علم النفس التغذوي
- علم النفس
- ٢ علم النفس التغذوي
- ٢.١ هل يختلف علم النفس الصحي عن مجالات علم النفس الأخرى؟
- ٣ تأثير العادات الغذائية على الصحة النفسية
- ٣.١ دور التغذية بالاضطرابات النفسية
- ٣.٢ تأثير التغذية السيئة على الصحة
- ٤ تأثير الصحة النفسية على العادات الغذائية
- ٥ كيف تصبح عالم نفس تغذوي
علم النفس
هو الدراسة العلمية للعقل والسلوك، وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، فهو نظام متعدد الأوجه ويتضمن العديد من المجالات الفرعية للدراسة مثل التنمية البشرية والرياضة والصحة والسلوك السريري والاجتماعي والعمليات المعرفية، وهو علم جديد حقًا حيث حدثت معظم التطورات على مدار الـ 150 عامًا الماضية أو نحو ذلك ومع ذلك، يمكن إرجاع أصولها إلى اليونان القديمة حيث كان التركيز فلسفيًا، واعتاد الفلاسفة على مناقشة العديد من الموضوعات التي درسها علم النفس الحديث، مثل الذاكرة والإرادة الحرة مقابل الحتمية والطبيعة مقابل التنشئة والجاذبية وما إلى ذلك، وفي بداية علم النفس، كان هناك منظورين مهيمنين فيما يتعلق بكيفية عملالدماغ، البنيوية والوظيفية، أما الآن تتمثل الأهداف الرئيسية لعلم النفس في وصف وشرح وتوقع وتغيير سلوك الآخرين وعملياتهم العقلية، فوصف السلوك أو الإدراك هو الهدف الأول لعلم النفس، فبمجرد وصف الباحثين لسلوك القوانين العامة، يتم شرح كيف أو لماذا يحدث هذا الاتجاه، ليكون قادرًا على التنبؤ بالسلوك المستقبلي من نتائج البحث التجريبي.
علم النفس التغذوي
هو نهج جديد مبتكر للعمل مع بعض القضايا الأكثر شيوعًا التي نراها في عالمنا اليوم عندما يتعلق الأمر بالأكل وصورة الجسم والوزن، فعلم النفس الغذائي هو علم كيفية تأثير العناصر الغذائية على المزاج والسلوك، ويدرس هذا المجال العلاقة بين الطعام وتجربتنا الداخلية له، موضحًا الآليات الفيسيولوجية الحيوية، التي تتأثر بتناول المغذيات التي تكمن وراء السلوك والمزاج، كما ويخبر علم النفس الغذائي أن ما نفكر فيه بشأن ما نأكله أكثر أهمية مما نأكله بالفعل من أجل صحتنا ورفاهيتنا،
كما ويسمى علم النفس التغذوي بعلم النفس الصحي ويركز على كيفية تأثير علم الأحياءوعلم النفس والسلوك والعوامل الاجتماعية على الصحة والمرض، وأحيانًا ما يتم استخدام المصطلحات الأخرى بما في ذلك علم النفسالطبي والطب السلوكي، ويتأثر المرض والصحة بمجموعة متنوعة من العوامل، في حين أنالأمراض الوراثية والمعدية شائعة، إلا أن العديد من العوامل السلوكية والنفسية يمكن أن تؤثر على الصحة الجسدية العامة والحالات الطبية المختلفة، فعلم النفس الصحي يركز على تعزيز الصحة والوقاية والعلاج من الأمراض، وعلى فهم كيفية تفاعل الناس مع المرض والتعافي منه، فمجال علم النفس الصحي لا يزال شابًا، نشأ خلال السبعينيات لمعالجة مجالات الرعاية الصحية.
