لا شكّ أن التكنولوجيا أداة أساسيّة في الحرب الروسية – الأوكرانية.
لا تألو الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا جهدًا للضغط على روسيا كي توقف العملية العسكرية على أوكرانيا.
وأبرز أدواة الضغط هي على مواقع التواصل الاجتماعي حيث شنّ مواطنو هذه الدول حملات تشيطن فيها النظام الروسي ورئيسه فلاديمر بوتين وتدعو إلى قتل المواطنين الروس.
إلّا أن هذه الحملات قد تنقلب على هذه الدول خصوصًا مع حظر بوتين لفيسبوك، تويتر وأخيرًا انستغرام، واللجوء إلى تطبيقات بديلة تلقى رواجًا كبيرًا في صفوف مواطنيه.
وبحسب أرقام شركة "app intelligence and analytics"، تصدّر تطبيق المراسلة المشفر Signal هذه التطبيقات البديلة رغم أنّ عدد تحميلاته كان شبه معدوم قبل اندلاع الحرب.
فارتفع عدد التحميلات 780 بالمئة، أي بمعدّل 2000 تحميل يوميًّا في الفترة الممتدة بين 6 شباط و13 آذار 2022.
وبعد حظر تطبيق واتساب في البلاد الذي تملكه شركة "ميتا"، ارتفعت نسبة تحميل تطبيق "تيليغرام" للمراسلات أيضًا.
وفي هذا الإطار أيضًا، بدأ الروس بالاعتماد على بديل من تطبيق فيسبوك وهو "فكونتاكتي".
ويعدّ هذا التطبيق من المواقع الأكثر شعبية في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان واستخدامه مجاني وسهل لأنه شبيه بـ"فيسبوك".
وتجدر الإشارة إلى أن قرار روسيا بحجب مواقع التواصل جاء ردًّا على القيود المفروضة على وصول وسائل الإعلام الروسية، حتى قبل الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا. إذ حُجبت وسائل إعلامية روسية كبيرة، ومنها صحيفة زفيزدا ووكالات سبوتنيك ونوفوستي وغيرها.
وفي السياق نفسه، أصدرت روسيا قرارًا بحظر 30 وسيلة إعلامية في أنحاء العالم، بينها وسيلتان إسرائيليتان. ونصّ على أن وسائل الإعلام الروسية هي الوسائل الموثوقة فقط فيما يخص أخبار الجيش الروسي بعد موافقة السلطات المختصة.
هذا وحظرت 241 موقعًا إخباريًّا منذ بداية الحرب مع الإشارة إلى أنها بدأت منذ عام 2021 ببناء شبكة الانترنت الخاصّة بها وأطلقت "نطاق الانترنت الوطني الروسي" الذي يمكّن للحواسيب بمعزل عن الانترنت العالمي.
فهل تترجم هذه القرارات بعزلة موسكو أو باستقلاليتها التكنولوجية على خطى الصين؟