**سيكون موتنا جميلا لوكانت حياتنا جميلة …
.
**يشفقون على ميت وضعوه تحت التراب لأنهم يرون مصيرهم ..وبعد لحظة ..ينسون : يقولون لأنفسهم : لا عليك أنت ما تزال حيّا …أنت لست في القبر ..بَعد ….مثل بحّار يسمع عن العاصفة ويرقبها طويلا …ثم يكذّب خبرها لطول ما انتظر ها …والله قد أمَرَ العاصفة أن تصيب كلّ قطرة في البحر
**آلَ أمره إلى السوء ..وصار لا يأكل الطعام إلّا بأنبوب ,,,تراه فتشفق على نفسك من هذه الحياة ..قلت له : لو أخبروك أنّك ستصير إلى هذا المصير أكنتَ تفرح في حياتك الماضية …!!.. قال: لا ….قلت : فقد أخبروك بأكثر من هذا ….أخبروك أنّك ستموت ….وبقيت فرِحَاً !!
**ما أسرع موتهم : ما أن تغيب عنهم وتعود حتى تجدهم ينظرون اليك يودّعونك …وهم ذاهبون الى الموت وكأنّهم في سَفرٍ من أسفارهم القديمة …
**نظرتُ اليهم بعد دفن صاحبنا ..وهم صامتون ..خائفون !!…وكلّهم ….كأشجار لم يبقَ منها سوى أوراق قليلة …والريح عاصفة ماتزال …!!!.......وركّاب الحافلة يكفّون عن الكلام إذا شاهدوا معالم مدينتهم
.**نحن ذاهبون إلى ذلك الفجّ ..من الغاب والبحر الذي تراه من الفجّ هو الموت …فكم غريب أن يتكلّم الأموات عن الحياة …!
**قالت وهي تموت : سأترك لكم هذا القمر تنظرون اليه وأمضي إلى العتمة ..وسامضي عن موجات البحر التي كانت دائما تشدّني وسأصير قطعة من الأرض …. وسأنفكّ من الذين أحببتهم بأَلَم بصعوبة بالغة …!
..اذهبوا الى السهول والجبال ..وانظروا الى مهرجان الحياة …وسترون الله في كلّ شيء …فإذا رأيتموه فقد عبدتموه …كما يحب ……….وسيرحم الله كلّ عين التقت بوجهه ……قالت هذا وماتت …
….وذهبنا نحن الى السوق ….فشتمْنا بعضنا وكذبنا وسرقنا .……..فقلت: يا الله مَن ذهبَ الى الموت.. نحن أم هي ,,,,,,,!!..وقلت : سيكون موتنا جميلا لوكانت حياتنا جميلة ….!
.
عبدالحليم الطيطي