هل يختلف علم النفس الصحي عن مجالات علم النفس الأخرى؟
علم النفس الصحي يؤكد على كيفية تأثير السلوك على الصحة، فإنه يساعد الناس على تغيير السلوكيات التي تسهم في الصحة والرفاهية، فمثلًا يدرك معظم الناس أن تناول نظام غذائي غني بالسكر ليس جيدًا للصحة، ومع ذلك يستمر العديد من الأشخاص في مثل هذه السلوكيات بغض النظر عن العواقب المحتملة على المدى القصير والطويل، وينظر علماء النفس الصحيون إلى العوامل النفسية التي تؤثر على الخيارات الصحية ويجدون طرقًا لتحفيز الناس على اتخاذ خيارات صحية أفضل.
فهناك العديد من الأمراض المتعلقة بالعوامل السلوكية والنفسية كالسكتة الدماغية وأمراض القلب، والعيوب الخلقية، السرطان، ووفيات الرضع، وغيرها من أمراض معدية، حاليًا يشارك علماء النفس الصحيون في مجموعة متنوعة من الأنشطة كالحد من التوتر، والإقلاع عن التدخين، وإدارة الوزن، وتحسين التغذية اليومية، ومنع المرض، وفهم آثار المرض، وتحسين الإنتعاش، وتدريس مهارات التأقلم، لذلك يعمل العديد من علماء النفس الصحيين على وجه التحديد في مجالات الوقاية والتركيز على مساعدة الناس على منع المشاكل الصحية قبل أن تبدأ من خلال مساعدة الناس على الحفاظ على وزن صحي، وتجنب السلوكيات الخطرة أو غير الصحية، والحفاظ على نظرة إيجابية يمكن أن تكافح التوتر والاكتئاب والقلق.
تأثير العادات الغذائية على الصحة النفسية
تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن النظام الغذائي المغذي ليس جيدًا للجسم فقط، إنه أمر رائع ومغذي للدماغ أيضًا، وهذا أدى إلى ظهور مفهوم يسمى الطب النفسي الغذائي، فتقليديًا لم نتدرب على السؤال عن الطعام والتغذية، ولكن النظام الغذائي من المحتمل أن يكون أقوى تدخل لدينا من خلال مساعدة الناس على تشكيل وجباتهم الغذائية كما ويمكنا من تحسين الصحة العقلية وتقليل خطر الإصابة باضطرابات نفسية، وإنها ليست مشكلة للبالغين فقط، حيث تبدأ نصف جميع الاضطرابات النفسية طويلة الأجل بحلول سن 14 عامًا.
ويصيب المرض النفسي لدى الأطفال اليوم أكثر من 17 مليون طفل في الولايات المتحدة، كما وأظهرت الدراسات الحديثة أن خطر الإصابةبالاكتئاب يزداد بنسبة 80٪ عندما تقارن المراهقين بالحمية الغذائية الأقل جودة مقارنةً بأولئك الذين يتناولون حمية غذائية كاملة عالية الجودة، لذلك هنالك صلة بين جودة النظام الغذائي والاضطرابات النفسية الشائعة كالاكتئاب والقلق لدى كل من الأطفال والبالغين، كما وتوجد مجموعة كبيرة جدًا من الأدلة تشير إلى أن النظام الغذائي مهم للصحة العقلية مثلما هو مهم للصحة البدنية، فالنظام الغذائي الصحي وقائي والنظام الغذائي غير الصحي عامل خطر للاكتئاب والقلق، لذلك هنالك عدة طرق يؤثر فيها النظام الغذائي على الصحة العقلية، وكيفية تأثير التغذية الجيدة على صحة الدماغ:
- إنها حاسمة لنمو الدماغ، فنحن حرفياً ما نأكله، فعندما نأكل طعامًا حقيقيًا يغذينا، يزيد هذا من الإنزيمات، وأنسجة المخ، والناقلات العصبية التي تنقل المعلومات والإشارات بين أجزاء مختلفة من الدماغ والجسم.
