كردستان العــراق... السياحة الواعــدة
بــدأ إقليم كردستان العراق يأخذ مكانته على خريطة السياحة العربية والعالمية وطبيعي ذلك أمــام ما يزخر به الإقليم مـــــن عـــنـــاصـــر الـــجـــذب السياحي، طبيعية تتمثل بالمنتجعات السياحية الجميلة والجبال الشاهقة والـــــشـــــلالات والأنــــهــــار المتدفقة وتاريخية أمام ما يختزنه الإقليم من آثار الحضارات المتعاقبة قلاعاً وحصوناً ومنائر وكهوفاً وسواها.
ومـــا يبشر بمستقبل واعــد للسياحة هناك، الخطى الحثيثة والــجــهــود الــمــتــواصــلــة، التي تبذلها وتقوم بها وزارة البلديات والسياحة في الإقليم، وما حققته من منجزات رغم حداثة عهدها وعلى مــدى سنوات قليلة (منذ مـــا بــعــد ســقــوط بـــغـــداد)، رغــم تلك الفترة الزمنية المتواضعة اســتــطــاعــت الـــــوزارة أن تحقق منجزات متعددة، في العاصمة أربيل، وفي سائر المحافظات.
آثار أربيل الخضراﺀ النظيفة هي عاصمة إقليم كردستان، تزخر بالآثار العريقة التي تحكي سيرة الشعوب التي مرت والأمم التي عبرت سومرية وبابلية وأشورية.
أربيل هي مدينة الآلهة الأربعة ومركز عبادة الآلهة عشتار. أبرز آثــارهــا: قلعة أربيل الشهيرة، المرشحة لإدراجــهــا على لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو، تــشــرف عــلــى الــمــديــنــة وتصل مساحتها إلى 60, 000 متر مربع، ويبلغ ارتفاعها حوالي 35 متراً.
ومــن آثــار أربيل كذلك منارة جولي التي يعود بناؤها إلى القرن السادس الهجري وتعرف بالمنارة المظفرية نسبة إلى بانيها مظفر الدين كوكبري إضافة إلى قلعة ديــويــن وكهف شــانــدر وكهف بيستون وغيرها.
إضـــافـــة إلــــى الــمــنــتــزهــات والــحــدائــق: بـــارك ســامــي عبد الرحمن، بارك المنارة، بارك شاندر وأكــوابــارك، منتزهات وحدائق تتسع لاستقبال الـــزوار والــرواد من العائلات التي تنشد الراحة والاستجمام.
وكــمــا الآثـــــار، هــنــاك كذلك المصايف والمنتجعات السياحية مصيف
شقلاوة على مسافة 51 كم عن أربيل بين جبلي سفين وسورك يرتفع 699 مترا عن سطح البحر، ما يهبه المناخ المعتدل والهواﺀ النقي والمنعش ويجعله مقصد السياح من داخل العراق وخارجه.
وكـــمـــا فـــي شـــقـــلاوة هــنــاك مصايف كلي علي بــك، بيخال، جنديان، حاج أومران، وسواها.
هــذه المصايف تحيط بها الأشـــجـــار الــمــتــنــوعــة والــمــنــاظــر الــخــلابــة، وتتناثر فــي أرجائها المطاعم والكازينوهات الشعبية التي توفر للسياح مستلزمات المتعة والرفاهية.
وفي الحديث عن المصايف والأنهار والينابيع، تجدر الإشارة إلى أمرين:
- العين السحرية في مصيف جنديان، وهــي سحرية يفيض ماؤها تارة، ويغور تارة أخرى، في سر ملفت للنظر.
- عين مــاﺀ شيخ بالكيان في مصيف حــاج أومـــران، ومــاﺀ تلك العين يستعمل لــعــلاج الكلى والأمراض الجلدية.
وكما في أربيل كذلك في باقي محافظات الإقليم، السليمانية ودهوك.
