في عالم لا يحترم سيادة الدولة واستقلالها خلال العقود الأخيرة يعيش العراق حالة من عدم الاستقرار
نتيجة المحاولات الحثيثة لأطراف إقليمية لإقحام البلاد في صراعات لا ناقة ولا جمل للعراقيين فيها
وذلك في محاولة لتحويل "بلاد الرافدين" إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة
دون النظر إلى رغبة العراقيين في تحييد بلادهم عن هذه تصفية الحسابات بين الدول.
الشعب العراقي الأصيل والمتمسك بعروبته دفع خلال العقدين الماضيين فاتورة باهظة من دماء أبناءه
بسبب الغزو الأمريكي للبلاد بحجج وذرائع واهية، ما دفع أطراف إقليمية دولية إلا الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن
وحلفائها على الأراضي العراقية، وهو ما أدى لسقوط آلاف الشهداء العراقيين وإصابة عشرات الآلاف الأبرياء
ونزوح مئات الآلاف إلى خارج البلاد.
سنوات طويلة عاش العراق فيها وضع اقتصادي صعب نتيجة الغزو الأمريكي
مرورا بسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة من البلاد
بالإضافة لانتشار ظاهرة الفساد في عدة مؤسسات بالبلاد ما دفع عدد من المؤسسات الدولية
والممولة لتجنب الدخول في السوق العراقي رغم الفرص الاستثمارية الواعدة في البلد العربي الشقيق.
منظمة الشفافية الدولية كشفت في تقريرها الصادر عام 2021 عن احتلال العراق المركز الـ 157 من أصل 180 دولة في مؤشر الفساد
حيث فشلت البلاد في تحقيق تقدم لمكافحة هذه الظاهرة وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم استقرار الأوضاع السياسية
في البلاد نتيجة تعثر جهود تشكيل حكومة جديدة وعدم وجود إرادة حقيقية للقضاء على هذه الظاهرة
التي انتشرت بشكل كبير وواسع داخل المؤسسات العراقية.