- يعيد الدماغ إلى وضع النمو، حيث ترتبط بعض العناصر الغذائية والأنماط الغذائية بالتغيرات في بروتين الدماغ الذي يساعد على زيادة الاتصالات بين خلايا الدماغ، فالنظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية مثل أوميغا 3 والزنك يعزز مستويات هذه المادة، ومن ناحية أخرى النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكريات المكررة له تأثير سلبي شديد على بروتينات الدماغ.
- يملأ الأمعاء ببكتيريا صحية، وهذا أمر جيد للدماغ فتريليونات من البكتيريا الجيدة تعيش في الأمعاء، وتتصدى للجراثيم السيئة وتحافظ على نظام المناعة، كما وتساعد بعض جراثيم الأمعاء في إنتاج فيتامينات B التي تمد الدماغ، وتساعد الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا البروبيوتيك في الحفاظ على بيئة معوية صحية، أو بيوم وهو عبارة عن الميكروبيوم الأكثر صحية، والذي يساعد في تقليل الالتهاب، مما يؤثر على الحالة المزاجية والإدراك.
دور التغذية بالاضطرابات النفسية
قد تلعب بعض الأطعمة دورًا في سبب الاضطرابات النفسية، أو قد تزيد الأعراض سوءًا، فيتبع النظام الغذائي المغذي للدماغ نفس منطق النظام الصحي للقلب أو خطة التحكم في الوزن وغيرها، فالنظام الغذائي الصحي والمتوازن مثالي للصحة البدنية والعقلية، وهذا يظهر بالنتائج الأخيرة من تجربة كبيرة في أوروبا أن خطة الأكل قد تساعد في منعالاكتئاب وليس علاجه فقط، فالمفتاح هو اختيار الأطعمة التي تحتوي على أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية بأقل عدد ممكن من السعرات الحرارية، كما وقد تكون المغذيات مفيدة بشكل خاص لعلاج الأمراض العقلية أو الوقاية منها مثل:
- فيتامينات B، يعاني الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات B12 من المزيد من التهاب الدماغ ومعدلات أعلى من الاكتئاب والخرف، كما ويرتبط نقصحمض الفوليك منذ فترة طويلة بالحالات المزاجية المنخفضة.
- نقص الحديد حيث تم ربط القليل من الحديد في الدم المعروف بفقر الدم أو عوز الحديد بالاكتئاب.
- أوميغا 3 هذه الأحماض الدهنية الصحية تحسن التفكير والذاكرة، وربما المزاج.
- الزنك، تساعد هذه المغذيات على التحكم في استجابة الجسم للضغط، والمستويات المنخفضة منه يمكن أن تسبب الاكتئاب، ويعد المحار مصدر رائع، حيث يحتوي على 500٪ من الحاجة اليومية من الزنك ويحتوي على 10 سعرات حرارية فقط.
- الأطعمة المخمرة مثل الكفير، مخلل الملفوف، الكيمتشي، والزبادي الذي يوفر بكتيريا الأمعاء الجيدة، قد تساعد في تقليل القلق والتوتر والاكتئاب.
- توفر الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين B 12 والزنك والسيلينيوم ومعززات الدماغ الأخرى.
- الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مضادات الأكسدة التي تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد على المزاج والذاكرة.
تأثير التغذية السيئة على الصحة
تم استكشاف أهمية تناول التغذية الجيدة في سن مبكرة في العديد من الدراسات، ووجد أن النظام الغذائي السيئ الغني بمستويات عالية من الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة ومنتجات الأغذية المصنعة مرتبط بصحة نفسية سيئة لدى الأطفال والمراهقين ومع ذلك فهنالك مجموعة من التفاوتات التي يمكن أن تساهم في تطور مشاكل الصحة العقلية، فتم العثور على عوامل مثل الصحة البدنية السيئة، والعيش في فقر، أو المجتمعات المحرومة، التي ترتبط بصحة نفسية ورفاه أفقر.
