في الجارودية..من إدارة الأعمال إلى عالم الجمال.. فاطمة آل سعيد: شغفي ببشرتي انتهى بمتجري الإلكتروني
بواسطة : معصومة آل حسين -
24 مارس، 2022
في عالم الجمال لا تتوقف الساعة مطلقًا، بل إنّ الوقت بذاتهِ يتسابقُ مع ذاته؛ فعقارب الجمال لا تكفيها الـ 24 ساعة، وبوصلة الجمال ليس لها اتجاه خاص، ولنون النسوة في القطيف حكايتهنّ معه؛ فقد جذبهنّ عالم الجمال، والعناية بالبشرة، وأصبحت مراياتهن تشهد بجمالهنّ، وعنايتهنّ بأنفسهنّ، وتركيزهنّ على التفاصيل الخاصة بالمنتجات التي تعتني بهنّ متى ما طلبن منها ذلك.
والبداية كانت معها بهذا المنوال، عناية شخصية صباحية، ومسائية استهوت ابنة الجارودية خريجة إدارة الأعمال من جامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل بالدمام فاطمة علي عباس آل سعيد، وألجأتها إلى عمل الماسكات، ومقشرات البشرة، فاستعانت بالشبكة العنكوبية؛ لأخذ وصفات العناية، وإنتاج مُقشّرات البشرة ممّا يتوفر في منزلها من قهوةٍ، وسكر، وزيت زيتون، وصنع الماسكات بالشوفان والروب.
والتقطت من خلال بحثها ما أعجبها، ودونت ما استرعى انتباهها؛ والجودُ لنفسها يكون بالموجود، ومن التجارب الشخصية تمخض مشروعها؛ فأنجب متجرها الإلكتروني “زاوية الجمال beauty corner” بعد أن دعمت نفسها بالدورات التدريبية المعتمدة؛ لتنحى كل أمورها المنحى الصحيح، والمرغوب في هذا العالم.
أعتني بنفسي
حكايةٌ شخصية تحوّلت إلى مشروعٍ إلكتروني، فكيف كانت البدايات لـ”زاوية الجمال” ؟ تروي آل سعيد لـ «لقطيف اليوم» تجربتها فتقول:
شغفتُ في الاهتمام ببشرتي، فكنتُ ألج المواقع المختلفة في الإنترنت؛ للبحث عن كلِّ منتجٍ منزلي للعناية بالبشرة؛ فأعطيتُ كل المتوفرات المنزلية لدي كالقهوة والروب والسكر والشوفان وغيرها، وظيفةً وغرضًا آخر غير غرضها الأساسي، يتمثّلُ في العناية ببشرتي من ترطيب أو تقشير أو تنعيم.
وتابعت: حبّبني اهتمامي هذا الدخول في مجال صناعة المنتجات من الصفر، وأصبحتُ دائمة البحث والاطلاع، وكان لا بدَّ أن ألتحق بالدورات التدريبية التي تؤهلني لخوض هذا المجال بكل ثقة، ومعرفة، وبمواد طبيعية، وأسس علمية بعيدًا عن العشوائية.
وأكملت: وفعلًا بمجرد أن شاهدتُ الإعلان للدورة، وشهادتها المعتمدة تحمستُ كثيرًا، خاصة أنها تشتمل على صناعة غسول للوجه وهذا ما كنتُ أبحث عنه لنفسي، وتمكنتُ بالإصرار من الحصول على الشهادة المعتمدة من بريطانيا من خلال الإنترنت ، وقبل 6 أشهر بدأتُ مشروعي في صناعة مواد العناية بالبشرة، وأسميتهُ “زاوية الجمال beauty corner”.
100%
كان لآل سعيد اهتمامًا نوعيًا بأعمال الكورشيه؛ كالقبعات، واللفافات، والفساتين، وغيرها، لكنّ اهتمامها، وانشغالها بالدراسة نزح بها بعيدًا عن هذا الجانب من الاهتمامات، بيْد أنّ ميولها الجديدة نحو عالم الجمال، وعدم مواتاتها الفرصة في الحصول على وظيفة بعد تخرجها، دفعها لبذل الجهد والسعي في مشروعها وحلمها الجديد، ولم يكن حصولها على شهادتها التدريبية كافيًا لافتتاح مشروعها، بل كان لا بد من خوض التجارب، والتطبيق لكلّ ما تعلمته؛ فصنّعت المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة وجربتها على نفسها، إلى أن أصبحت متمكنة منها 100%، وحينها قررت إزاحة الستار عن مشروعها الجمالي.
