الشارع المستقيم لا يصنع سائق ماهر .
الشارع المستقيم لا يصنع سائق ماهر .
"الذي أشاح بوجهه في الوقت المناسب
ظلّ يراك
في كل الأوقات غير المناسبة."
أرقبُ الصّبحَ موهناً ودُجى الليلِ مُوهنا
لا صَدى هاتفٍ يرنُ ولا الجَرْسُ مؤذنَا
وأُصالي على الطريق وجوهاً وأعيُنَـا
ظنةً أن تكونَ أنـتِ وحَسبـي تظنُّنـا
خُلقَ الحبُّ جنـةً كفؤهـا مـن تجنّنـا
الناسُ كالديار فيها الآنِسُ والمُوحِشُ ..
وكالبلادِ فيها الخصْب والجدْبُ ..
وكالنُّجوم فيها النيِّرُ والآفِلُ ..
وكالكُتُبِ فيها النافِعُ والحشْوُ ..
وكالأطيارِ فيها الشَّادي والجارِحُ ..
وكالهواء فيه نسيمٌ وسمُومٌ ..
وكالأحوال حُلْوُها وحامِضُها ..
وكالألوانِ فيها فواتِحُ وكوالِحُ ..
وتبصَّر ما شِئت فيما تقدَّم وغيره فإنَّك مررت به لا ريب، جمَّلك الله بالآوائل وجنَّبك الآواخِر ..
الرسائلُ النصيّة المُرسلة جَامدة ولا تُبدي شعوراً، حقيقةً نحنُ من نضعُ لها روحاً ونضفي عليها رونقاً وذلك بحسبِ مكانةِ الشخص المُرسِل،
فكلمةُ مرحباً عادية في بعض الأحيان ،إلا أنها فائقةُ الروعة في حينٍ آخر.
إنسانُ هذا الزمان يبحث جاهِدًا عن أسباب الراحة والسلام، ولو سبر أغوار التجارب، ونشد سُبُل الحقائق؛ لوَجد ضالته في التغافُل والترفُّع، وتهوين الصعب، وتيسير العسير، وتبسيط المُعَقّد؛ وكل ذلك لا يتأتّى إلا لمن أُوتِيَ حِلمًا، وأناةً، وصبرًا، وحكمة "وتصغرُ في عين العظيم العظائِمُ"
التعلُّق بالخلق أوجَاعه أكثرُ من عافِيته، والرَّاحةُ منهم أن تُعوِّد قلبك على العُذر والمُتاركة ..
عندما يأخذ أحدهم رأيك عن فكرته، فهو يطلب منك أن توافقه عليها.
•••
"أما بعد، فإني أيها الحبيب أعيذك بالله أن تقع رهينًا للذكريات، أسيرًا لما فات. قد امتلأ صدرُك بالحنين، وصوتُك بالأنين. يستدرُّ دمعَك نَوحُ الحمائم، ورَوحُ النسائم. ويستثير شجاك ادّكار مرابع الصبا، ومراتع الظبا. ويقُدُّ حشاك منظر الديار قد اندرست، والآثار قد انطمست. كأن لم تغن بالأمس، ولم تكُن ملء العين والنفس"
ليس الحُبُّ كلامًا يُكتَب، أو بسمةً تُرسَم، أو لقاءً تُزجى فيه الأوقات، فهذه توابعُ وهوامِشُ وزخارِف ..
الُحبُّ أمانٌ بين قلبين، وطُمأنينةٌ بين رُوحين، فمَن أمَّنك من آلامِ هجْرِه، وكُنت معه في سلامةٍ من العَتب، وسكينةٍ من حذَرِ تغيُّره؛ فهذا مُحِبُّك ووتدُ الآمال وصالِحُ عيشك ..
والحظيظُ من جادَ له الزَّمانُ بمِثْلِه ..