هل تكوّن انطباعات أولى خاطئة عن الآخرين.. هكذا تكون انطباعات صحيحة
تقريبًا لا يوجد شخص لم يُخطئ أثناء تكوين الانطباع الأول إزاء شخص آخر، ربما تعتقد أن هذا الشخص وقح أو ساذج، أو يعاني من مشكلة ما، ولكنك في الحقيقة قابلته في يوم سيىء، أو خلال فترة مزعجة في حياته، ولكن بعد أن تتعرف عليه سوف تكتشف أنه شخصية لطيفة وأنك اقترفت خطأ عندما حصرته في مكان مُعين، أو وضعته في قائمة لا يجدر به التواجد فيها.
وفقًا للعلم، فإن الدقائق الأولى للقائك بشخص ما سوف تؤثر بصورة واضحة ورئيسة على شكل علاقتكما، لذلك عليك التفكير جيدًا قبل قول أو فعل أي شيء يُحسب عليك فيما بعد، وعليك معرفة كيف تترك انطباعًا جيدًا لدى الآخرين؟.
أدمغتنا الكسولة
يقول علماء وباحثون إن أدمغتنا الكسولة قد تطورت لإصدار أحكام سريعة حول الأشخاص الذين نلتقيهم لأول مرة، في محاولة كي نصنفهم أو نضعهم في فئات يستطيع العقل فهمها والتعامل معها بسهولة.
حسب الأطباء والباحثين فإن إصدار الأحكام الخاطئة وتكوين الانطباع الأول بصورة ليست صحيحة أمر غَرَزِيّ يقوم به الجميع، ولكن علينا تدارك الخطأ والتأني قبل أن نربط بين الصورة التي رسمناها في أذهاننا وحقيقة الشخص الموجود حولنا، ونعمل جاهدين على عدم وضع الأشخاص في قوائم خاطئة.
حسب الباحثين فإن الجميع يحتاج إلى أن يمنح عقله فترة زمنية مُعينة أو مساحة كي يتمكن من التفكير، يُنصح بأن تتنفس ببطء، وأن تمنح نفسك خمس ثوانٍ على الأقل قبل أن ترسم صورة ذهنية عن الشخص الذي تلتقيه لأول مرة، بهذه الطريقة سوف تمنح دماغك بتلقي معلومات إضافية عنه.
هل الانطباعات الأولى دقيقة؟
توجد بعض الخصائص الرئيسة التي ترتبط بالانطباعات الأولى، منها الهيمنة، البساطة، والخجل، الكفاءة، والشعور بالتهديد، وكلها تؤثر على الفور في الصورة الذهنية التي ترسمها عن الآخرين.
في حقيقة الأمر، عليك أن تعرف أن الانطباع الأول الذي تكونه عن الآخرين يعتمد بصورة رئيسة على الموقف الذي تراه فيه وتتعامل معه من خلاله، في بعض الأحيان يحاول الآخرون خلق حالة مُعينة كي يدفعوك إلى تصور انطباع مُعين، على سبيل المثال كي يُظهر قيادي في الجيش أنه شخص شديد الصرامة، ويتعامل معك ببرودة شديدة كي ينقل لك انطباعًا بأنه صاحب شخصية قوية، أو مثلاً قد يحاول شخص يرغب في العمل لديك أن يُظهر حجم احترامه وتعلقه بمديره السابق كي يقنعك برسم صورة ذهنية عنه بأنه موظف جيد.
يقول علماء إن الانطباعات الأولى غالبًا ما تؤخذ من النظر إلى وجه الأشخاص الآخرين، كما أنها تحدث في غضون ثوانٍ، لذلك من الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن تكون دقيقة وحقيقية، فربما تكوّن انطباعاً عن أحد الأشخاص بأنه غليظ أو سخيف، ولكن مع الوقت تكتشف أنه شخصية لطيفة ومرحة للغاية، والعكس صحيح، قد تلتقي بأحدهم وتظن أنه شخصية لطيفة وتكتشف مع الوقت أنه يدعي هذا اللطف.
كيف نكوّن انطباعات أولى صحيحة؟
بادئ ذي بدء علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا، وندرك أننا لن نتمكن من تغيير طريقة تفكيرنا بين ليلة وضحاها، خاصة وأن أدمغتنا كسولة وتكون انطباعاً أول خاطئًا في أغلب الأحيان عن الآخرين، ويصعب تغييره حتى إن ثبت العكس، لذلك في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تصدر حكمًا عن الآخرين سريعًا، عليك الانتظار وأن تسأل نفسك هل فعلاً هذه الصورة النهائية التي سوف أرسمها عن هذا الشخص، هل أنا مُحق، واقنع نفسك بمنحه فرصة أخرى.