من بيتي
استثمرت ابنة جارود ما توفر في بيتها من مواد؛ لتنتج أنواعًا مختلفة من المنتوجات الجمالية الطبيعية، فصنعت كريم الزبدات الذي يحتوي على الكثير من الزبدات المرطبة للجلد، والزيوت المرممة كما يحتوي على خلاصة لبان الذكر المسماة بالكولاجين الطبيعي، وأنتجت أيضًا لوشن الورد لترطيب، وتغذية الجسم.
ومن القهوة والورد صنعت سنفرة القهوة وسنفرة الورد؛ لتقشير الجسم والتخلّص من الجلد الميت وإزالة التصبغات، ومن الرازبيري أنتجت المنتج الطبيعي مزيل العرق، والذي لا يحتوي على أي عطور صناعية، ويتميز بالرائحة الطبيعية المنعشة.
خبرة وممارسة
تحتاج آل سعيد لأجهزة معينة؛ لإنتاج منتوجات الجمال في متجرها مثل؛ الخلاط الخاص بالمنتجات، وجهاز قياس درجة الحرارة لها، وقياس البي اتش(ph)، والوقت يختلف من منتوج لآخر، فالسنفرات تحتاج وقتًا أطول في إنتاجها؛ لأنّ مراحل صنعها أكثر، أما الكريمات فوقت صناعتها أقل، لكنها تحتاج دقة أكبر في قياس درجة الحرارة، ودمج المواد، وإنتاج هذهِ المنتوجات منزليًا ليس بالأمر الصعب بالتأكيد، لكنه يحتاج خبرة وممارسة وإمكانيات، ودراسة قبل ذلك كله؛ فيتم تعلّم جميع أساسيات التركيبة والمنتجات، وطريقة الصياغة، وكيفية دمج المواد والبي اتش (ph) المناسب لكل منتج.
الطبيعي مختلف
وتنصح آل سعيد الإناث المهتمات بجمالهن بالبحث عن المنتجات الطبيعية دائمًا، فأغلب المنتجات المباعة في السوق تدخل في صناعتها المواد الكيميائية ونتيجتها مؤقتة، أما المنتجات الطبيعية؛ فنتائجها أفضل، ومدتها أطول، ويلقى كريم الزبدات رواجًا من مجموعتها في طلبات الزبائن مع مزيل العرق أيضًا.
ويسعدها تواصل زبائنها معها بعد استخدامهم لمنتجاتها؛ وشكرها على ذلك، وإعطائها آراءهم فيها، أو مدح منتج ما؛ فمؤخرًا مثلًا تواصلت معها إحدى زبائنها بعد أن طلبت كريم الزبدات؛ لاستخدامهِ لابنتها التي تعاني من جفاف البشرة، لتخبرها باستفادة ابنتها منه بترطيب بشرتها والتوقف عن الحكة؛ فكانت هذه الرسالة المبهجة كفيلة بخلق يومٍ سعيد لها.
الخيار الأنسب
وعن طموحها في هذا العالم ذكرت آل سعيد لـ«لقطيف اليوم»: أطمحُ لافتتاحٍ محلي الخاص مستقبلًا بصورة تليق بحلمي في هذا العالم، ولكن بما أني في بداية مشواري؛ فالتجارة الإلكترونية هي الخيار الأنسب.
وأضافت: أعمل الآن على تجربة منتجين لطرحهما مع مجموعتي الخاصة؛ فالتجربة في متجري مطلب ضروري لمعرفة النتائج، وأحد هذين المنتجين هو غسول للوجه أمضيتُ عدة أشهر لتجربته، وضمان فاعليته مغيرة في الأعشاب المستخدمة أكثر من مرة، وقريبًا سينضم المنتج الآخر أيضًا للمجموعة، وهو بديل الزيت؛ فقد جعلت زيت الأورغان من أهم مكوناته مع زيوت أخرى، وهو معروف بفوائده للشعر، وإعطائهِ الترطيب القوي واللمعة.
ابحثي عن الجمال
تتمنى آل سعيد أن تشارك في المهرجانات المحلية في محافظتها القطيف؛ لعرض منتجاتها، فهي تشكر الله تعالى دومًا على فضله أن أعطاها الفرصة لتتمكن من إثبات ذاتها في هذا المجال، وأن تصنع هذهِ المنتجات الطبيعية بكل حب بدلًا من أن تشتريها، فمن يرغب في صنع الجمال سيبحث عنه دائمًا ولن ينتظر مجيئه.
رد مع اقتباس
