من سيهات..ماريا آل دبيس تخلت عن عملها في المستشفى لتنخرط في عالم الحلويات
بواسطة : فاطمة آل قيصوم -
فكرة دون تخطيط، وُلدت بعد طبق حلوى خاص صنعته لاجتماع العائلة، أطلق مشروع ماريا جعفر محمد آل دبيس، وأدخلها إلى عالم الأسر المنتجة، لتتخصص في “علم الحلويات”، وتزيح علم التغذية الذي درسته، وتخصصت فيه بل وعملت بشهادته، إلا أنها تخلت عن ذلك من أجل مشروعها “lovely pieces”.
تؤرخ ابنة سيهات، بدايتها مع الحلوى الأوروبية في حديث لها مع «القطيف اليوم» قائلة: “بدأت الفكرة بشكل غير مخطط له مسبقًا، وكان المشروع وليد الصدفة عندما صنعت تشيز كيك السان سبيستيان الشهيرة عالميًا، لتناولها مع العائلة فقط، وقد أعجب بها جميع الأهل”، موضحة أن التشجيع والدعم الذي لاقته كان أكثر من توقعاتها، خاصة من والدتها التي شجعتها على التعامل مع أحد محلات الأسر المنتجة في سيهات.
حلوى متقنة
تواصل “آل دبيس” حديثها بشغف، مبيّنة أنها بدأت التعلم بمجهودها الذاتي، وبمساعدة زوجها الذي شجعها على الفكرة لتتواصل مع أحد المحلات في سيهات، وعرضت عليها توفير قطع التشيز كيك، وبالفعل تم قبول المنتج بعد تجربته وإبداء إعجابهم به، منوهة بأنها لم تحصل على أية دورات تدريبية ولكنها تطمح في ذلك مستقبلًا؛ لتطوير مشروعها ونقله إلى مستوى أكبر.
عقبات وصعوبات
روت ماريا أنها واجهت صعوبات في بداية مشروعها، كحال أي مشروع مبتدئ، ملفتة إلى أن العقبات مازالت تواجهها وتخرج إلى السطح بين الحين والآخر، ومن هذه التحديات كانت تعاني من عقبة توفير مستلزمات المشروع الخام مثل المكونات والتغليف، وطباعة إستيكرات علامتها التجارية؛ لعدم معرفتها المصادر المناسبة للشراء، ولكن بمساعدة زوجها استطاعت معرفة الكثير عن مصادر شراء هذه المستلزمات.
إقبال ودعم
وعن ردود الفعل بعد توفير منتجها في أحد محلات الأسر المنتجة بسيهات، ذكرت أنها لم تتوقع هذا الإقبال الكثيف وزيادة الطلبات على منتجاتها، حيث كانت تتلقى الطلبات عن طريق “الواتساب”، وبينت أنها تتذكر جيدًا أول طلب مباشر لها والذي كان من زبونة في منطقة تاروت، طلبت كيكة “سان سبيستيان” كبيرة لمناسبة خاصة، وكان سعرها -حسب ما تتذكر- 100 ريال، معقبة بقولها: “لن أنسى أبدًا أن كثيرًا من الطلبات المباشرة في ذلك الوقت، كانت تأتيني من داخل محيط العائلة والأهل”.
وزاد هذا الإقبال من إصرارها وحماسها، فدشّنت صفحة على الإنستجرام لتسويق منتجاتها في سيهات والقطيف، بمشاركة الأصدقاء والمعارف للحساب الخاص بها، ومن ثم استعانت بالإعلانات من قبل بعض المشاهير المحليين على “السوشيال ميديا”، لتحقق عددًا لا بأس به من المتابعين، وتجلب من خلال صور منتجاتها المُميزة والجذابة الكثير من الزبائن.
تفرغ تام لمشروعها
رغم تخصص ماريا في علم التغذية وعملها عدة سنوات في مستشفى كاختصاصية تغذية، إلا أنها استقالت من عملها للتفرغ التام لمشروعها الخاص الذي تستمع كثيرًا بالعمل به، وتحدثت عن ذلك قائلة: “مدة عملي على مدار اليوم تختلف حسب كمية الطلبات، ونوع المنتج المطلوب، فمثلًا بعض المنتجات كالمخبوزات تحتاج إلى وقت طويل لتحضيرها، ولذلك لا أبالغ إن قلت إننا في بعض الأيام نعمل منذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، لكن ذلك لا يعني أن كل الأيام تسير بنفس هذه الوتيرة، فقد يكون في بعض الأيام السوق في ركود نوعًا ما”.
سلسلة lovely pieces
وبالنسبة لطموحها؛ ذكرت أنها في الوقت الحالي تتعامل مع بعض المقاهي في منطقتي سيهات والقطيف لتوفير بعض المنتجات الملائمة لهذه الأماكن، وتطمح في المستقبل أن تصل في الفترة القادمة إلى مدينتي الدمام والخبر ومن ثم التوسع إلى مناطق أخرى في المملكة، وتقوم بإنشاء محل تجاري وسلسلة لعلامتها التجارية، كما تطمح في إنشاء مصنع لإنتاج نوع مخصص من الشوكولاتة تقوم بتوزيعها داخل المملكة وخارجها.
شكر لـ داعميها
وفي ختام حديثها، عبرت “آل دبيس”، عن شكرها لوالدتها وزوجها الذي وصفته بشريك الحياة والداعم الأساسي في مشوار نجاحها، كما شكرت أصدقاءها وأهلها وكل من دعمها لخروج مشروعها إلى النور، متوجهة بعدة نصائح للفتيات اللواتي يريدن كسب الرزق بأنفسهن، قائلة: “أؤمن أن كل واحدة منهن بقدرتها تستطيع الوصول إلى أهدافها، وأنصح كل فتاة بأن تتبع شغفها وحبها لعملها رغم ما تواجهه من مصاعب وعقبات فالسوق مليء جدًا بالفرص الكبيرة، وأيًا يكن نوع المشروع الذي تقوم به سواء كان تحضير طعام أو حرفة، فمن دون الإصرار والصبر لا يمكن تحقيق المراد ولذلك فإن أفضل ما أقوله لنفسي ولهن هو إننا نحتاج للهمة للوصول للقمة”.
رد مع اقتباس
