دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواءلعالمي
محتويات
- ١ تلوث الهواء
- ٢ دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء
- ٣ طرق مكافحة تلوث الهواء
- ٣.١ السيطرة على الجسيمات
- ٣.٢ السيطرة على الغازات
تلوث الهواء
يُعرّف تلوث الهواء على أنّه وجود بعض الغازات، رذاذ دقيق من السوائل، أو مواد صلبة دقيقة في الغلاف الجوي بنسبٍ لا يمكن للبيئة التخلص منها أو تخفيفها أو امتصاصها، والتي يؤدي وجودها بنسبٍ عالية في الهواء إلى العديد من المخاطر والأضرار على البيئة والصحة، ومصادر تلوث الهواء متعددة فقد تكون مصادر طبيعية؛ كحرائق الغابات والانفجارات البركانية، أو قد تعود للأنشطة البشرية المتعددة التي تُسبب انبعاث الغازات السامّة في الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكبريت، ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون؛ وذلك بسبب احتراق أشكال الوقود الأحفوري المتنوعة سواء في محطات توليد الطاقة، السيارات وغيرها، كما تُعد الجسيمات الصغيرة الصلبة أو السائلة المُعلّقة في الهواء والتي يقل حجمها عن 10 ميكرومتر من أكثر المُلوثات الهوائية الضارة على صحة الإنسان،
وهذا المقال سيتحدث تحديدًا عن دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء.
دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء
مع اجتياح فيروس كورونا المُستجد مؤخرًا وقلق العالم نحوه، أظهرت الأقمار الصناعية المستخدمة في رصد التلوث التابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء؛ وذلك بعد اكتشافها لتَدَنّي نسبة غاز ثاني أكسيد النيتروجين NO2 بشكل كبير في الصين، والذي يُعدّ غازًا ضارًا ينبعث من المركبات، المنشآت الصناعية، ومحطات الطاقة الكهربائية، إذ يرتبط بعض هذا التدني بفتور النشاط الاقتصادي الحالي الناتج عن تفشي فيروس كورونا، والذي بدأ في نهاية عام 2019 عندما واجه الطاقم الطبّي في مدينة ووهان في الصين العديد من حالات الالتهاب الرئوي مجهولة المصدر، والتي تبيّن بعد عدة أيام وفقًا لعدد من الباحثين أنّ مصدرها هو فيروس جديد من عائلة كورونا، أُطلق عليه اسم كوفيد-19 (COVID-19)، الأمر الذي اضطرّ السلطات الصينية بتاريخ 23 يناير 2020 إلى القيام بتوقيف التنقل من وإلى تلك المدينة الموبوءة، بالإضافة إلى توقيف جميع الأعمال المحلية، كإجراءات احترازية لمنع انتشار هذا الفيروس، حيث فرضت مدينة ووهان حجرًا صحيًا عُدّ الأول من نوعه في الصين وفي العالم أجمع.
المرة الأولى التي تبيّن فيها تَدَنّي التلوث الناجم عن غاز ثاني أكسيد النيتروجين كانت في مدينة ووهان وما حولها، إلا أنّه أصبح يظهر بعد ذلك في جميع أنحاء الصين وفقًا لما أقرّه العلماء في وكالة ناسا، وذلك بعد قرار حجر الملايين من الأشخاص، ووفقًا لفاي ليو الباحث في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا فيما يتعلق بجودة الهواء قال: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها انخفاضًا كبيرًا في مثل هذه المساحة الواسعة لحدث معين"، وبحلول تاريخ 28 فبراير 2020 كان قد وصل هذا الفيروس إلى أكثر من 56 دولة.
قامت العديد من السلطات بإغلاق جميع المراكز الحضرية الأساسية بسبب انتشار هذا الفيروس، وقد بيّن الباحثون المتخصصون بدراسة تلوث الهواء بعد ذلك علاقة فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء ورفع جودته، إذ يُعد ارتفاع جودة الهواء ومع قصر مدته نقطة تحوّل هامّة للغاية قد تؤدي إلى إنقاذ أرواح الكثير وبنسبة تتجاوز الأرواح التي حصدها الفيروس نفسه، ومن الجدير ذكره أنّ ما يقارب 91% من سكان العالم يقطنون في بقع جغرافية لا تكون فيها مستويات جودة الهواء ضمن الحدود الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث حالات وفاة مُبكِرة تصل تقريبًا إلى 4.2 مليون حالة سنويًا على مستوى العالم، وذلك وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2016.