محافظة السليمانية أروع مدن إقليم كردستان العراق، يعود ذلك إلى أن ابراهيم باشا أمير بابان والذي حكم سنة 1784 م أعجب بالمناظر الخلابة هناك، فاختار ذلــك الــمــوقــع لبناﺀ المحافظة.
تشهد التنقيبات الأثــريــة في السليمانية على أن وجود الحياة هناك كان منذ الألف الثالث ق. م.
مــن معالمها الأثــريــة جامع مولانا خالد وجامع محوي وكنيسة السليمانية؛ وأبرز المواقع الأثرية كهف قزقابان، منحوت في وجه الجبل بارتفاع 52 قدما، يعود زمنه إلى حوالي سنة 600 ق. م.
منحوتة دربندي كاور، 45 كم عن السليمانية، على المنحوتة صورة الملك الأكدي نرام سين (2260 ق. م).، إضافة إلى كهوف هزار ميرد، وقلعة شيروانه ونصب بيكولي وغيرها.
الــمــنــاطــق الــســيــاحــيــة في السليمانية هي مصايف سرجنارو، سيتك، ســرســيــر، كــونــه ماسي وسركلو.
مــن المنتجعات السياحية هناك: دوكان، قوبي قرداغ، جمي ريــــزان، زيـــوي، ســد دربنديخان وسواها.
يجمع بين هــذه المنتجعات أنــهــا تــضــم عــــددا مــن الــبــيــوت السياحية والمطاعم الشعبية، يقصدها السياح في فصلي الربيع والصيف.
دهوك
دهوك هي المحافظة الثالثة من محافظات الإقليم، تقع بين سلسلتي جبال بيخير وشندوخا، بــالــقــرب مــن الــحــدود الــســوريــة التركية.
من المواقع الأثرية هناك منحوتات خنس، تعود إلى العصر الأشوري، ويبلغ ارتفاعها بين 4 و6 أمتار، وهناك خلد الملك الأشوري سنحاريب الأعــمــال العسكرية والإقتصادية، وقام ببناﺀ سد ضخم واعتمد نظاما للري أوصل المياه من خلاله إلى عاصمته نينوى. في دهوك كذلك بوابة آميدي، معبد لالــش، كهف جارستين وجسر دلال. أما أبرز المصايف هناك، مصيف زاويته، سوارة توكا، أشاوا، ســرســنــك، وســــولاف.
تكثر في هذه المصايف الأشجار والثمار المختلفة، وتمتاز بغزارة مياهها المتدفقة من العيون الكثيرة، كما تمتاز بالأشجار العالية والجميلة والبساتين الكثيرة التي تحتوي على مختلف أنواع الفواكه، إضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة.
خدمات
لقد أدركـــت حكومة الإقليم هــنــاك، ممثلة بـــوزارة البلديات والسياحة، أهمية وضرورة الإرتقاﺀ بالخدمات السياحية إلــى حيث الطبيعة والآثار، فوضعت الخطط المستقبلية، على المدى القريب والبعيد، وبــاشــرت بتنفيذ تلك الخطط، وكان أولها بناﺀ مطار أربيل الدولي، الذي يعتبر مدرجه الأول فــي الــشــرق الأوســـط، والخامس في العالم، إذ يبلغ طوله 4800 متر وعرضه 90 مترا، ما يؤهله لاستقبال ما يزيد عن 150 رحلة أسبوعيا، ومن المنتظر أن يتم افتتاح المطار رسميا في حزيران القادم.
طباع :
ولــعــل جــمــال الطبيعة في كردستان العراق انعكس على طباع الكرد وسجاياهم، وداعة وكرما وحسن ضيافة، فالشعب الكردي شعب كريم ومضياف، يحرص على راحة السائح والزائر، ويجهد فــي أن يوفر لــه الراحة والرفاهية.
يسود التآخي بين سائر الأطياف والطوائف والمذاهب هناك، وهي كرد وتركمان وكلدان وأشوريون وأرمن، ومسلمون ومسيحيون وإيزيديون، وهذا ما يؤكده تجاور المسجد والكنيسة في سائر أحياﺀ المدن وشوارعها.