من مسلسل
على الرغم من توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل في السنوات الأخيرة، والتي يبدو أنها انتهت مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة مطلع الشهر الجاري، إلا أن المحاولات التركية في ترميم العلاقات مع تل أبيب كانت قد استبقت تلك الزيارة واستُخدِمت الدراما التلفزيونية من أجل ذلك.
ومع أن تصريحات نُسبِت إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقتٍ سابق، واتهِم على إثرها بـ"معاداة السامية"، وهو ذات الاتهام الذي وجّهته جهات داعمة لعددٍ من وسائل الإعلام المحلّية في تركيا، إلا أن كل ذلك لم يمنع السلطات التركية من السماح بإنتاج مسلسل ضخم تدور أحداثه في أوساط يهود تركيا في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، وقد حقق انتشاراً واسعاً حتى الآن بعد عرضه على منصة "نتفليكس" Netflix الرقمية.
وقد قام الرئيس الإسرائيلي بزيارة الحي الذي صُوِّر فيه ذلك المسلسل بمدينة اسطنبول عند زيارته إلى تركيا مطلع مارس الحالي والتي وصفت بـ"التاريخية". وقد عرف هذا المسلسل واسمه "The club"، مشاهديه بحقبة تاريخيّة لطالما تجاهلتها الدراما التركية في السابق.
من المسلسل
وبحسب مصادر تركية مطّلعة، "فقد حظي هذا المسلسل برضا حكومي، وهو ما جعل ترويجه سهلاً، وأمكنه الوصول لأكبر عددٍ من المشاهدين داخل البلاد وخارجها"، وما يؤكد ذلك هو عدم حظره من قبل السلطات أو ملاحقة الشركة التي أنتجته وفروعها في تركيا.
وفي هذا الصدد، قال إيفو موليناس رئيس تحرير صحيفة "شالوم"، وهي لسان حال الطائفة اليهودية في تركيا، إن "هذا المسلسل تم إنتاجه بشكلٍ خاص بعدما وجدوا أن السيناريو والحوار ممتعان للغاية"، نافياً أن "يكون هناك أي هدف آخر من إنتاجه على الإطلاق"، على حد تعبيره.
وأضاف رئيس تحرير الصحيفة الأسبوعية لـ"العربية.نت" أن "The club ساعد في خلق وعي جديد فيما يتعلق بالفترات المأساوية التي عاشتها المجتمعات غير المسلمة في تركيا، وهو ثاني عمل من هذا النوع بعد مسلسلٍ آخر تمّ إنتاجه قبل نحو 25 عاماً وتطرّق لأحداث سبتمبر من العام 1955 والتي حصلت في اسطنبول أيضاً".
وتابع أن "هذا العمل حقق أصداء أكبر نتيجة العالم الرقمي، ولم يواجه أي إجراءات من جانب الحكومة، لأن أحداثه لا تدور اليوم وإنما في خمسينيات القرن الماضي، كما أنه من إنتاج شركة خاصة والحكومة لا تتدخل في هذا النوع من الأعمال التجارية".
من اليهود واليونانيين والأرمن إلى مغادرة تركيا في القرن الماضي. وهو أول عملٍ يروي حكاية اليهود في تركيا، وتضمن حواراتٍ بلغة يهود اسطنبول المستمدة من الإسبانية في العصور الوسطى.
ورغم أن اليهود في تركيا يتكتمون على هويتهم تجنباً لأي هجماتٍ قد يتعرّضون لها، لكن "The Club" أعادهم إلى الواجهة مرةً أخرى بشكل علني. ويُقدّر عددهم في الوقت الراهن بنحو 15 ألفاً بعدما كان عددهم في بداية القرن الماضي يقدّر بمئتي ألف.