صاغة سوق تاريخي في أربيل.. خبرة تتوارثها أجيال
- الوقت : 2022/03/10 15:58:22
- قراءة : ٤٠٣ الاوقات
{منوعات: الفرات نيوز} فيما يواصل صائغو المجوهرات في سوق قيصرية التاريخي بمدينة أربيل، ومعظمهم من التركمان، العمل على تعليم أسرار المهنة للأجيال القادمة، تجذب المشغولات التركية التي تشكل غالبية المنتجات المعروضة في السوق اهتمام الزوار.
يقع سوق قيصرية مقابل قلعة أربيل التي يرجع تاريخ تأسيسها لنحو 6 آلاف عام، وهي مدرجة على قائمة التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
ويرجع تاريخ بناء سوق قيصرية الذي يشبه البازار الكبير في إسطنبول من حيث هندسته المعمارية، إلى العهد العثماني، وقد شكل طوال السنوات الـ 200 الماضية رمزا للنشاط التجاري في مدينة أربيل والمناطق المحيطة.
وإلى جانب مئات المحلات التي تبيع منتجات مختلفة مثل الملابس التقليدية والأقمشة والمكسرات والهدايا التذكارية، يستضيف سوق قيصرية التاريخي أيضًا العديد من محلات الصاغة وتجار المجوهرات.
ونظرا لأن معظم تجار المجوهرات في سوق قيصرية من أبناء المكون التركماني العراقي، يستطيع الزوار الأتراك استخدام لغتهم بسهولة عند تسوقهم.
ويقول تجار مجوهرات من أبناء المكون التركماني، إنهم منذ عشرات السنوات، يمارسون في السوق التاريخي مهنتهم التي تعلموها من أجدادهم، وإنهم يعملون جاهدين على نقل خبراتهم للأجيال القادمة.
وأضاف الصاغة ممن التقاهم مراسل الأناضول، أن موسم الزفاف الذي يبدأ في فصل الربيع يؤثر إيجابا على النشاط التجاري في السوق، وأن معظم المنتجات المعروضة من ذهب وحلي تأتي في الغالب من تركيا.
وأثناء التجوال في محلات المجوهرات، يمكن للزائر رؤية إقبال الراغبين في الزواج من الشباب في السوق من أجل اختيار أفضل وأنسب المصاغات المعروضة.
وقال الحاج كاميران التركماني، أحد الصاغة في سوق قيصرية، إنه ورث المهنة عن أجداده، وإنه يدير محله منذ عشرات السنين.
وأضاف أن المحل الذي يعمل فيه ملك لعائلته منذ أكثر من مئة عام، وأن والده وجده كانا يبيعان السجاد في السوق، إضافة إلى مزاولة تجارة المجوهرات التي تعلموها من صائغ يهودي.
وأشار كاميران أنهم يعملون في مجال صناعة الحلي وصياغة الذهب في سوق قيصرية منذ 4 أجيال، وأنه يعمل على تعليم أبنائه أصول المهنة من أجل ضمان انتقالها للأجيال القادمة.
ولفت إلى أن زبائنه في الغالب من العرسان الذين يشترون عادة بين 20 و200 مثقال ذهب (المثقال يساوي حوالي 5 غرامات)، كل حسب استطاعته، إضافة إلى القادمين من بغداد بغرض التسوق.
وقال الصائغ حسن ملك، أحد التجار في سوق قيصرية من أبناء المكون التركماني، إنه بدأ مسيرته المهنية عام 1979 من خلال العمل مع صائغ يُدعى سيد أحمد.
وأوضح أنه ووالده افتتحا متجرهما الخاص بالسوق في وقت لاحق، مشيرًا أن غالبية الصاغة وتجار المجوهرات في "قيصرية" ينتمون إلى المكون التركماني في العراق.
وذكر أن معظم المصاغات المعروضة من ذهب وفضة عادة ما تكون صناعة تركية، وأنه يعمل على نقل أسرار المهنة التي ورثها عن أجداده إلى أبنائه.
بدوره، ذكر زيدان قصاب أوغلو، أحد الصاغة في "قيصرية"، أنه بدأ مزاولة المهنة عام 1991، وأن السوق يحوي اليوم حوالي 200 دكّان للمجوهرات، توفر أفضل المنتجات لزبائنها.
وأشار إلى أن نسبة المبيعات اليومية كانت تراوح بين 300 و500 غرام في السابق، لكنها انخفضت مؤخرا إلى 50 ـ 200 غرام يوميا.
شارك