وقد ثبت أن لكل من عوامل عدم المساواة هذه علاقة معقدة مع سوء التغذية، كما ويمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى مشاكل صحية جسدية مثل السمنة، على الرغم من وجود عدد من المتغيرات الديموغرافية التي يمكن أن تؤثر على اتجاه أو قوة الارتباط بالصحة العقلية بما في ذلك شدة السمنة والحالة الاجتماعية والاقتصادية ومستوى التعليم والجنس والعمر والعرق، فالعلاقة بين السمنة ومشاكل الصحة العقلية معقدة، فوجدت نتائج مراجعة منهجية لعام 2010 وجود ارتباطات ذات اتجاهين بين الاكتئاب والسمنة، ووجدت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنةلديهم خطر متزايد بنسبة 55 ٪ للإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم خطر متزايد بنسبة 58 ٪ للإصابة بالسمنة.
تأثير الصحة النفسية على العادات الغذائية
الاختلافات في الصحة العقلية قد تساهم أو تضعف الأكل الصحي، فالعلاقة بين الأكل والصحة العقلية ثنائية الاتجاه، فيمكن أن تؤثر الاضطرابات في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو التعاسة أو القلق، في جعل الناس يأكلون بطرق غير صحية سواءً ككميات أو أنواع الطعام، فالعواطف بدورها يمكن أن تجعل الإفراط في تناول الطعام محاولة للشعور بتحسن، وقد تكون بعض الأطعمة المريحة العالية بالدهون والسكريات تساعد في تخفيف المزاج السلبي.
فإذا أردنا تعزيز الأكل الصحي وتطوير استراتيجيات لتشجيعه، نحن بحاجة إلى فهم الروابط بين الصحة العقلية والأكل الصحي، فالعوامل النفسية الفردية التي تؤثر على الأكل وتشمل السمات الشخصية مثل احترام الذات، وصورة الجسم وضبط النفس، وكذلك المزاج والتركيز والانتباه، ويبدو أن احترام الذات مرتبط بقوة بتناول الطعام مباشرة، وبشكل غير مباشر ترتبط قلة احترام الذات مع عدم الرضا عن الجسم أو الوزن والميل في المقابل للإفراط في تناول الطعام أو اتباع نظام غذائي بطريقة غير صحية.
كيف تصبح عالم نفس تغذوي
إن المسار التعليمي هو الأساس ليصبح الفرد عالم نفس تغذوي وهو العلم الذي يزود الأفراد بقدر كبير من المعرفة في مجال التغذية، من أجل الوصول إلى هذا المستوى من المعرفة، فيتميز تعليم معالج التغذية بفترة تمتد إلى أربع سنوات في الطريق إلى درجة البكالوريوس، وسيكون برنامج البكالوريوس المتخصص في التغذية، وعلم التغذية أو مجال آخر متعلق بالغذاء كافياً لمتابعة مهنة كمعالج غذائي نفسي، مع ضرورة الإلمام بعلم الوراثة، والتغذية واللياقة، والتغذية والصحة الجسدية والنفسية، والتغذية في دورة الحياة، والكيمياء الحيوية الغذائية، والتغذية والأمراض، حتى يتمكن أخصائي التغذية التعامل مع المرضى لتعديل سلوكهم عندما يتعلق الأمر بخيارات الطعام.
كما ويجب أن يعمل أخصائيو التغذية مع الأفراد لجميع أنواع الأسباب سواء صحية أو نفسية، فالنقطة الرئيسية هي مساعدة المرضى على فهم عملية التغذية الصحية حتى يتمكنوا من تعديل خياراتهم اليومية، فيحتاج الكثير من الناس إلى المساعدة في خططهم الغذائية، وهذا يعني بشكل أساسي أنهم بحاجة إلى المساعدة في تحديد ما يأكلونه، والأهم من ذلك ما لا يأكلونه ويلعب المعالجون التغذويون دورًا أساسيًا في مساعدة الناس في جميع أنواع المواقف ويتحقق ذلك من خلال الاعتماد على التدريب المكثف في مجال التغذية.