فريق التلسكوب على الطريق الصحيح لإتمام جميع جوانب ضبطه بحلول شهر مايو/أيار القادم، بعد ذلك سيقوم في فترة تراوح بين شهر وشهرين بإعداد الأجهزة العلمية، ليبدأ التلسكوب عمله الفعلي.
أول صورة دقيقة من التلسكوب جيمس ويب لنجم على بعد ألفي سنة ضوئية (ناسا)
أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) وصول أول صورة دقيقة من التلسكوب "جيمس ويب" الذي يقف الآن على مسافة أكثر من مليون كيلومتر بعيدا عن الأرض، في إشارة إلى أن التلسكوب يعمل على نحو طبيعي وسيبدأ قريبا مهامه الأولى.
نجم لامع
وحسب بيان الوكالة، الذي نشر في 16 مارس/آذار الجاري، فإن الفريق الخاص بالتلسكوب قد أكمل مرحلة المحاذاة المعروفة باسم "التدريج الدقيق"، وفيها يخضع كل عنصر بصري في التلسكوب للفحص والاختبار بحيث يعمل وفقا للتوقعات أو أعلى منها.
إلى جانب ذلك، أعلن الفريق أنه لم يجد أي مشكلات حرجة أو تلوث أو عوائق قابلة للقياس في المسار البصري للتلسكوب جيمس ويب، وبذلك يكون قادرا على جمع الضوء بنجاح من الأجرام البعيدة وتسليمه إلى أجهزته من دون مشكلة.ويقع النجم الذي التقطت صورته على مسافة ألفي سنة ضوئية، ويسمى (2MASS J17554042 + 6551277)، ويعدّ ألمع من الشمس في ضيائه بمقدار نحو 16 مرة، وكان فريق تلسكوب "هابل" قد وضعه سابقا ليكون أول أهداف تلسكوب جيمس ويب الدقيقة.
وبينما كان الغرض الرئيس من هذه الصورة هو فقط التركيز على هذا النجم اللامع في المركز، لتقييم محاذاة المرآة، فإن بصريات جيمس ويب كانت حساسة بدرجة كافية بحيث تُظهر المجرات والنجوم التي تظهر في الخلفية.
وكان التلسكوب قد التقط في فبراير/شباط الماضي أول صورة له لأحد النجوم في كوكبة الدب الأكبر، ويدعى (HD 84406)، لكنها كانت غير واضحة، إلا أن ذلك كان متوقعًا لأنها أول محاولة لمحاذاة مرايا التلسكوب لتحديد أهدافها بدقة والتقاط صور واضحة.
أول صورة أرسلها جيمس ويب في فبراير/شباط الماضي لأحد النجوم في كوكبة الدب الأكبر ويدعى "HD 84406" (ناسا)
الدورة الأولى
لكن، ومع هذه النتائج الجديدة، فإن فريق العمل الخاص بالتلسكوب الجديد على الطريق الصحيح لإتمام جميع جوانب الضبط بحلول شهر مايو/أيار القادم، بعد ذلك سيستمر فترة تراوح بين شهر وشهرين في إعداد الأجهزة العلمية، ثم يبدأ التلسكوب عمله الفعلي.
وسيكون التلسكوب جيمس ويب قادرا على بدء أولى مهامه وتسمى "دورة العمل رقم واحد" (Cycle 1)، وهي مجموعة من 266 مهمة بحثية اختيرت من باحثين في 41 دولة في العالم، وسيقضي التلسكوب 6 آلاف ساعة عمل في هذه المهام.
نحو ثلث تلك المهام ستكون متعلقة بدراسة المجرات، و23% منها ستهتم بالكواكب التي تدور حول نجوم غير الشمس، يلي ذلك 12% مخصصة لدراسة الفيزياء الفلكية الخاصة بالنجوم، و6% من المهام ستكون مخصصة لدراسة المجموعة الشمسية.