لأدوات مختلفة في عملهِ بدءًا بالحديد والنار والمطرقة والمنفاخ والمبرد، ونتعرّض من خلال مهنتنا للكثير من المواقف والأكثر من الإصابات؛ فنحن نتعامل مع النار والشرر والفحم وأدواتٍ حادة كآلة القراندر، ومن المواقف العالقة بذاكرتي حينما كنتُ صغيرًا، وأرغبُ في استكشاف الأدوات داخل المحل؛ فوقعت عيناي على مطرقة
    صغيرة، فأخذتُ أضربُ بها مقلدًا والدي، لكنّني ولكثرة الضرب والحماس والاندفاع ضربتُ نفسي بها، وهي الآن من ضمن أدواتي الخاصة، فما زلتُ محتفظًا بها منذُ ذلك اليوم”.
    دينٌ ودنيا
    تمتلأ نفس الجنبي بالكثير من الطموحات التي تغذيها مواهبهُ وهواياته؛ فالسباحةُ أيضًا جزءٌ من عالم ابن حلتهِ، وقراءة الأدعية جزءٌ روحاني آخر يحرص عليه أشد الحرص، فصباحاتهُ تبدأ بدعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ودعاء العهد، وفي ليالي الجُمع المباركة يطهّر أنفاسهُ بقراءة دعاء كميل بن زياد رضوان الله عليه، كما يحرص على أداء الصلاة جماعة يوم الجمعة، وإقامة الأذان أيضًا كوالده المعروف بذلك، بل إنّ القائمين على المسجد أصبحوا يعتمدون عليه في تصوير الشيخ في كل جمعة، وفي عالم الإنشاد لهُ أيضًا ميولٌ مسجلة يحتفظ بها، ويرغب بتطوير ذاتهِ فيها.
    ممثل
    وبجانبٍ آخر مختلف، فابن الرابعة عشر عشق التمثيل منذُ صغره، فانضمّ إلى اللجنة الثقافية بحلة محيش للمشاركة في المسرحيات، وهو ما يزال في السادسة من عمره، وتعلق بهِ إلى الآن، ثم أصبح يشاركُ في المسرحيات البسيطة في المدرسة، حتى أصبح معروفًا بذلك، ومطلوبًا في وسطهِ المدرسي، ويسكنهُ الحلم في أن يكون ممثلًا معروفًا في منطقتهِ كذلك، وأن ينضم إلى إحدى لجان التمثيل في المنطقة.
    ونصح الجنبي الشباب أمثالهُ بالتمسك بأية مهنة تستهويهم، ويجدون ذواتهم من خلالها مهما كانت صعوباتها؛ فالإحساس بقيمة المال لا يكون إلا بتعبهم الذاتي، ومجهودهم المبذول من أجله، حينها فقط سيثمّنون قيمته، ويحافظون عليه.


  2. #2
    عضو محظور
    彡نور الشمس彡
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,345 المواضيع: 769
    التقييم: 4774
    مزاجي: حسب الجو
    أكلتي المفضلة: حلويات +معجنات
    موبايلي: كلاكسيA72
    آخر نشاط: 1/September/2022
    شكرا لك

  3. #3
    مراقبة
    القلب الرحيم
    منورة حبي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال