جميلةٌ أنتِ فــــــوقَ الرّسْمِ واللغةِ
وأنتِ وحْــــدَكِ دونَ الخلقِ سيّدتي
إذا نطقْتِ يذوبُ الحرفُ مــــن ولهٍ
وتُسْتهــــلُّ مزونُ الشّهدِ في الشّفةِ
إذا تسامت خطـــوطُ الوحيِ زاكيةً
تزهو الخطوطُ بدلِّ السّمتِ والسّمةِ
واللهِ ما سحـــرت عقلي وخافقتي
إلاّكِ خودٌ، ولم تظفــــــــــرْ بمنزلةِ
أنتِ الفريـــــــدةُ في أولى وآخرةٍ
وأنتِ أنــتِ مدى الأزمانِ ملهمتي
أنتِ الفضــاءُ الذي ينداحُ منْفتحاً
أمامَ عيني بلا حـــــــــــدٍّ ولا جهةِ
أنتِ الحبيبةُ أهْــــوى حرْفَها شغفاً
تروي منابعُهــــــــا قلبي وأوردتي
إذا اغتنيتُ بآيـاتِ الهدى انبلجت
كفالقِ الصّبْـــحِ يجْلو كلَّ مظْلمةِ
هي التي أصْبحـــتْ بالذّكْرِ خالدةً
وإن تآمرَ أهــــــــــلُ المكرِ والبَهَتِ
أهواكِ أهواكِ مـلءَ الكونِ ملْتمساً
من جودِ حرْفِكِ بذْلاً دائـمَ الصّلةِ
جودي عليَّ بألطــــــــــافٍ مذوّبةٍ
من شهدِ ثغْرِكِ ممزوجاً بمحْبرتي
كــــــــم رامَ وأْدَكَ شذّاذٌ أبالسـةٌ
فاسّاقطوا زمراً فــي تيهِ أوديةِ
أنتِ الأصولُ التي من جنّةٍ نبتت
فأينعت أفرعاً خضراءَ لم تمـــتِ
تبقينَ أمّاً لكــــلِّ النّاسِ حاضنةً
وتمْنحينَ الورى بحبوحةَ المِقـــةِ
أحمد مثقال القشعم