أوضحت مؤخرًا بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل -5 بي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء بعد الحجر الصحي الذي قامت به الدولة، إذ بينّت أيضًا تَدَنّي نسبة غاز ثاني أكسيد النيتروجين في إيطاليا، كما أوضح جوزيف أشباخر مدير برامج رصد الأرض التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في بيان له : "أنّه وعلى الرغم من وجود اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير الطقس، إلا أننا واثقون جدًا من أنّ انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق في إيطاليا؛ والذي تسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية".
كما لاحظ سكان البندقية أيضًا دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء بعد حظرها صحيًا وتوقيف جميع الأنشطة فيها، وذلك من خلال نظافة مياهها، حيث نُشرت مجموعة من الصور للمدينة بعد الحجر على مواقع التواصل الاجتماعي تُبيّن وجود الأسماك في القنوات، إذ لم تكن موجودة سابقًا بسبب وجود الرواسب الناتجة عن التنقل المستمر في القناة، وذلك وفقًا لشبكة CNN، ومن جهة أُخرى ظهر دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء فيالولايات المتحدة أيضًا؛ إذ أدى تقليل تنقل المركبات بشكل كبير خاصةً في أكثر الأماكن اكتظاظًا كلوس أنجلوس ومدينة نيويورك إلى تَدَنّي نسبة غاز أول أكسيد الكربون في الهواء.
ووفقًا لمارشال بيرك -وهو باحث في ستانفورد-، فيما يتعلق بدور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء؛ قال "إنّه من المحتمل أنّ هذا الهبوط أيّ الانخفاض من ربع إلى ثلث في بعض الأماكن مقارنة بمستويات الأعوام الماضية، أنّ يُنقذ حياة 4,000 طفل دون سن الخامسة و73,000 بالغ فوق سن 70 في الصين".
طرق مكافحة تلوث الهواء
بعد معرفة دور فيروس كورونا في الحد من تلوث الهواء، لا بدّ من معرفة الطرق المُتَبَعة في العالم لمكافحة هذا التلوث، فالسيطرة على تلوث الهواء يمكن أن تتم بالتقنيات القادرة على خفض نسبة وجود المواد الملوثة في الهواء أو القضاء عليها تمامًا، والتي يؤثر وجودها بشكل سلبي على صحة الإنسان أو البيئة، وتكمن أهمية مكافحة تلوث الهواء بمكافحة التلوث بشكل عام، ذلك بالإضافة لأهمية إدارة النفايات الخطرة، إدارة النفايات الصلبة، معالجة مياه الصرف الصحي، وفيما يأتي أهم الطرق المستخدمة للسيطرة على كل من الجسيمات والغازات السامّة الموجودة في الهواء:
السيطرة على الجسيمات
يمكن التخلص من الجسيمات العالقة في أيّ تيار هوائي ملوث من خلال العديد من العمليات الفيزيائية، إذ يوجد مجموعة من المعدات القادرة على جمع الجسيمات مثل مُجَمِّعات الأعاصير، أجهزة الترسيب الكهروستاتيكية، أجهزة غسل الغاز، ومرشحات الأكياس، والتي تقوم الجسيمات بداخلها بالتجمع ثم تلتصق هذه الجسيمات معًا، وتُشكّل كُتَلًا يمكن إلقاءها في مكبات النفايات عادةً.
السيطرة على الغازات
دائمًا ما يتم استخدام ثلاث تقنيات رئيسة للسيطرة على الملوثات الغازية المعيارية، بالإضافة إلى الغازات السامّة للهواء والمركبات العضوية المتطايرة، وهي: الامتزاز، الامتصاص، والاحتراق، والتي تستخدم إمّا كل واحدة على حدى أو بشكل جماعي، ومن الجدير ذكره أنّ جميع هذه التقنيات يُمكن استخدامها أيضًا للتحكم بالغازات الدفيئة الأساسية، بالإضافة إلى انضمام تقنية رابعة لهذه التقنيات تُسمى عزل الكربون؛ والتي ما زالت ضمن التطوير لكي يتم من خلالها السيطرة على مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.