لغة العيون – ترجمة عدنان أحمد الحاجي
The language of the eyes
(بقلم: الدكتورة إليزابيث بوكير – Dr Elisabeth Böker)
يقوم الدكتور فوميهيرو كانو (Fuhimiro Kano) بفك شفرة أهمية بياض العين البشرية لقدرتها على التواصل
ما هي أهمية صُلبة (sclera) (بياض) العين (1)؟ سؤال كان الباحثون مهتمين به منذ زمن طويل. نجح مؤخرًا فريق بحث بقيادة باحث علم النفس المقارن الدكتور فوهيميرو كانو (Fuhimiro Kano) في حل هذه الأحجية: بياض العين يساعد بشكل حاسم على رؤية اتجاهات تحديق النظر (العين) من خلال خصائص لونها الأساس.
حين نتكلم مع أشخاص آخرين ، فإننا عادة ما نحرص على التقاء العين بالعين مع الآخر. بهذه الممارسة، نحن نعرف بالضبط من الذي ينظر إلى من وأي رسائل صامتة يحاول أحد الأشخاص أن يرسلها الى الشخص الآخر باستخدام “لغة عينيه” أو إلى أي إتجاه ينظر .
التقاء عيني الشخصين أثناء الحديث
أثناء التواصل [بين شخصين أو أكثر]، لغة العينين تساعدنا نحن البشر على أن نكون قادرين على تحديد اتجاه نظر (عيني) الشخص الآخر بسرعة ووضوح. يقول كانو: “نحن مدينون بهذه القدرة لتكوِّن بياض العين. ربما قد طور البشر قدرة العين المميزة هذه للتواصل مع المناوع (conspecific) [أي الشخص الآخر]”. “بهذا العمل، من المحتمل أن طور البشر أسلوبًا تواصليًا فريدًا مهمًا لأنشطتهم الاجتماعية المميزة”.
كانو (Kano) هو قائد مجموعة صغيرة في مركز الدراسات المتقدمة للسلوك الجماعي (CASCB) ، وهي مجموعة تميز في جامعة كونستانز (Konstanz) (انظر 2). تعود هذه الدراسة إلى البحث الذي أجراه مع يوري كاواغوتشي (Yuri Kawaguchi) وهانلينغ يو (Hanling Yeow) في محمية كوماموتو (Kumamoto) بجامعة كيوتو اليابانية.
الإنسان والشمبانزي يستطيعان أن يريا بالعين البشرية بشكل أفضل من رؤيتهما بعين الشمبانزي
لكن كيف توصل الباحثون إلى هذه النتائج الرائدة؟ تستند النتائج إلى التجارب التي أجراها فريق بحث الدكتور كانو على الانسان والشمبانزي – والشمبازي هو الحيوان الأكثر قربًا للإنسان. عُرض على كلتا المجموعتين صور انسان وشمبانزي ضمن مهام محوسبة.
أثناء التجربة، المهمة المنوطة بالمجموعتين كانت لتمييز اتجاهات تحديقات عيون الانسان والشمبانزي. على مدى فترة استمرت عدة شهور، عُرض على الشمبانزي صور من منظورات مختلفة لعيون كلا النوعين [الانسان والشمباري] – عرضت صورتان على خط مستقيم مع [رؤية] العين ، وواحدة عرضت على أحد جانبي العين. إذا نظروا إلى الصورة بإمالة العينين تجاهها، يحصلوا على مكافأة.
يشرح كانو: “لقد وجدنا أن كلا من الانسان والشمبانزي استطاعا تمييز اتجاهات تحديقات عيني الانسان بشكل أفضل مما استطاعوا تمييز اتجاه تحديقات عيني الشمبانزي ، خاصة في الظروف الصعبة على الرؤية”.
شاهد الفيديو:
لاحظ الباحثون أيضًا أن المشاركين من كلا النوعين يميزون اتجاهات تحديقات عيني الشمبانزي بشكل أفضل عندما تُعكس درجة التباين بين الشيئ والخلفية الموضوع عليها هذا الشيئ [مثلًا حروف سوداء على ورقة بيضاء] لعين الشمبانزي مقارنة عندما كانت درجة التباين طبيعية (قبل عكسها) ؛ أي عندما أصبحت صُلبة (sclera) عين الشمبانزي بيضاء تشبه صُلبة (sclera) عين الإنسان وكان لون قزحيتها (حدقتها) أسود.
وبالتالي فإن البياض في الصُّلبة يسهل رؤية اتجاه نظرة العين حتى لدى مختلف الأنواع. “وبالتالي فإن النتائج التي توصلنا إليها تدعم ولكن أيضًا تعتبر تحديثًا حاسمًا للفكرة المركزية لفرضية تشويرات التحديق” ، كما لخص كانو النتائج التي توصل إليها.
يتمثل الجانب المستجد في هذه الدراسة في أن الباحثين الثلاثة اختاروا لأول مرة تصميم عبر الأنواع لإجراء هذه المقارنة. في التجارب التي أجروها عرضوا صور عيون لكل من الشمبانزي والمشاركين من البشر. وهذه التجارب كانت ضرورية للتمييز بين عدة فرضيات بديلة، كم أخبرنا كانو.
الدراسة نشرت في مجلة (e-Life) في 8 مارس 2022 (انظر 4).
مصادر من داخل وخارج النص:
1- الصُّلبة, المعروفة أيضًا باسم بياض العين أو ، في الأدبيات القديمة، الغلالة البيضاء العينية، هي الطبقة الخارجية المعتمة الليفية الواقية للعين البشرية التي تحتوي بشكل أساس على الكولاجين وبعض الألياف المرنة .في البشر والعديد من الحيوانات الأخرى ، تكون الصلبة بيضاء اللون ، على عكس القزحية الملونة ، ولكن في بعض الثدييات الأخرى ، يتطابق الجزء المرئي من الصلبة مع لون القزحية ، لذلك لا يظهر الجزء الأبيض بشكل طبيعي. في تطور الجنين، تُشتق الصلبة من القمة العصبية. في الأطفال، تكون أرق وتظهر بعض الصبغة الأساسية، وتظهر باللون الأزرق قليلاً. في كبار السن ، يمكن أن تجعل الرواسب الدهنية الموجودة على الصلبة تبدو وكأنها صفراء قليلاً. لون الصلبة الطبيعي داكن لدى الكثير من ذوي البشرة الداكنة نتيجة تصبغ الميلانين ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://www.marefa.org/صلبة_(عين)/simplified
2- https://www.exc.uni-konstanz.de/collective-behaviour/
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/قزحية
4- https://elifesciences.org/articles/74086
المصدر الرئيس:
https://www.campus.uni-konstanz.de/e...ge-of-the-eyes
الأستاذ عدنان أحمد الحاجي