فحص النظر لزبونة في محل عوينات العشار في بغداد
ورث أسامة سامي المعيدي مهنة صناعة النظارات عن والده الذي يُعدّ الرائد في هذه الصنعة في العراق وأسس عام 1955 محلا وورشة لصناعة النظارات الطبية في بغداد، وكان اسم المحل آنذاك "عوينات سامي المعيدي"، قبل أن يتحول الاسم عام 1959 إلى "عوينات العشار".
وفي حديثه للجزيرة نت بيّن المعيدي الابن أن والده درس صناعة النظارات في شركة العوينات (النظارات) البغدادية، وكان سبقه في المجال أحد يهود العراق.
وإلى جانب أسامة يعمل أشقاؤه الآخرون بالمهنة التي ورثوها عن أبيهم ولديهم محالّ تحمل الاسم نفسه في محافظة البصرة (جنوبي العراق).
ابن الهيثم والنظارة
يعدّ العالم العربي الحسن بن الهيثم أول من صمم لنفسه عدسة محدبة من الزجاج تُظهر الأشكال والحروف بصورة واضحة تعينه على النظر عند تأليفه للكتب عندما كبر وضعف بصره.
ويعدّ العالم الإنجليزي روجر بيكون أول من صنع نظارة طبية بحامل يرتكز على الأنف والأذنيين عام 1268.
أسامة المعيدي يفخر بأن والده كان رائد صناعة النظارات في العراق
سلسلة محالّ المعيدي
يستطرد أسامة المعيدي في حديثه عن النظارات وصناعتها قائلا إنه لم يكتف في عمله بالأسلوب الذي ورثه عن والده، بل طوّر صناعة النظارات بإدخال أحدث الأجهزة والمعدات في مجال فحص البصر وتصنيع العدسات، ومنها جهاز "توب كون" ( Top Con) الذي يُعدّ الأول من نوعه في العراق حيث يقوم بتحديد أي خلل في البصر بدقة متناهية، كما أنه أول من أدخل جهازا رقميا لفحص البصر منذ عام 2000.
أما عن العدسات وأنواعها فيقول المعيدي إنهم يقومون بتصنيع العدسات الخاصة والمتدرجة، فضلا عن توفر مكنات لقص وتركيب العدسة تعتمد منظومة التدرج في ورشتهم.
وعن المشاركة في المعارض الدولية، بيّن أسامة أنه وشركاءه شاركوا في العديد من المعارض الدولية، ومنها معرض في دبي وآخر في بكين إضافة إلى معرض ميدو في إيطاليا الذي يعدّ أكبر معرض في العالم في هذا المجال.
وعن ارتفاع أسعار منتجاتهم مقارنة بالمطروح في السوق المحلية، يعزو أسامة السبب في ذلك إلى حرصهم منذ البداية على الجودة والدقة المتناهية، فضلا عن اعتمادهم على منتجات ذات علامات تجارية عالمية مشهورة، مشيرا إلى أن بعض النظارات يتجاوز سعر إطارها 600 دولار.
وعن أغلى قطعة لديه، يوضح المعيدي أن عنده إطارا يحمل اسم إحدى العلامات التجارية العالمية يبلغ سعره 4 آلاف دولار، إضافة إلى نظارة نادرة شبيهة بنظارة الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ، وإطار آخر لنظارة نسائية يحتوي على 86 قطعة من الألماس.
رامز أنور يرى أن عوينات العشار مدرسة لكل الأجيال
العشار مدرسة
يصف اختصاصي البصريات رامز أنور عوينات العشار بأنها مدرسة لكل الأجيال، وقد عدّها رائدة في صناعة النظارات منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف أن عمل العشار يتسم بالدقة ويراعي جميع القياسات ودرجات العدسة والبعد البؤري، إلى جانب أن البضاعة الجيدة دليل على دقة العمل ومصداقيته من حيث الوضوح والرؤية وراحة العين.
كما أكد رامز أن العمل في عوينات العشار بروح الفريق الواحد وهو أمر ضروري لإنجاح أي مشروع.